انشطة مكثفة للدكتور مصطفى بنحمزة بهولندة
الدكتور مصطفى بن حمزة يكرم مسيحيا في هولندا
لحسن بنمريت – روتردام هولندا
أقامت مؤسسة « آفاق » للفن والثقافة والتعليم في روتردام مجموعة من المحاضرات والندوات لصالح الجالية المغربية بروتردام أيام 24 و25 و26 فبراير وذلك في اطار عمل مشترك مع الوزارة المكلفة بشؤون الجالية المغربية في الخارج حيث كان هناك عرض قدم للطلبة المغاربة في المعاهد والجامعات الهولندية بالمدرسة العليا بمدينة روتردام حول » العلم و المعرفة » قدمه الدكتور سمير بودينار باللغة الانجليزية ثم تلته يوم السبت25 قبراير محاضرة قيمة للعلامة الدكتور مصطفى بنحمزة حول » النجاح المدرسي لدى أبناء الجالية المغربية في هولندا ودور الآباء في ذلك » . اللقاء حضره أعضاء السلك الدبلوماسي للمملكة المغربية بهولندا وأفراد الجالية المغربية من آباء وأمهات وفعاليات مغربية حيث امتلأت القاعة عن آخرها . وكان الهدف هو ثشجيع أبناء الجالية المغربية خصوصا الجيل الثاني والثالث , حيث أكد الدكتور بنحمزة أن الجيل الأول قام بواجبه سواء تعلق الأمر بمساعدة الأقارب في الوطن الأم أو بناء المساجد في هولندا والمحافظة على اللغة العربية والوفاء للمغرب وعلى الأجيال الصاعدة أن تحصل على شواهد عليا تمكنها من القفز الى مناصب عليا تخدم المجتمع الهولندي أولا وتعطي صورة ايجابية عن أصالة المغاربة وحبهم للعلم ثانيا. وعلى هامش هذه اللقاءات نظمت المؤسسة المذكورة مهرجانا تكريميا لراعي كنيسة باولس الارثوكسية – البروتسنتية في مدينة روتردام السيد الاب هانز فيسر Hans Visser ، والسيد ابراهيم المانوزي الناشط السياسي ، عرفانا بجميهلما لما قدماه من جهود في دعم ومساندة للمستضعفين والمشردين ومحاربة العنصرية التي يعاني منها الاجانب في الغرب عامة وفي هولندا خاصة ، اضافة الى دعم الديمقراطية وحقوق الانسان والمجتمع المدني الديمقراطي.
رحب السيد لحسن بنمريت رئيس مؤسسة « آفاق » بالحضور جميعا، وخاصة بالدكتور العلامة مصطفى بنحمزة والدكتور سمير بودينار لحضورهما هذه المناسبة التكريمية، ونوه في كلمته القصيرة بان مؤسسة « آفاق » للفن والثقافة قامت بتكريم الاب فيسر عرفانا لمساعدته ومساندته الاجانب بصفة عامة خلال الاربعين سنة الماضية والمغاربة بصفة خاصة الذين عانوا الامرين خلال الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي جراء عدم حصولهم على الاقامة من طرف السلطات الهولندية ، و طردهم من قبل ارباب العمل و عدم وجود مآوى لهم ، وذكر السيد بنمريت ان الاب فيسر احد الاعلام الهولندية وبيرق حر في مجال حقوق الانسان خدم المهاجرين غير الشرعيين وخاصة المغاربة الذين قطنوا ارداف الكنيسة التي وفرت لهم المآوى واللباس والاكل، بعد ملاحقتهم من قبل السلطات الهولندية ، وذكر السيد بنمريت دعم كنيسة باولس بروتردام ووقوفها بوجه السلطات الحكومية الهولندية من خلال ايجاد المحامين ودفع الرسوم وغير ذلك، كما شكر الوزارة المكلفة بالجالية المغربية في الخارج لجهودها في دعم مغاربة العالم.
تحدث الاب فيسر فقال: اذكر ان سنوات السبعينات كانت من اوائل السنوات التي عانى فيها بعض المغاربة الأمرين حيث كانت اوضاعم مآساوية وتعرضوا للمطاردة والاعتقال والحبس والطرد . وكان هذا هو الحافز للوقوف الى جانبهم، ونوه في كلمته الى وقوف الكنيسة – التي كان على رأسها حينذاك – الى جانب هؤلاء، واضاف:لقد كان عملنا حينذاك مع المغاربة النشيطين في هذا المجال ، واشار في كلمته القصيرة الى ان المغرب الحالي من اكثر البلدان تطورا فقد قفز قفزة نوعية نحو الديمقراطية والتقدم، وشكر مؤسسة « آفاق « على هذا التكريم، وقال في نهاية كلامه ، ان للمغاربة والمغرب مكانة خاصة وعزيزة في قلبي .
ثم القى العلامة الدكتور مصطفى بنحمزة كلمة قصيرة بهذه المناسبة وتشاء الأقدار أن الدكتور الذي سبقت لبلدية دلفسهافن – روتردام بتكريمه شخصيا ويكون بذلك أول عالم مسلم يكرم في بلدية هولندية, نقول جاء دوره ليقدم شخصيا درع التكريم للقس هانس فيسر وكانت فعلا صورة ايجابية تعكس التسامح الديني و الأصالةالاسلامية والنخوة المغربية بهدف توطيد روح التعايش بين الاسلام والمسيحية بالرغم من الدعوات العنصرية من بعض ذوي النزعات الشوفينية الكريهة في المجتمع الهولندي.
أما الدكتور بن حمزة – رئيس المجلس العلمي بوجدة فشكر مؤسسة « آفاق » لهذه المبادرة القيمة عرفانا للذين قدموا خدماتهم للجالية المغربية والمستضعفين في هولندا، وقال: اقدر عاليا جهد ومساعدة الاب فيسر لهذه الفئة من الناس ورعايته لهم ومؤازرتهم ومساندتهم ، وأضاف: الاسلام دين متحضر و وفي للذين قدموا للناس خدمات وخاصة للمسلمين المستضعفين ، واستطرد قائلا: ان اكبر الاوفياء هو رسولنا الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم عندما امر المسلمين المستضعفين في بداية الاسلام بالهجرة الى الحبشة التي حضنتهم وآوتهم وقدمت لهم الامن والامان وكان على رأسها حيذاك ملكها النجاشي، وقال: ان المسلمين لحد هذا اليوم يحفظون الوفاء لمسيحي الحبشة خاصة وللمسيحيين عامة، واضاف العلامة بنحمزة: لم يكن هناك مشاكل مع اخوتنا المسيحيين على الاطلاق في تلك الفترة ، واضاف :ان سلوك السيد فيسر هو استمرارية للسلوك الحضاري الذي قدمه اخوانهم في الحبشة، وشكر السيد بنحمزة الاب فيسر على كل جهوده ، وثم تعانق العلامة المسلم والقس المسيحي في خضم عاصفة من التصفيق من جميع المدعوين المائة والخمسين كما قدم شكره لمؤسسة « آفاق » لوعيها وتكريمها لاحد الرموز المسيحية الذين خدموا الانسانية والمسلمين بصفة خاصة.
من جهته , قام السيد محمد الرباع مدير المركز الهولندي للاجانب ، ورئيس حزب اليسار الاخضر سابقا بالقاء كلمة قصيرة شكر فيها السيد ابراهيم المانوزي و مذكرا بدوره المتميز في ميدان الهجرة والعمل على تعزيز المسلسل الديموقراطي في المغرب وكذلك القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية .
.
و كما أشرنا آنفا فلقد سبق وأن كرم الدكتور العلامة بن حمزة في مدينة روتردام قبل عامين من قبل جمعية ابي رقراق ومؤسسة آفاق ، وذلك ببلدية دلفسهافن وشاءت الصدف ان يأتي من مدينة وجدة لتكريم القس الاب هانس فيسر لكنيسة Pauluskerk وقد ترك ذلك اثرا عميقا في نفوس الحاضرين عامة والهولنديين والاب فيسر على وجه الخصوص وبدون شك ستخصص الجرائد الهولندية في الأيام المقبلة أعمدة لهذا الموضوع الهام .
Aucun commentaire