Home»International»هل سيتخلي العدالة والتنمية عن المسؤولية ؟

هل سيتخلي العدالة والتنمية عن المسؤولية ؟

0
Shares
PinterestGoogle+

تحدث إلي صديق حميم ، أثق في رجاحة عقله وسعة صدره ، بقلق وغضب بالغين وواضحين . بسط أمامي مجرى الأحداث السياسية ، في هذا الوطن العزيز ، بدءا من الدعاية إلى الدستور والتصويت عليه  إلى نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة ومخاض ولادة الحكومة الجديدة .

تحدث عن الفساد الأخلاقي والنفاق السياسي للطبقة السياسية . وقف عند صعوبة ، إن لم يكن استحالة ، التغيير من خلال القواعد المرسومة . تكلم عن اقتصاد الريع ومن يشجعه ، وعن شراء الذمم والابتزاز السياسي ومن يقوم به ويشرعنه ، وعن إفساد الحياة السياسية والاجتماعية والساهرين على ذلك ، وتحدث عن محاربة الصالحين والتضييق عليهم ومن يتولى ذلك ومن يقف وراءه  .

انتقد طريقة تشكيل الحكومة ، قبل أن أبادره متسائلا :

ألا تريد يا صديقي أن تسألني عما سيضير حزب العدالة والتنمية إن هو قدم اعتذاره للملك عن قيادة حكومة متنافرة عاجزة ،حتى ، عن صياغة تصريح حكومي ؟

قال بلى ! لو صبرت علي لسمعت السؤال نفسه !

قلت : بادئ ذي بدء  ، إن حزب العدالة والتنمية إن هو قرر الاعتذار ، فعليه أن يقدم اعتذاره للشعب المغربي الذي بوأه المرتبة الأولى ، ونصبه بالتالي على رأس الحكومة بقوة الدستور . ثم صحيح أن الله وحده من هيأ الأسباب جميعها للحزب ، ليفاوض من موقع قوة بعد ضعف ، ويفرض الشروط التي لم يكن يحلم، يوما ، قادته الخمسينيون أن تتوفر الأجواء لهم ، هم ، لطرحها والتمسك بها بعد فرضها.

لقد بدا الحزب ، فعلا ، من خلال الإعلام وما كان يتسرب من أخبار ، عن عمد أو عن غير قصد ، جد متشبث بالوصول إلى مركز القرار والمسؤولية والتدبير ؛ وبدا ، أو هكذا أريد له أن يرى ، مستعدا لتقديم تنازلات كبيرة من أجل ضمان أغلبية ، ما يفرقها أكثر مما يجمعها .

قلت لصاحبي ، كذلك ،  إن الذي سيضير حزب العدالة والتنمية ، إن هو تخلى عن المسؤولية وتهرب منها ، أمران أساسيان .

الأمر الأول هو الإعلان الصريح ، بذلك ، عن خطإ منهجه السياسي القائم على المشاركة في الحياة السياسية من خلال التدافع والتدرج في تنزيل مشروعه ، الذي من أجله أنشئ ، ومن أجله يشتغل ، ولأجله يكد ويكابد ويصبر ويصابر .

الأمر  الثاني هو فتح الباب على مصراعيه للمجهول ، ولكل الاحتمالات بالنسبة للوطن وأبنائه ، وهم جزء أصيل من هذا الشعب ومن تاريخه ، وخوفهم على مصير بلدهم أكبر وأشد ممن احترفوا التشدق ، في الصباح كما في المساء ، بحب هذا الوطن الديمقراطي الحداثي…………

إن المسؤوليات الجسام لا يتحملها الصغار الضعفاء  ، بل لها الرجال الأقوياء بإيمانهم بالله وبقدرتهم على تحمل المسؤولية و التغيير . فإذا تخلى  حزب العدالة والتنمية عن المسؤولية وتهرب منها – سيفرح،أكيد ، البعض ممن يدعون الله في صلواتهم وخلواتهم أن يفشل مسعاه ويحبط عمله ويظهر جليا سوء نهجه ومنهجه –  فمن يا ترى سيتحمل عبء إخراج المغرب من هذا الواقع المأساوي الذي يعيشه و يتهدده بالانفجار ، لا قدر الله ، في أية لحظة ؟

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. المكي قاسمي
    14/01/2012 at 15:50

    أن يتم الحديث عن عدم تمكن الحكومة من القيا م بأدوارها كتخوف أو توجس فذاك، في نظري على الأقل، مفهوم،نظرا لوجود ظروف ومعطيات معروفة تبرر ذلك.لكن أن يتم طرح هذا التخوف كحقيقة قادمة لا محال،فالأمر هنا، وفي اعتقادي، فيه قدر كبير من المبالغة واستباق الأحداث.والدافع لهذا الكلام بسيط وواضح، حيث أن الحكومة لم تشرع في الاشتغال رسميا بعد، نظرا لكون التصريح الحكومي لم تتم المصادقة عليه لحد اللحظة.أعلم أن خلفيات كاتب المقال حسنة وتنطوي على غيرة وطنية، لكني ومع ذلك أنبه، إن قبل ذلك، إلى أن الحكم المسبق بالفشل على العمل الحكومي سيكون له في الغالب أثرتيئيسي لن يخدم إلا أعداء الديمقراطية-أنصار الفساد

  2. omar boussaidi
    14/01/2012 at 22:01

    في نظري حزب العدالة و التنمية يمكنه ان يقود المغرب في الازدهار وهو قادر على تحمل المسؤولية كاملة

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *