واقع الحياة المدرسية بعد رحيل اخشيشن
ما فعله اخشيشن بالمدرسة والمدرسين
والمنظومة التربوية ككل يستحق أن يوحد
جميع الفاعلين التربويين للمطالبة
بمتابعة ومحاسبة هذا الوزير الدي
أعاد هذه المنظومة إلى نقطة الصفر
…إفلات اخشيشن من المحاسبة وصمة عار
ورسالة واضحة الدلالات أن
الديموقراطية ما تزال حلما بعيد
المنال ما دام تولي المسؤوليات في
بلادنا لا يقترن بالمحاسبة، محاسبة
الجميع …
أود الحديث في هدا المقام عن جانب
هام جدا داخل المنظومة التربوية
ويتعلق الأمر بالحياة المدرسية والتي
تحولت بفعل سياسات اخشيشن وتجاربه
« الفئرانية » إلى جحيم لا يطاق ويستعصي
معه على الأطر التربوية أداء رسالتهم
بالشكل المطلوب ..
عوض أن يقوم اخشيشن بتأهيل الإدارة
التربوية وتزويدها بالأطر الكفؤة
والمقتدرة التي تستطيع بعث الحياة
وروح العمل التعاوني في المؤسسات
المدرسية ،فقد حولها إلى سجون مليئة
بالمشاحنات …
أصدر اخشيشن « الغير المأسوف » على
رحيله ، مجموعة من المدكرات المشؤومة
التي تنظم شروط وقواعد إسناد مناصب
وهمية ومثيرة للسخرية والإستهزاء …
المدير المساعد: تنظمه المذكرة
الوزارية رقم 132 الصادرة في 22 نونبر 2008
الأستاذ المرشد:تنظمه المذكرة
الوزارية 155 الصادرة في 10.11.2009
الأستاذ المورد في بيداغوجيا
الإدماج:تنظمه المذكرة الوزارية رقم
030 /12 الصادرة في 09.12.2010
الأستاذ المرشد في
tice:تنظمه المذكرة الوزارية رقم
169الصادرة في 05.11.2010
هذه المذكرات كلها تنص على احتفاظ
المرشح لهذه المناصب بعمله العادي
داخل القسم ، والمذكرة الوحيدة التي
ورد بها شرط التفرغ هي المذكرة 70
المحدثة لمنصب مساعد متفرغ للمدير
الصادرة بتاريخ 05ماي 2011 أي قبيل مغادرة
اخشيشن لمنصبه بأشهر قليلة …
إصدار كل هذ المذكرات في هذا الظرف
القياسي ينم عن جهل خطير بالحقيقة
المرة التي تعيش في كنفها المدارس
…فالخصاص المهول في عدد المدرسين في
العالم القروي أدى إلى ظاهرة
الإكتظاظ وانتشار الأقسام المشتركة
والمتعددة المستويات ،وفي ظل هذا
الوضع يستحيل في الكثير من المجموعات
المدرسية وحتى داخل المدارس
المتواجدة في المدار الحضري إيجاد
مدرسين متوفرين على الشروط الواردة
في بعض هذه المدكرات ،وقد لا تتوفر
بعض المؤسسات أصلا على العدد الكاف
من المدرسين لتقلد هذه المناصب بغض
النظر عن مدى توفرهم على هذه الشروط
.إضافة إلى ظاهرة التسلط وتأزم
التسيير الإداري داخل المؤسسات والتي
لا تساعد على انتقاء مرشحين أكفاء
،حيث يعمد المديرون إلى اختيار
الأشخاص الذين يسايرون هواهم
ويتقنون التزلف والنفاق …
إذا كان البرنامج الإستعجالي من بين
ما يتوخاه في أهدافه تجويد الحياة
المدرسية فقد حقق العكس ،و بفعل
سياسات اخشيشن تلك أجهز عليها
..فالمدير المساعد تحول إلى »مقدم « شغله
الشاغل « القيل والقال » وجمع »الخبيرات »
والتفاهات وكهربة المناخ المدرسي
…لقد تحولت هذ ه المناصب المشؤومة في
نظر بعض الإخوة (سامحهم الله
وعافاهم)إلى فرصة لحرق أعصاب المدرسين
وشغلهم عن أداء رسالتهم النبيلة
،وهي فرصة كدلك بالنسبة لهؤلاء
للتنصل من أداء الواجب وهدر الزمن
المدرسي بتبريرات شتى ..
إن المنصب الوحيد الذي رأى
النورفعليا على أرض الواقع _على حد
علمي _ هو منصب المدير المساعد ،وهي
تجربة مؤلمة حقا ، لأنه لم يكن له أي
وقع إيجابي ،ولم تخفف عن المدير ثقل
المهام الموكولة له بل أشعلت فتيل
حرب باردة طرفاها المدير ومن يتخندق
في صفه والمدرسون في الجانب الاخر
…حرب لا رابح فيها بينما الخاسر
الأكبر هي المدرسة والنظام التعليمي
ككل .
إن هذا السيل من المذكرات ليس من
شأنه إلا هدر المزيد من الطاقات
والوقت في حين أن إصلاح الوضع ممكن
جدا إذا ما أخذت الأمور بالجدية
اللازمة .وأعتقد أنه بدل إزعاج
المدرسين وإضافة مهام إضافية لهم كان
الأجدر والأولى أن يتركز الإصلاح
على جهازين مهمين في المنظمومة
التربوية :
_الإدارة التربوية :لم أفهم شخصيا سبب
امتناع الوزارة عن استحداث إطار خاص
بالمديرين ،علما أن إحداثه فرصة
لعصرنته وتحديثه والإنتقال به من
اعتباره واحة للراحة تسبق التقاعد
إلى جهاز يبعث الدينامية والحيوية
وحب العمل داخل المدارس …
لا يمكن أن تسير مدرسة ما من طرف شخص
واحد ، بل من المفروض أن تتوفر كل
مؤسسة تعليمية على طاقم إداري لا يقل
عن شخصين ،تبعا لتعداد التلاميذ
المسجلين بها .
_جهاز التفتيش : كثيرة هي الأسئلة
التي تطرح مؤخرا حول جدوى هذا الجهاز
والعقم الكبير الذي أصابه …يستغل
الكثير من المفتشين الخصاص الكبير
في أطر التفتيش لتبرير تقاعسهم
وتنصلهم من مهامهم . وأعتقد أنه حتى
لو توفر العدد الكافي منهم فلن
تتجاوز عطاءاتهم تلك الزيارات
الخجولة للمدرسين في خريف كل موسم
دراسي ،إذا ما لم تفعل ثقافة
المحاسبة في هذا الجهاز .إن مذكرة
الأستاذ المرشد والمورد جاءتا
كمحاولة للتغطية على غياب أداء
المفتشين ، لكن حل مشكل بمشكل لا
يمكن أن يعطي النتائج المرجوة ، ومن
الضروري الإنكباب على إصلاح جذري
لجهاز التفتيش …
ختاما ، هل يصلح محمد الوفا ما أفسده
اخشيشن ؟ السؤال من الصعب الإجابة
عنه الان ، لكن التكهنات تشير إلى أن
إصلاح الحال من المحال ،فاللون
الحزبي للرجل والطريقة
اللاديموقراطية المعتمدة للإستوزار
داخل هذا الحزب ، إضافة إلى تجارب
مريرة عاشها المغاربة مع وزراء
إستقلاليين سابقين ، تشير إلى أن
المستقبل سوف لن يختلف كثيرا عن
الحاضر والماضي …
07_01_2012
1 Comment
دخلها وهو لا يعلم عنها شيئا وخرج منها وقد افرغها من محتواها حسبنا الله ونعم الوكيل هذه تكفيه