ما سر ….تزايد العنف على مؤسساتنا التعليمية ؟؟؟؟؟؟
يعتبر التعليم ضمن أول الأولويات,نظرا لما يعده من أجيال , ولما يشغله من موظفين من مختلف الفئات,ولما يكلف ميزانية الدولة من نسبة تفوق كل النسب.إنه وللأسف الشديد لا يبدو أن حكومتنا السابقة أعطت وتعطي العناية الكافية لهذا القطاع الحيوي ,الذي يعتبر من النظام العام,بل كل هزة من هزاته قد تهز الكثير….إنني أتذكر أن وزير التعليم بألمانيا استقال لمجرد حصول 100 تلميذ بمؤسسة ما على نقطة صفر في الرياضيات.ونحن نصفق ونغرد بلغات المبالغة والبهتان والتضخيم لكل شيء…لكن العجلة لا يبدو أنها تدور كما يحلو لهم…تفاقمت الأوضاع وتزايدت الأوجاع وتكاثرت العلل وتنوعت الملل….كل يغرد على هواه,وكل ينوح لما لحق به من ظلم وما ألم به من جرم….النتيجة واحدة : تعليم يتردى ومستوى التمدرس يتدنى والأخلاق تنحل ….أخرها وليس الأخير منها تنامي ظاهرة العنف على مؤسساتنا التعليمية ,وليس بمؤسساتنا التعليمية كما يحدث أحيانا.هذه المرة أصبحت الكثير من مؤسساتنا تعرف هجوما خارجيا وبنفس الكيفية ,استعمال الهراوات والعصي والسيوف والحجارة ,بشكل جماعي يمثل عصابات منظمة,تتكتل وتهجم على تلاميذ المؤسسة من كل حدب وصوب,الى درجة دخول المؤسسة وتكسير زجاجها واخرجا تلامذتها وأساتذتها قسرا من أقسامهم.
– أهناك عنف أكثر من هذا؟
– أين رجال الأمن من كل هذا؟
– كيف يحصل هذا في عدة مؤسسات وفي نفس الفترة؟أهناك رسالة منظمة مشفرة؟أهناك استعراض للعضلات من فئة ما؟
– أليست رسالة للحكومة المقبلة على ما يمكن أن تسمح به وزارة الداخلية,وما يمكن ألا تسمح به؟
– ألهذه الدرجة وصل التسيب الأمني.
إن من شاهد فيديو ما حصل لثانوية عبد المومن من هجوم وحشي,ومن كلمات لبعض أساتذتها وتلامذتها, من هلع ورعب لا يوصف,إنما يتألم ويتحسر على انفلات أمني قد تكون عواقبه وخيمة من تكرار لمثل هذه الأحداث الإجرامية, سيما وأنه من خلال تلك التصريحات وصل الأمر الى اصطدام مع رجال الأمن.
إنني يا إخوتي أعز ثانوية عبد المومن ,بل أعتبرها ضمن التراث الذي يجب حمايته من مثل هذه الهزات . إنني عندما تضطرني ظروف ما لزيارة هذه المؤسسة ,أتذكر ماضيها ,عندما كان والجها ترتجف ركبتاه ما أن يصل الى أدراجها.صدقوني أنني عندما أصل الى بابها الرئيسي ينتابني أحيانا ذلك الارتعاش…..ألهذا الحد أصبحت هذه المؤسسة وغيرها مستباحة؟ كيف لنا أن نسمح بمثل هذه الغوغاء والفوضى التي أصبحت تتفاقم لتشمل عدة مؤسسات بمدينة وجدة تاوريرت بركان ومدن أخرى…
إن أمن المؤسسات التعليمية ,ليس بالأمر الهين,ولعل اجتماع السيد مدير الأكاديمية مع السادة النواب قد سار في هذا السياق,للبحث عن سر هذه المعضلة ,وكيفية علاجها ومسؤولية باقي الأطراف فيها.إن الوقاية ضرورية وتحمل كل طرف مسئوليته لا مناص منه. وليست دول الربيع العربي عنا ببعيد,إنها رغم ما يبدو أنها حققته من مكاسب,فإن سكانها يعانون من انفلات أمني من الصعب تداركه . فلا داعي للتهور والاستهانة بالأمور,فإن كان سكوت رجال الأمن من قبيل التهاون,فقد يأتي يوما لا تنفع الحلول الأمنية أيا كانت.إننا نثق في رجال أمننا ونعلم أنهم عندما يقررون توقيف تهور ما فإنهم قادرون على ذلك….والله من مراء القصد.
1 Comment
لم تسلم ثانوية الشريف الإدريسي التأهيلية من وقائع وأحداث شبيهة بتلك التي شهدتها ،ثانوية عبد المومن