هذا بيان للناس / بقلم: ميلود لقــــاح
هذا بيان للناس
بقلم: ميلود لقــــاح
إذا صار الأدب سببا في نشر العداوة وتأجيج الصراع المجاني فلا كان هذا الأدب ولا كان أهله . فالمنتظر أن يكون الأدب ، والثقافة عموما ، مصدر تآلف وتفاهم ؛ وإذا حضر اختلاف ، وهو حاضر دائما ، فالمرجو ألا يتحول إلى خلاف، أي إلى شقاق ينشر العداوة والبغضاء بين الأدباء والمثقفين ويؤجج صراعاتهم المجانية المفتعلة ؛ وأؤكد على مجانية الصراع لأنها ليست معبرة عن اتجاهات فنية أو فكرية تتحاور وقد تتصارع لكن مع الاحتفاظ للأدب والثقافة بنبلهما .فكل المذاهب الأدبية والفكرية ناتجة عن صراع أثرى الفكر والثقافة ، ومازلنا نقرأ بإعجاب ما جرى في تلك الصراعات عربيا وغربيا ، وينبغي أن نستفيد منها.
ما الداعي إلى هذا الكلام ؟
قبل أن أجيب عن هذا السؤال أذكر أنني كتبت منذ سنوات قليلة مقالات اعتبرتها نقدية ونشرتها باسمي ، ولم أذيلها باسم مستعار ، ومن يومها ظهرت كتابات أخرى تحمل أسماء لا ندري أهي حقيقية أم مستعارة ؟ هذه كتابات نسبها بعضهم إليَّ مع أنني كنت أذيل ما أكتب باسمي ولا أضع اسما مستعارا ، وكنت أظن أن هذا السلوك كان كافيا ليفهم الناس أنني لست الكاتب ، ومع ذلك نسبت كتابات أخرى إليَّ ظلما وعدوانا ، وتُدوول اسمي على أنني الكاتب مع أنني لم أكتب إلا ما نشر في الجرائد الوطنية والمجلات العربية أو في كتاب نقدي بالاشتراك مع بعض الأصدقاء .ومن ينشر تلك المقالات باسمه لا ينشر غيرها باسم مستعار . هذا عما نشر في الصحف.
إن الذين نسبوا إلي ما نشر بأسماء مستعارة أوحقيقية ، لست أدري ، ذهبوا بعيدا في الإساءة إلي وإلى الأستاذ عبد السلام بوحجر لإشعال الحرائق بيننا مستغلين ما كتبت عنه ونشرته باسمي ، ولا يعدو إشارة مقتضبة ضمن مقال . وكان ماكتبته خاليا من القذف والسب والكلام الفاحش .
وقد نقل إليه أنني كتبت نصا أو نصوصا ، أهجوه فيها بكلام نابٍ لا يمكن أن يصدر عني ، وفي وقت متزامن تقريبا وصلتني عن طريق البريد العادي نصوص تحمل اسمه فيها من البذاءة ما يقشعر له الجلد ، وما زلت أحتفظ بها وقد هددني مرسلها بتوزيعها حيث أشتغل . فهل يكون عبد السلام بوحجر كاتب هذه النصوص؟ أقرأها وأعيد قراءتها وأتردد في نسبتها إليه ، فالكتابة الرديئة تعني التضحية بتقدير الآخرين واحترامهم ، والعاقل لا يزهد في هذا الرصيد المشرف .
وأقول صادقا : إن ما نقل لبوحجر لم اكتبه ، وأنا برئ مما نسب إليَّ .
ويقيني الآن أن هناك من يتاجرون بضمائرهم المريضة ، فيكتبون عنه وينسبون إليّ ويكتبون عني وينسبون إليه . وعندي نصوص بذيئة جدا منسوبة إليه ، وإن شاء الاطلاع عليها فإني على استعداد لتقديمها إليه . أؤكد مرة أخرى أنني لم أكتب ما وصل عبد السلام بوحجر من بذاءات وسخافات ، وقد وصلني مثلها منسوبا إليه.
وأخيرا ، إذا كان الأدب هو هذا الذي يُتداول الآن في شرق المغرب بكل ما فيه من سخافة وبذاءة فلا كان ولا كان أهله. إنه نتاج عقول منحرفة تريد افتعال الصراع وتأجيجه ، ولحد الساعة – كما يبدو لي- ليس بيننا (عبد السلام وأنا) ، ما يدعو لهذا الصراع .
مع أسمى تحية وأزكى سلام للذين يحافظون للكلمة على رونقها وجمالها وعمق معناها أي الأدباء والشعراء والمثقفين الحقيقيين لا الخائضين في وحل الصراع الذي أرادوا افتعاله والذي لا يرجى منه خير للأدب والثقافة.
20/11/2011
Aucun commentaire