ليس كبير القوم من يحمل الحقد… يا السي محمد شركي
يأبى المخزن ألا يترك المواطن يهنئ ويرتاح في منزله وبين دويه ، ويرفض أن يمنحه الفرصة للتمتع بوقت فراغه، ويحرص كل مرة على إخراج القوانين التي تنهك كاهله، وتنهب جيبه، فبعد مسلسل التحفيظ ،جاءت ملحمة تجديد البطاقة البيومترية وما أدراك ما البطاقة الوطنية،لنصدم بمصيبة تجديد رخصة السياقة، وما ينتج عنها من طواف إغريقي عبر عدة مصالح متباعدة وفي ظروف مهينة( مندوبية النقل،مصلحة الضرائب،الخزينة، المستشفى) حيث يحشر المواطنين كالغنم في أماكن ضيقة وغير مريحة، دون مراعاة لكبر سنهم، ولا لأوضاعهم الصحية،ولا لأوضاعهم المهنية، بالإضافة إلى المصاريف المالية التي تتجاوز 500 درهم،ففي الوقت التي تتجه دول العالم إلى تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية لمواطنيها ، يتجه مخزننا إلى مزيد من الضغط الجبائي والتضييق على الناس، ولا حول ولا قوة إلا بالله..
.و في خضم هذه المعمعة المرعبة، وفي إحدى الإدارات العمومية، أخبرني أحد الزملاء بمقال الأستاذ محمد شركي المنشور في جريدة وجدة سيتي،لقد أخجلني وأفحمني مقاله، لم أكن أنتظر اعتذارا من سيادته،لأننا في خندق واحد، وقضايانا واحدة، وكفاحنا مشترك، ورغم اختلاف طرق تناولنا لمختلف القضايا ومقارباتنا لها، نتقاطع في الكثير من المواضيع والقضايا المصيرية،ومنذ أن اندلع الخلاف مع « السي محمد شركي »، وأنا أتلقى الكثير من المكالمات والاتصالات، منها المساند ومنها المشجع والمحرض على الاستمرار في التراشق والتدمير الذاتي، لقد ألمني كثيرا لوم بعض المسؤولين الذين لم يعجبهم مسلسلنا المكسيكي الهزيل، ولا تنابزنا بالألقاب،وغالبا ما لم أكن أجد الجواب المناسب، ليس من حقنا يا أبا » إسماعيل » أن نتهم أحدا ، ونحمله ما لا طاقة له به، يجب أن نعترف بأننا أخطأنا عندما انفعلنا ودخلنا مستنقع الردود المضادة، ومهما كان سوء التفاهم الذي يمكن أن يحدث بيننا، لم يكن لائقا بنا، كفاعلين من « العيار الثقيل »على حد قول أحد المسؤولين المحليين، أن ننزل إلى هذا المستوى الردئ من الخطاب، ونفرج علينا أمة رسول الله،إنني نادم وحزين، وكدت أن أطلق العمل الصحفي طلاقا بائنا…فلتذهب الصحافة إلى جهنم إذا أفقدتني الأحباء والأعزاء، كما أنني لست مستعدا أن أخسر رفاق الدرب، بعد أن وصلت إلى هذا السن من العمر، يكفيني ياسيدي ما فقدته من زملاء وأصدقاء… لقد عطلنا آليات التواصل البشري، الذي تأثر بمشاعرنا الإنسانية العدائية ،و بأساليب تخاطبنا العنيفة وتعبيراتنا الساخرة وتعالينا، وركبتنا عفاريت الإعجاب بالنفس،وسوء الظن، وهي آفات تعوق التواصل أو تحد من فعاليته ، أدعو الله عز وجل أن يغفر لنا جميعا، لا أخفيك سيدي أنني غاضب على نفسي ولمتها كثيرا،لأنها ارتكبت خطأ فادحا،وزلة لن أغفرها لها أبدا، ولن أكررها مستقبلا، أنت تعلم سيدي حفظكم الله أنني مارست الفعل الصحفي للدفاع عن قضايا الناس ، وليس وسيلة للعدوان ومعصية الله ورسوله، كما أنني غاضب عليها لأنها لم تكن لوامة ، وتركتكم تسبقونني للاعتذار العلني،رغم أنني لم أطالبكم ولن أطالبكم به أبدا، وأنا الذي طلبت منكم يوما أن تقومونني إذا انحرفت أو سمعت عني ما يخالف الدين والدنيا، لقد كنتم شهما ،و كان اعتذاركم ضربة قاضية أخرى،أصابتني في مقتل، لقد أتقنتم فن الاعتذار الذي يبقى قيمة عالية من قيم الإنسان الراقي المثقف، فسيادتكم بمنطقكم الفذ ولغتكم السامية تستطيعون أن تعتذروا لضحيتكم دون أن تتنازلوا عن شيء من كرامتكم وفى نفس اللحظة يشعر من هو أمامكم بالرضا والتشبع والراحة النفسية،إن الاعتذار وسام على صدر صاحبه ودليلاً على طيبة قلبه وسلامة نيته ونبل قصده، لقد قبلت اعتذاركم لأنه اعتذار صادق،صادر من قوي ،كما أنا ما يربطنا أكبر وأوسع مما يفرقنا،والحمد لله الذي صفت النفوس وعادت المياه إلى مجاريها، لأنه لا يعقل أن يحتاج المصلحون بين الناس إلى من يصلح بينهم .
الاعتذار أدب اجتماعي في التعامل الإسلامي، ينفي شعور الكبرياء، وينفي من قلوبنا الحقد والبغضاء وإساءة الظن بالناس، حين يصدر منهم ما ظاهره الخطأ. اللهم إني اعتذر إليك من مظلوم ظلم بحضرتي فلم أنصره، ومن معروف أسدي إلي فلم أشكره، ومن مسيء اعتذر إلي فلم اعذره، ومن ذي فاقة سألني فلم أؤثره، ومن حق ذي حق لزمني لمؤمن فلم أوفره، ومن عيب مؤمن ظهر لي فلم أستره، ومن كل إثم عرض لي فلم أهجره، أعتذر إليك يا إلهي منهن ومن نظائرهن، اعتذار ندامة يكون واعظا لما بين يدي من أشباههن فصل على محمد وآله، واجعل ندامتي على ما وقعت فيه من الزلات ،وعزمي على ترك ما يعرض لي من السيئات توبة توجب لي محبتك يا محب التوابين.
1 Comment
السيد الشركي له وحه واحد والكل يشهد له بذلك. لايتغزل ولا يتملق