نُقْطَـة .. إِلَى السَّـطْـر
الشاعر :الدكتور محمد زروقي
قـالَ المُعَلِّــمُ:
نُقْطَـةً،
اِرجِـعْ إلى سَطْـرٍ جَدِيـدْ.
فَتَبَسَّـمَ التِّلْمِيـذُ مِنْ عَجَـبٍ
وَقَـالَ: مُعَلِّمِـي،
نَفَـذَتْ صَحَائِـفُ دَفْتَـرِي
وَكَذَا دَفَاتِرُ صَاحِبِـي زَيْـدٍ
وَعَمْـرٍو
وَاليَـزِيـدْ
قَـالَ التَّلاَمِيـذُ الَّـذِيـنَ تَبَسَّمُـوا،
وَبِنَبْـرِ صَـوْتٍ وَاحِـدٍ:
نَفَـذَتْ دَفَـاتِرُنَـا، فَهَـلْ
نَأْتِـي غَـداً
وَاليَـوْمَ عِيـدْ؟ !
فَهِـمَ المُعَلِّـمُ، سُرْعَـةً،
بَيْتَ القَصِيـدْ
وَأَجَابَهُـمْ فِـي بَسْمَـةِ الفَـذِّ المُجِيـدْ
قَـالَ اكْتُبُـوا
فِـي اللَّـوْحِ –إِنْ شِئْتُـمْ-
وَفِـي زُبَـرِ الحَديـدْ
أَوْ إِنْ تَشَـاؤُوا
فَـاكْتُبُـوا
فِـي حَائِـطِ القِسْمِ الأَجُورِيِّ المَشيـدْ
اُكْتُبْ بُنَـيَّ
عَلَى جَبِينِـي إِنْ تَشَـأْ
اُكْتُبْ عَلَى ظهْـرِ الصَّـدِيـقِ
عَلَى الـذِّرَاعِ
عَلَى الوُجُـوهِ
عَلَى الشِّفَـاهِ
عَلَى الوَرِيـدْ.
اُكْتُبْ
وَلاَ تَرْحَـلْ
لأَنَّ الدَّفْتَـرَ الوَرَقِـيَّ
هَـاجَـرَ مِنْ جَدِيـدْ
اُكْتُبْ عَلَى الأزْهَـارِ
وَالأَوْرَاقِ
فِـي الشَّجَـرِ البَهِـيِّ
وَفِـي الجَرِيـدْ.
وَاكْتُـبْ عَلَى جَفْنِـي
لَئِـنْ أَغْمَضْـتُ عَيْنِيَ لَحْظَـةً
وَاكْتـُبْ عَلَى قَلْبِي بِفَخْـرٍ
مَا تُرِيـدْ
مَا عَادَ فِـي الأيَّـامِ مُتَّسَـعٌ
لِعِيـدٍ عَـارِضٍ
وَاكْتُـبْ
فَكَمْ كَتَبَ الشُّعـاعُ
بِلاَ صَحَائِفِ دَفْتَـرٍ
فِـي الأَرْضِ
أَيْضـاً فِـي السَّمـاءِ
وفِـي الوَصِيـدْ.
فَكُـنِ الشُّعَـاعَ
تُعَانِقُ الحُلْـمَ الجَمِيـلَ
بِـلاَ مِـدَادٍ
-إِنْ تَخَلَّـى-
أَوْ وَرَقْ.
وَكُنِ الشُّعَـاعَ
وفِـي فُـؤادِكَ مُهْجَـةٌ
مُــزْدَانَـةٌ
تَهْـوَى الكِتَـابَـةَ
بِالدُّمُـوعِ، وَبِالدِّمَـاءِ
وَبِالعَــرَقْ.
وَلَقَـدْ خَتَمْـتُ وَصِيَّتِـي
وَغَـداً تَقُـولُ لَئِنْ كَتَبْـتَ
بِلاَ صَحَـائِفِ دَفْتَـرٍ:
إِنْ يَصْدُقِ القَـوْلُ الَّـذِي
قَـالَ المُعَلِّـمُ حِينَمَـا
نَفَـذَتْ صَحَائِـفُ دَفْتَـرِي
فَـأَخٌ لَـهُ
مِنْ قَبْـلُ قَـالَ كَقَـوْلِـهِ،
وَلَقَـدْ صَـدَقْ.
Aucun commentaire