رجل التعليم ….ينفر حتى من التحفيزات المادية…..
بادرت وزارة التربية الوطنية الى استحداث جائزة الاستحقاق المهني لأطر التربية والتكوين,لتشجيع رجل التعليم على التنافس والجدية من أحل تتويج سنوي تختار على إثره لجنة إقليمية ,وأخرى جهوية,وثالثة وطنية, مرشحين لهذه الجائزة من أسلاك التعليم الثلاثة,ابتدائي وإعدادي وتأهيلي,ومن أطر الإدارة التربوية وهيأة التدريس….ما أثر انتباهي عدم ترشح أي أستاذ لهذه الجائزة من الأساتذة تأهيلي ولا من المديرين تأهيلي,مما طرح الكثير من التساؤلات:
1- لماذا العزوف عن هذا الترشح من هذه الفئات؟ مع العلم أنني أعلم أن الكثير منهم يستحقون أكثر من تتويج؟
2- أليست الصورة الباهتة التي يقام بها هذا الحفل سنويا ,والذي اقتصر السنة الماضية على استدعاء مرشح واحد من كل فئة ,وفي حفل باهت,من بين عوامل هذا العزوف؟
3- ألا يرجع هذه العزوف الى تأخر المذكرة والتي لم تظهر إلا أواخر يوليوز, يعني نهاية السنة الدراسية؟
4- هل اكتفى رجل التعليم ماديا لدرجة عدم اكتراثه بما يقدم له ,سيما أن هذه الجائزة مهمة عندما يصل المرشح الى التتويج الوطني؟
5- هل توصل كل رجال التعليم بالمذكرة المنظمة لهذه الجائزة؟
6- هل هناك تعامل ايجابي مع هذه المذكرة داخل مؤسساتنا التعليمية؟أم أن تمريرها يتم كما تمرر بعض المذكرات؟
قد يكون لا هذا ولا ذاك,وقد يعود الأمر ولا أتمنى ذلك ,الى نفور رجل التعليم من كل مستجدات التربية والتكوين ولو كانت مادية,وقد يكون غضبه العارم وسخطه على الوضع التعليمي,الذي لم بعد يريح أحدا,وقد يكون نتيجة قلة التواصل وقلة الثقة في وزارة ركزت على الجانب المادي معتقدة أنه مفتاح الإقلاع,وورقة المرور الى الرقي بالمنظومة من خلال التحفيزات والمبادرات ذات الطابع المادي.
وقد كنت مرارا أحذر من عواقب التركيز على الماديات وإغفال الجوانب الروحية التي تجعل رجل التعليم يحس بالاعتبار,أكثر مما يحس كونه رقم تأجير ومعادلة مادية لتحقيق طموحات غير طموحاته.
إن كلمة طيبة في حقه ,وإشراك له في همه,وإنصاف له في مطلبه,وعدالة له في التعامل مع شغله , وشفافية في تدبير شأنه…..أحسن من مال الدنيا وما فيها.كثر تركيزنا على الماديات,وكثر اهتمامنا بالشكليات…وفي المقابل قل اهتمامنا بإنسانية رجل التعليم,ومعاناته….
1- عندما تجد صديقان في الدراسة ,واحد يعمل في التعليم الابتدائي,وآخر في التعليم التأهيلي ,لأن… ولأن.
2- وعندما تجد صديقان بنفس مراحل الدراسة ونفس الأقدمية,واحد يعمل قرب سكناه,والآخر يتنقل يوميا بعيدا عن أهله ,لأن الأول له كذا والثاني ليس له كذا….
3- عندما تجد صديقان في الدراسة والأقدمية ,الأول ترقى بسرعة البرق عن طريق مباريات فيها الكثير,والثاني يقبع على الحصير…..
4- عندما تجد صديقان في الدراسة والأقدمية ,أحدهما كثير الغياب انتقل ,وثانيهما مواظب ومجد في منصبه انتصب….
ابتعد رجل التعليم عن وزارته, وغابت عنه أريحيته,وتاه في متاهته….لكن…..
إن الكثير غاضب وناقم من وزارة لم تف بوعودها , ولم تصل الى مراميها:
فهل بالهروب والغياب عن المحطات سنحقق المبتغيات؟ ألا نساهم ببعض سلوكياتنا في تردي الأوضاع والاستخفاف بكل القرارات رغم الأوجاع ….البحث عن العلل موجود…لكن الفراغ غير محمود.تعليمنا يحمل بين طياته رجالا يقدمون الكثير دون ضجيج, ودون شوشرة. بل إننا ببعض السلوكيات نساهم بالمقعد الفارغ كما يقال.صحيح أننا غير مرتاحين,لكن الواجب والضمير المهني يفترض علينا الحرفية والمهنية. البلد بلدنا والتعليم تعليمنا,فإن كنا غير مرتاحين , فإننا مسئولون ومن واجبنا المساهمة الايجابية ,بل حمل الشارة مع العمل …إن الغياب عن بعض المحطات يخدم مصلحة من يفضلون التمرير دون هتافات….فقد تكون بعض مؤسساتنا التعليمية وربما الكثير منها,تستهين بكل القرارات بدعوى النقمة,والحقيقة أنها تتهرب ولا تبالي , بل تنتقد وتغالي….
إنني لم أستسغ هذا الغياب عن المشاركة , ولو أنني أتفهم الغضب,إلا أن مسئولية رجل التعليم في تحمل العبء والتمييز بين الحق والواجب,والحضور رغم الصعاب والعجائب.
إنها وجهة نظر تحتمل الصواب كما تحتمل الخطأ….فما هو سر العزوف؟؟؟؟؟
3 Comments
شخصيا أعتبر ان المشارك والترشح لهذه الجائزة فيها نوع من التباهي والبروز فرجل التعليم يعمل مقابل اجرة في الدنيا واجر في الآخرة،إن كان في عمله اخلاص لله تعالى يقدر عبأ المسؤولية ويعتبر نفسه مهما قدم من مجهودات وتضحيات، فهو مقصر ولا شك وقد يحس بالغبن وتدرف الدموع من عينيه حين يجد من بين التلاميذ الذين يدرسهم من لايتقن الكتابة ولا القراءة ولا الحساب،وقد قضى ما يزيد عن 6 سنوات بالمدرسة المغربية ويتساءل في حيرة ودهشة: كيف وصل هذا التلميذ إلى التعليم الاعدادي وما عساه أن يفعل بهذا السلك من التعليم ؟ إن بحث الوزارة على الارقام والنسب كدليل على نجاح التعليم غابة تخفي وراءها شبح مخيف لتدني المستوى الدراسي والخلاقي لناشئتنا فكفانا من الشعارات ولنضع أيدينا على مواطن الخلل من أجل انقاذ ما يمكن غنقاذه
Source : link to oujdacity.net
أشكركم أستاذي الفاضل على مقالكم الرائع، أنا شخصيا لم أشارك لأسباب منها:1)الشك في نزاهة و حيادية اللجنة المشرفة على الإنتقاء
القيمة المادية و المعنوية للجائزة ليست في المستوى في الوقت الذي نرى فيه رياضيون يتقاضوا الملايين و الكثير من التحفيزات
الجوائز التي تمنح للأوائل لا ترقى ماديا حتى لعلاوة عون خدمة في بعض القطاعات
،فلماذا الهرولة إلى جوائز أشبه بالتسول
حضرت يوما لحفل بالأكاديمية، ولما هنأت أحد السادة الأساتذة على حصوله على الجائزة قال لي بالحرف:
إنـــــه أسوأ يوم في حياتي
ولازالت تلك العبارة ترن في أذني إلى الآن
وكانت قيمة الجائزة لاتتجاوز 200درهم
هذا زمن الجودة
زمن الاستحقاق المهني