النقل الحضري بمدينة وجدة … ذلك المرفق المجهول
السيد رئيس الجماعة الحضرية لمدينة وجدة المحترم، السادة النواب البرلمانيون بعمالة وجدة – أنكاد المحترمون، كل في مجال تخصصه وتأثيره، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وبعد، فيطيب لي أن أعرب لكم جميعا عن تهاني الخالصة ومتمنيات الصادقة بمناسبة فوزكم في استحقاقات 25 نونبر 2011.
لكن اسمحوا لي أيها السادة أن أضع بين أيديكم ملتمسا أتمنى صادقا أن تتظافر جهودكم من أجل تجسيده على أرض الواقع، ويتعلق الأمر هذه المرة بمعاناة ساكنة مدينة وجدة مع النقل الحضري، هذا الملف الشائك الذي يحتاج اليوم وأكثر من أي وقت مضى إلى معالجة موضوعية وشاملة ودقيقة وجريئة، في ظل التطور الهائل والملحوظ الذي شهدته المدينة في العشرية الأخيرة ، ولا سيما في مجال التنمية العمرانية غير مسبوقة والتي تحققت بفضل العناية الملكية السامية الموصولة بهذه المنطقة.
لا يخفى عليكم أيها السادة، أن مدينة وجدة عرفت كغيرها من مدن المملكة تزايدا مهما في عدد السكان، وفي التوسع العمراني، والتأهيل الحضري… كما احتضنت عدة مؤسسات ومرافق عمومية وأسواقا حديثة لم يكن لها وجود من قبل، لكن للأسف الشديد هناك شيء واحد لم يواكب بشكل فعال هذه المنجزات الهائلة، ألا وهو مجال النقل الحضري بالمدينة، الذي لم يقدر حق قدره، فبعد أن تنفس أهل وجدة الصعداء عندما تم التخلص من شركة وحيدة ظلت تحتكر هذا المرفق العمومي لعدة عقود، وتم فتح المجال أمام المستثمرين في هذا القطاع الحيوي استبشر المواطنون خيرا، واعتقدنا جميعا أننا دفنا ماضي الشركة الوحيدة بخيرها وشرها، وأننا بصدد انتقال فعال في مجال النقل الحضري بمواصفات عصرية وظروف ملائمة ومتقدمة.
واليوم، وفي ظل التطورات التي تعرفها مدينة وجدة على مختلف الأصعدة، لماذا لا يتم التفكير في خلق شركة ثالثة أو رابعة … تستجيب لحاجات المواطنين الملحة في هذا المجال؟ لماذا لا يتم جلب حافلات في مستوى تطلعات ساكنة المدينة، تعطي على الأقل لمدينة وجدة جمالية ورونقا في مستوى ما تحقق من مشاريع تنموية طموحة؟ لماذا لا يتم التمييز بين حافلات هيأت أساسا للنقل الحضري وأخرى هيأت أصلا للمسافات الطويلة؟ لماذا لا يتم التفكير في عادة النظر في شبكة الخطوط المعتمدة حاليا على صعيد المدينة، والتي تتسم بخلل لا تخفى سلبياته على أحد، مع التفكير في خلق خطوط جديدة تربط شرق المدينة بغربها، وشمالها بجنوبها؟ لماذا لا يتم التفكير في خلق محطات جديدة بمختف جهات المدينة، بدل محطة وحيدة تقع في قلب المدينة وتتجه إليها جميع الحافلات القادمة من هنا وهناك، على الرغم من ضيق الشوارع المؤدية إليها فهل ضاقت المدينة إلى هذا الحد؟
لماذا لا يتم التفكير في وضع خرائط بمحطات الحافلات تبين اتجاهات الحافلات ووقت مرورها بشكل مضبوط ودقيق ومنتظم حتى يستطيع التلميذ والطالب والأستاذ والموظف والمواطن العادي تدبير وقته وتنظيمه وفق هذه الخرائط بدل تضيعه في انتظار الذي يأتي ولا يأتي…
في انتظار تحقيق هذه الطموحات التي ستتوج ولا ريب الجهود المبذولة للنهوض بمدينة وجدة إلى مستوى راق يليق بها كعاصمة للجهة الشرقية تفضلوا بقبول فائق عبارات التقدير والاحترام.
د.عبد القادر بطار
Aucun commentaire