انتخابات 25 نونبر بين المركزية ، الجهوية ، والمبادرة الحرة .
من يتتبع كرونولوجيا انتخابات المغرب سيلاحظ تشابهها من حيث الجوهر لتختلف من حيث الشكل فقط فمثلا انتخابات 25 يونيو 1993 لاتختلف من حيث المضمون على انتخابات 25 نونبر 2011 . وان تشابهت في النهار مع اختلاف يونيو عن نونبر و 93 عن 11 .
ما يختلف فيها ان وعي الجماهير الشعبية تتطور وتختلف في اشكالها النضالية بفعل التراكم الكمي والنوعي في افق الطفرة النوعية وهذا هو الجوهري الحاسم .
انتخابات 25 نونبر 2011 لم تختلف عن سابقاتها كالتي اشرنا اليها اعلاه من حيث الخطاب » الليبرالي المضبب الكثيف » الذي يتدفق عبر الشاشات التلفزيونية العمومية والخصوصية ، وعبر امواج اذاعات مركزية وجهوية خصوصية ، مع وضع هذه الامواج الجهوية الخصوصية بين قوسين طبعا ، اضافة الى وسائل الاعلام الجزيرية نسبة الى الجزيرة ) والفرنسية خصوصا التي تبث من » برا » .او « لداخل) .
وما يدعو للعجب هو اعتماد فرسان الخطاب المذكور ( وهم في مجملهم نتاج لتدخل الدولة ولا علاقة لهم بمبادرة حرة لهذا الاعلام ) لاقناع الناس ، على التخويف من الحراك الشعبي الذي عرفته بعض الدول ، واعتبار المغرب (بلد مستثنى من هذا الحراك ) الى اخر هذه العبارات الميافيزيقية التي تؤمن بالثبات والجمود وان المغرب « هو هو » بعيدا عن قانون الحركة المجتمعية والديناميكية ، والتبشير بديمقراطيته المتميزة وووووو. مع ان الديمقراطية لاتعني فقط الية التداول على السلطة بل تتعداها الى نمط مختلف واسلوب اخر في الحياة .
ليس موضوعنا هو مناقشة ذلك الخطاب وببغواته .. وانما النظر الى تطبيقاته على عملية انتخابات 25 نونبر التشريعية لعام 2011 .
وفي هذا المجال لابد من الاعتراف بالحيز الهام الذي ترك » للمبادرة ، او المقاولة الانتخابية الحرة » في افساد المباراة الانتخابية لهذه السنة بعد المباراة الدستورية لشهر يوليوز من نفس السنة …
فقد احجم الجهاز الاداري الذي كان يتحكم في خيوط اللعبة كلها عن مضايقة » المبادرة الاخرى التي لاتعجبه وهذا من بشائر ديمقراطيته » خوفا من « رواجها « عبر احياء المهمشين ونعني بها عدم المشاركة في هذه الانتخابات لاسباب يعرفها الجميع .
لكنه في المقابل سمح الجهاز الاداري » المرشح » لهذه الانتخابات في » انعاش الشغل » و »مضاعفة الاستثمار » بنسب اسطورية وذلك لانعاش شغل ميليشيات ازدهرت فيه السمسرة والوساطة وغيرها من » الخدمات الاساسية » . ولم يقف الامر عند هذا الحد ، بل شجعت » المبادرة الحرة على وزن المقاولة الحرة ، او مشروع مقاولتي » لدى اجهزة السلطة واعوانها ودركها …الخ الذين توزعوا » بحرية » يبيعون الخدمات والنفوذ في اطار » مقاولات حرة ، ومبادرات حرة ، وشركات تامين » دائما في اطار علاقات ومودة قديمة للرفع من نسب المشاركة في انتخابات جاءت في جو اقليمي مشحون ، وهكذا شاهدنا السلطة واجهزتها الادارية من قواد وباشوات ورجال درك ووو مارسوا التعددية والاختلاف فيما بينهم على صعيد نفوذهم الترابي ، مع العلم ان هذه الانتخابات لعبها فريق واحد في ملعب بدون منافس بالطبع سينتصر لانه يلعب بوحده لوحده.
لاحظنا كذلك المخلوقات الحزبية الادارية واعوانها في الحملة وقبل الحملة ، كم شبعوا جميعا » المبادرة الحرة » التي افسحت المجال للتدخل لمصادرة راي المقاطعة خوفا من انتشار المنشور في صور النشور المضاد وليس فقط على المستوى المحلي بل الاقليمي والجهوي بامر من المركزي من اجل » جمع الكلمة » ومن اجل » توحيد الجهود » التي عبر عنها السيد وزير الداخلية .
واذاكان التدخل المحلي في النفوذ الترابي المحدد ثم الاقليمي ليليه الجهوي ، عادة ما تكون هذه التدخلات نسخة طبق الاصل للتدخل المركزي بالنظر الى الميكانيزم السلطوي المعمول به …
اعلانا ل »جمع الكلمة الانتخابية » ولايسمح لكلمة المقاطعة بتاتا ، وحتى ان ظهرت كلمة( م – ق-ا- ط-ع- ة ) فيجب قطعها وقطع دابرها بالعنف والاستنطاق والمصادرة حتى لا « تقلب الطاولة » .. حتى وان ُكتب لهذه الطاولة ان تنقلب فلايسمح لذلك بتدخل من » المكتاب او المكتوب » ، لتعطى اوامر مباشرة لاعادة الطبخة كما يشتهيها المركز ، وهذا ما حدث ولازال يحدث .
والطريف في الموضوع هو ذلك الانسجام الرفيع بين » المبادرة الحرة » والتدخل المركزي ، في افق
» الجهوية الموسعة » لترقيع خريطة بعيدة عن الارادة الشعبية الحقيقية …
Aucun commentaire