أعلنت الحكومة المغربية، أمس، أن حزب العدالة والتنمية الإسلامي المعتدل فاز في الانتخابات التشريعية، فيما أكد زعيم الحزب عبدالإله بن كيران، انه مستعد لتشكيل ائتلاف حكومي للدفاع عن الديمقراطية والحكم الرشيد.

وتفصيلاً، اكد وزير الداخلية الطيب شرقاوي في مؤتمر صحافي، ان الحزب حصل على 80 مقعدا من مقاعد البرلمان الـ،395 وهو اكبر عدد من المقاعد التي يحصل عليها اي حزب في الانتخابات التي جرت اول من امس، بحسب نتائج اولية. وكان الحزب قد اعلن فوزه بأكثر من 100 مقعد، في الانتخابات التي بلغت نسبة المشاركة فيها 45٪، حسب وزير الداخلية، ووصف الحزب فوزه بالتحول التاريخي، كما قال لوكالة فرانس برس مسؤولون في هذا الحزب. وقال رئيس الكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية لحسين داودي، ان الارقام المتوافرة لدينا تتيح لنا القول اننا سنفوز بأكثر من 100 مقعد في مجلس النواب المقبل.

من جهته، قال مدير صحيفة التجديد الناطقة باسم الحزب مصطفى الخلفي، «فزنا حتى الآن بأكثر من 80 مقعدا، وأستطيع ان اقول إننا سنفوز بسهولة بأكثر من 100 مقعد. هذا تحول تاريخي». واذا ما فاز حزب العدالة والتنمية بهذه الانتخابات، فسيضطر الملك الى اختيار رئيس للوزراء من بين اعضائه، بموجب الدستور الجديد. وذكر داودي «فزنا حتى في مدن صغيرة لسنا موجودين فيها في الاساس». وبلغت نسبة المشاركة 45٪ حسب التقديرات الاولية التي اعلنها وزير الداخلية المغربي. وأوضح الوزير في تصريحات للصحافيين أن عمليات الاقتراع في هذه الانتخابات تمت في أجواء اتسمت بالهدوء، وعكست حرصا ومسؤولية أثناء المشاركة في هذه الانتخابات المهمة.

والتحالفات التي ستنشأ لتشكيل الحكومة الجديدة ستكون مع احزاب الكتلة، وهي ائتلاف يرقى إلى ،1992 ويضم خصوصا الاستقلال (حزب رئيس الوزراء الحالي عباس الفاسي)، والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (ائتلاف حكومي). وشارك اكثر من 30 حزبا تمثلت بـ7100 مرشح في هذه الانتخابات لانتخاب 395 نائبا في مجلس النواب المغربي. من جهته، قال زعيم الحزب عبدالاله بن كيران، انه مستعد لتشكيل ائتلاف حكومي للدفاع عن الديمقراطية والحكم الرشيد. وأوضح بن كيران في تصريحات لقناة فرانس 24 «لقد سجلنا نجاحاً. اما بشأن التحالفات فنحن منفتحون على الجميع، ولم نكف عن قول ذلك». واضاف «نحن مجبرون على اعادة النظر في البرنامج لنتفق على برنامج مشترك، لكن الامر الاساسي في برنامجنا وبرنامج من سيحكمون معنا يقوم على محورين هما الديمقراطية والحكم الرشيد».

وتابع «ما يمكنني ان اعد به المغاربة هو اني سأحاول انا والفريق الذي سيعمل معي، ان نكون اكثر جدية وعقلانية».

من جهته، قال رئيس الوزراء المغربي عباس الفاسي، أمس، انه مستعد للدخول في ائتلاف مع حزب العدالة والتنمية الإسلامي، الذي يعتقد انه في طريقه للفوز بأكبر عدد من المقاعد في البرلمان. وسئل اذا كان حزب الاستقلال، الذي يتزعمه، مستعداً لتشكيل ائتلاف مع حزب العدالة والتنمية الاسلامي، فقال للصحافيين «نعم.. نعم»، وان فوز حزب العدالة والتنمية الاسلامي انتصار للديمقراطية.

وبعد الاعلان عن النتائج النهائية المتوقعة اليوم، يعين العاهل المغربي محمد السادس رئيس الحكومة الذي سيتولى تشكيل حكومة تحالف، كما هي العادة في المغرب. وفي حال تأكد فوز حزب العدالة والتنمية فسيكون على الملك تعيين رئيس وزراء من هذا الحزب، بحسب الدستور الجديد. وأكد بن كيران ان «المغاربة يحرصون على نظامهم الملكي لكنهم يريدونه ان يتطور معهم».

واضاف «لقد اصبح لدينا دستور جديد يعطي صلاحيات اكبر للحكومة ورئيسها، الآن يتعين العمل مباشرة مع الملك». وتابع «سيشعر المغاربة بأن الدولة في خدمتهم، وليس (العكس)، وهذا مهم جدا بالنسبة إلينا». وأشادت فرنسا بحسن سير اول انتخابات تشريعية في المغرب منذ تعديل الدستور في يوليو الماضي، وجددت التعبير عن دعمها للمملكة دون التعليق على الاختراق الذي حققه الاسلاميون.

الرباط ــ وكالات