ثانوية عمر بن عبد العزيز بوجدة أو بوليتيكنيك المغرب
تخرج منها وزير أول ورئيس جمهورية ومستشاران ملكيان وطبيب ملكي وعدة وزراء في المغرب والجزائر وفرنسا وعما ل اقاليم وعشرات الأطر العليا في مناصب علمية واقتصادية حساسة بالدول الثلاث.
بثانوية عمر بن عبد العزيز بوجدة يحرص السيد حسن ماني مدير الثانوية على عرض دفتر خاص بزوار هذه المؤسسة على ضيوفه والمزين بكلمات العابرين الذين يجذبهم حنين خاص للثانوية التي احتضنت تلاميذ أكثر من عشرة دول أوربية وافريقية من بداية القرن إلى منتصف الستينات ،كما احتضنت بكل انسجام التلاميذ المسلمين والمسيحيين واليهود ،والاطلاع على هذا الدفتر متعة حقيقية تنضاف لمتعة الاطلاع على تاريخها الذي يمتد لمسافة قرن من الزمن ،عندما تم تدشينها سنة1915 في قلب المدينة الأوربية بوجدة،كأول ثانوية بالجهة الشرقية وواحدة من أقدم الثانويات بالمغرب،تسمى ثانوية الفتيان ،مقابل ثانوية الفتيات التي لم لم تكن تبعد كثيرا عن شقيقتها ،تزيدها جاذبية عراقة هندستها المعمارية التي تنتمي للحقبة الهندسية النيوكولونيالية التي جددت معمار مغرب الثلاثينات والأربعينات كنموذج لقمة إبداع المهندس الفرنسي الذي أراد خلق نموذج هندسي يتماشى مع وقار وجدية الفضاء التربوي وحداثة الهندسة السائدة في المدن التي استقر بها الفرنسيون في كل المستعمرات التي خضعت لفرنسا .
تميزت هذه المؤسسة دائما بأمر يدعو إلى الإعجاب ،إنها مؤسسة التميز بكل ما تحمله الكلمة من معنى ،فقد مر بها مئات الاوربيين في وقت لم يكن يسمح لغيرهم- رفقة الجزائريين طبعا – بولوجها ،إلى أن أصبح للمتفوقين من المغاربة الحظ في ذلك وظلت محط تقدير كبير لدى المغاربة والفرنسيين على السواء،فقد مر منها على سبيل المثال ،احمد عصمان الوزير الأول السابق وعبد العزيز بوتفليقة الرئيس الجزائري وكل من وزيري الطاقة المغربي والجزائري موسى السعدي وشكيب خليل الذي تابع دراسته فيما بعد بالولايات المتحدة الامريكية بجواز سفر مغربي ،والمستشاران الملكيان علال سي ناصر ومزيان بلفقيه ووزراء سابقون مثل محمد المباركي ونجيمة طايطاي والوزير الجزائري حميد التراب والوزير الفرنسي كريسيان نوتشي الذي درس وامتهن التدريس بها قبل أن يصبح وزيرا منتدبا لدى وزير العلاقات الخارجية مكلفا بالتعاون والتنمية سنة1982،وعما ل لأقاليم كالأستاذ بنيونس ولاد الشريف عامل تزنيت سابقا ،وهذين الأخيرين الذين التقتهما جريدة << الصباح >> يوم الأحد الماضي ،أضاءا الكثير من المحطات بغزارة معلوماتهما الدقيقة عن هذه المؤسسة مستعينين بذاكرة رجل يعد موسوعة حقيقية حول فرنسيي مدينة وجدة هو الأستاذ المرزوقي الذي قضى بالثانوية التقنية الملحقة بثانوية عمر بن عبد العزيز طالبا واستاذا ما يزيد عن نصف قرن ،دون إغفال البروفيسور بنميمون الذي كان ملحقا بالإطار الطبي في محيط المرحوم الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه،إضافة الى ديل باي مدير القطب الإفريقي بشركة فرانس تيليكوم والمسيو بايي مدير مؤسسة البريد بفرنسا وكريستيان دو طوا المدير السابق لقناة TF1التلفزية والعشرات من أسماء الأطر الجزائرية والفرنسية العليا التي تزور هذه المؤسسة بين الفينة والأخرى والتي لا تزال تحتفظ بذكرياتها المتجسدة في جمعية قدماء تلاميذ ثانوية الفتيان بفرنسا كما كانت تسمى في مرحلتها الأولى .
ومنذ1959 أصبحت المؤسسة تحمل اسم عمر بن عبد العزيز بعدما ما كانت مؤسسة الفتيان ،،لكن هذه << المغربة >>لم تجعل الطاقم التربوي الفرنسي يغير من قناعات عمله الأكاديمي كما شهد عدد ممن التقتهم << الصباح >> من قدماء الثانوية الذي ذكروا العديد من الأساتذة المتميزين من المغاربة والأوربيين والجزائريين ،فقد كان الأستاذ ايف ازنكوط مديرا للمؤسسة وأستاذا لمادة الرياضيات بها على سبيل المثال ،وشيئا فشيئا اخذت الثانوية في السير في اتجاه المغربة النهائية ،إلى أن تم في سنة 1994 استحداث الأقسام التحضيرية لولوج المدارس العليا بنسبة أربعة فصول للرياضيات العليا والخاصة ،ثم جرى تطوير النظام التربوي بها با ستحداث شعبة تكنولوجيا العلوم الصناعية ،سنة2005
وتتوفر المؤسسة حاليا على أكثر من مائة أستاذ تقريبا ،مابين الأقسام التحضيرية وأقسام التعليم التاهيلي،ويتراوح عدد الإداريين الثلاثين فردا ،بينما تشير إحصائيات بالمؤسسة أن عدد التلاميذ يصل الى الألف وخمسمائة تلميذ،وترتبط المؤسسة بمجموعة من الشراكات الهامة مع وكالة تنمية الأقاليم الشرقية ووكالة تنمية الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية ووكالة التنمية الاجتماعية…الخ،كما في جعبتها العديد من الجوائز الوطنية والتقديرية المهمة، كالشهادة المرجعية في تخصيص وتوزيع الموارد ،وتستعد المؤسسة حاليا لتنظيم الملتقى الثاني لمهرجان العلوم الذي اعتبرت نسخته الأولى عملا جد متقدم في مجال التحسيس بالفكر الرياضي والعلمي عامة.
محمد المرابطي
جريدة الصباح17/11/2011
Aucun commentaire