تشكل الحوادث المدرسية بصفة عامة، والحوادث الرياضية بصفة خاصة من اخطر المهام التي يواجهها المسؤولون على التلاميذ، سواء داخل الفصول الدراسية والمختبرات، او في الساحات الرياضية وحتى في اروقة المؤسسة، وقد تزداد المهمة تعقيدا خصوصا لدى اساتذة التربية البدنية والرياضية اثناء اداء مهمتهم في ظروف لا تتوفر فيها السلامة ،واخص بالذكر البنيات التحتية الهشة والمتلاشية (ثانوية وادي الذهب نموذجا)، هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى عند وقوع الحادثة ،فتلك قصة تبتدئ فصولها بدءا من اسعاف التلميذ المصاب ،ولن تنتهي الا بشفائه، ولتقريب القراء والآباء على وجه الخصوص ،سأحاول في هذا المقال اعطاء نموذجا عاما لحادثة تلميذ اصيب بكسر او جروح ، فأول واجب يقوم به الاستاذ تقديم الاسعافات الاولية للتلميذ المصاب، وبعدها يتم اخبار الادارة ليبدأ اول فصل من المعاناة ،ويتعلق الامر بجمع الوثائق الضرورية، مثل ملأ المطبوع الخاص بالحادثة (مطبوع شركة التامين المتعاقد معها « سينيا »)مع جرد لكل المعلومات ،بالإضافة الى توصيل التسجيل ،وغالبا لا يوجد عند التلميذ ،مما يستدعي اخذ نسخة من عند المقتصد مختومة، ليقوم رئيس المؤسسة بختم كل الوثائق، بعد هذه العملية تصوروا الفصل الثاني وهو الاخطر، كيف سيتم نقل التلميذ المصاب الى المستشفى المتعدد الاختصاصات « polyclinique » المتعاقد مع شركة التامين « سينيا » ،فهو بهذا الاسم الضخم لا يتوفر على سيارة اسعاف، لنقل التلميذ المصاب، وقد يتسائل القارئ لماذا لا ينادى على سيارات الاسعاف التابعة للحماية المدنية، بكل بساطة هذه السيارة لا تحمل المصاب الى المستشفى المتعاقد معه بل الى المستشفى العمومي الفارابي وهذا يبقى سؤال مطروح ،اذا لم تبقى سوى وسيلة استعمال السيارات الخاصة للأساتذة ،او سيارة اجرة، اما المرافق حسب الاجراءات هو استدعاء ولي الامر، وليتصور القارئ اذا كان الولي غائب او في شغل بعيد، وحتى ان حضر قد يصادف انه فقير لا يملك حتى نقود سيارة الاجرة، فضمير الاستاذ لا يرتاح وبكل الوسائل المتوفرة لديه ،يتم نقل التلميذ الى المستشفى ،وهنا يبدأ الفصل الاكثر اثارة وغرابة ،واسطر عليه بخط احمر،الا وهو طلب المسؤول في الاستقبال ،بالاضافة طبعا للملف المذكور، شيك كضمانة ،وهل يملك الاب الفقير حتى قوت يومه حتى يطلب منه شيك ضمانة؟، وبعد الاخذ والرد يقبل التلميذ المصاب لدواعي انسانية واستعجالية وبصفة مؤقتة، فبعد علاجه والاذن له بالخروج من طرف الطبيب المعالج ،لا يمكن له ذلك ابدا الا بدفع المبلغ او ترك شيك ضمانة، وهو ما اعتبره شخصيا عملية قرصنة والحجة حسب المسؤولين على المستشفى ،انه لا يمكن اخراج المصاب حتى يتوصل المستشفى برد من طرف شركة التامين ،والنسبة الماءوية ،التي توافق عليها، وحسب المسؤولين دائما قد تستغرق هذه العملية عدة ايام للرد عبر الفاكس، وبطبيعة الحال تنضاف المصاريف وفي هذه الحالة المقززة قد يجد الاستاذ او غيره مضطرا لدفع هذا الشيك كضمانة ليطلق سراح التلميذ، لتبدأ معاناته مع الدراسة ،كيف يتنقل لمتابعة الدروس ،والادهى والامر اذا كان بعيدا عن المؤسسة ،في حي شعبي، عبر مسالك غير معبدة فتلك هي الطامة الكبرى « تلميذ من ثانوية وادي الذهب نموذجا ».

من هذا المنبر المحترم، اوجه ندائي الى المسؤولين، وعلى راسهم السيد مدير الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين ،التدخل لحل هذه المعضلة اللغز، فصحة التلميذ البدنية والنفسية اولى الاولويات ،ومرتكزا اساسيا لبداية شعار « جميعا من اجل مدرسة النجاح »