كنت أتفادى الخوض في هذا الموضوع لحساسيته,إلا أنه وبعد لقائي مع بعض السادة المفتشين المشاركين في التكوين المستمر الخاص ببيداغوجية الإدماج,عبر الكثير منهم  عن امتعاضه من التغذية التي لم تكن في المستوى ببعض النيابات , وكان من بين المفتشين السيد محمد الشركي الذي تحدث  عن تعامل بعض موظفي نيابة بركان بأسلوب لا يليق ,وليست المرة الأولى التي أسمع فيها هذا الكلام , كما تحدث عن تغذية غير ملائمة بشهادة مفتشين آخرين عبروا عن استيائهم من التغذية بكل من نيابة وجدة باستثناء ما قدم بثانوية المهدي بن بركة,ونيابة بركان ونيابة الناظور ,من لحم يشبه القديد وكفتة تشبه كفتة الجاموس وشاي يشبه الماء المغلي…..وعبروا عن استعدادهم تقديم تقارير في الموزضوع . في حين أجمعوا كلهم عن تغذية جيدة بكل من نيابة تاوريرت ونيابة جرادة ونيابة فكيك. فلماذا لم يعمموا؟أليس هذا دليل كافي لطرح عدة تساؤلات؟ولو أنني أملك بعض الإجابات عن التدبير الجيد الذي جعل نيابات معينة تتميز دون غيرها.

  إن اثارة الموضوع يدفعني الى توضيح ما يلي :

     – كنت دائما أطالب بتتبع التكوينات ,من حيث ظروف إقامتها عدة وعددا وذلك خلال مرحلة تدبير مدير الأكاديمية السابق.وقتها شكلنا لجنا  من منسقين جهويين لتتبع واستثمار وتقويم التكوينات ,إلا أنه كان يتلكأ,بصراحة تفاديا للتصادم مع السادة النواب كما كان يدعي,وأظنه حتى يتركوه وشأنه في شؤون أفضل ألا أغوص فيها , ما فات قد فات.

   – من المفروض أن تشكل كل نيابة فريق إقليمي لتتبع مختلف التكوينات من الإعداد الى التنفيذ والتقويم,ولعل غياب التحفيز من الأكاديمية  جعل الكثير يبتعد عن عمل شاق خارج عن مهامه.

   – لماذا تصر بعض النيابات على الاستئثار بتدبير التكوينات ماليا وماديا؟ ألم يكن بإمكانها تفويض الاعتمادات للمؤسسات ؟ بدل التشبث بمهام أصلا ليست من مهامها ,والتعامل مع المقتصدين كطباخين لا غير.

ما دام الموضوع طرح بحدة من عدة جهات لا بد من تنوير القراء الكرام على سبيل الاستشارة والاقتراح لا غير,على أن قيمة الوجبة تصل الى 70 درهما , مما يعني أن كل طاولة مكونة من 8 أفراد, منح لها اعتماد 560 درهما. وبالتالي يمكن تقديم وجبة من الطراز الرفيع ,فعلى سبيل المثال يمكن تقديم مدخل متنوع بالخضر ب 40 درهما على الأكثر,ووجبة رئيسية باللحم والبرقوق بكمية 4 كيلو لحم جيد بثمن 340 درهما على الأكثر ,و4 أنواع من الفواكه بثمن 60 درهما,ومشروبات بثمن 40 درهما …أما فترة الاستراحة فيمكن تقديم فيها شاء وعصير وحلويات بمبلغ 40 درهما . ما مجموعه 480 درهما  للطاولة من 8 أفراد ,يبقى مبلغ 80 درهما عن كل طاولة للمصاريف الأخرى.

  أو الوجبة الرئيسية بالكفتة بقيمة 2 كلغ بمبلغ 180 درهما,وليس 1 كلغ للطاولة كما يقدم في بعض النيابات,وثلاث دجاجات بمبلغ 120 درهما ,بالإضافة للتقديم والفواكه والمشروبات ,كما ذكرت في الاقتراح الأول ,ونبقى دائما دون 500 رهم للطاولة من 8 أفراد.

  أو وجبة بالسمك الجيد  » ميرلان  وكروفيت  وكلامار » بمبلغ 200 درهم ,ووجبة أخرى ب 2 كلغ لحم بمبلغ 160 درهم , بالإضافة الى التوابع التي ذكرت ولن نتعدى عتبة 500 درهم للطاولة….المفتشون وهم كثيرون تساءلوا : كيف أن الوجبة التي كانت تقوم ب40 درهما هي نفسها التي تقوم حاليا ب 70 درهما ؟لماذا لم تغير هذه النيابات من جودة وقيمة الوجبات؟؟؟؟؟؟؟

    إنها مجرد مقترحات وغيرها كثير ,بدل وجبة  » فوطوكوبي » التي تقدم يوميا بالكفتة الرديئة والدجاج …..إننا نعيش الشفافية التي تفترض التعامل بالوضوح ,فمن حق أي معني التعرف على حقوقه ومنع السطو عليها ,زمن الهراوات قد انتهى ,وزمن الاحتكار قد بان,وزمن السرية قد أكل عليه الدهر وشرب.إننا نعيش أياما تفترض تقديم الحساب والمحاسبة والتعامل بالمفضوح والوضوح.لابد من تشكيل لجان جهوية وإقليمية للوقوف على مثل هذه الخروقات,ولا بد من تتبع هذه التجاوزات بافتحاص داخلي نزيه.إنني مع أصدقائي في تنسيقية تفتيش المصالح المادية والمالية رهن الإشارة للوقوف على هذه العمليات وافتحاصها لمعرفة الخلل ومتابعة المتجاوزين . كما أننا رهن الإشارة لتقديم النصيحة والمشورة . والله من وراء القصد .