مدرسة رمضان.
في هذا الشهر الفضيل يُلين الله القلوب فتصبح أقرب إلى فعل الطاعات وأبعد من اجتراء السيئات، فليكن تسابقنا في الخيرات، وفي الاقبال على كتاب الله عز وجل، قراءة وحفظا وتدبرا، وكل ما يزيد من حساناتنا ويُمحى به سيئاتنا، وألا نتسابق في اقتناء المأكولات من الشهيوات واللهيوات والنوم حتى العصر، وتضييع وقت الصلوات.
فالله عز وجل جعل لنا هذا الشهر الفضيل لنربي فيه أنفسنا، ونسمو بها إلى أعلى الدرجات في الحياة وبعد المماة؛ رمضان مدرسة، نعم فهو مدرسة تربية النفوس وتهذيبها، والتدرب على الاخلاق الفاضلة واكتسابها، وتعلم العادات الجيدة في الأكل والشرب لقوله تعالى{يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ }الأعراف31، والاجتهاد في العمل وعدم الخمول والركون للراحة والنوم، فلا فائدة ترجى من النوم طوال الوقت، بداعي عدم الاحساس بالجوع والعطش، فالشعور بهما من مقاصد رمضان كي نحس بشيء مما يحس به أولائك الفقراء الذين لايجدون ما يسدون به الرمق، ليس في رمضان وحده، لكن على مر الزمن.
علينا أيها الاخوة الافاضل أن نتخرج من هذه المدرسة بزاد يكفينا حتى السنة المقبلة إن شاء الله تعالى إن بقينا على قيد الحياة، أن نتعلم الصبر بمعناه العام، ومنه الصبر على الطاعات والصبر على اجتناب المعاصي والزلات، والصبر على الاخرين وتحمل أذاهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا أصبح أحدكم يوما صائما ، فلا يرفث ولا يجهل . فإن امرؤ شاتمه أو قاتله ، فليقل : إني صائم . إني صائم رواه مسلم، والصبر على القضاء والقدر و…. وطبعا ليس هناك صبر بلا إيمان الذي هو الآخر يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي والذنوب ، فلنتخرج من رمضان بإيمان قوي، ولنكف ألسنتنا عما لا ينفعنا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: « من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه » رواه البخاري وغيره،أي من لم يترك قول الكذب والعمل به فلا فائدة من صيامه، فالصيام ينقّي القلب وعلى المسلم أن يلتزم بالأخلاق الطيبة والسلوك الحسن في رمضان، كما أن عليه الاتصاف بالأخلاق الحميدة دائمًا، وأن يستغل شهر رمضان لتدريب النفس على هذه الأخلاق.
هذه بعض الدروس التي يعلمنا اياها رمضان، فلنحرص أخي على تعلمها بشكل جيد كي نفوز في الدنيا والآخرة.
رمضان كريم وكل عام وأنتم بألف ألف خير.
Aucun commentaire