خرجت وزارة التعليم من سنة كادات تكون كارثية حسب قولها , بسنة اكتمل نصابها باجراء كل الامتحانات واتمام كل العمليات. إلا انه استوقفني ما علمت من أن نسبة النجاح تفوق جهويا 50 في المائة , بل وفي بعض النيابات أكثر من 60 في المائة. من هنا أطرح التساؤلات التالية :

– كيف يعقل أن الوزارة كانت خائفة ومتخوفة من سنة بيضاء بعد  كثرة الاضرابات هذه السنة والتي فاقت كل التوقعات ؟

– كيف يعقل أن تفوق نسبة النجاح 50 في المائة , مع أنه من المفروض وحسب تصريح الوزارة قبل تأجيل الامتحانات الاشهادية بأن المقررات لم تكتمل في الكثير من الجهات؟

– كيف نفسر زيادة نسبة النجاح في جل النيابات بأكثر من 10 في المائة عن السنة الماضية؟

– ما هي العمليات التي مورست تربويا لتؤكد فعلا ارتفاع مستوى التلاميذ هذه السنة؟

– ألم تكن الوزارة قد قصدت تسهيل الامتحانات عمدا لانجاح مخططها, رغم الكثير من المؤاخدات عليه؟

– ألا نعتبر لا زلنا نسيس كل عملياتنا لطمأة شعب مل من الوعود الكاذبة؟

– ألم يكن من المفروض تراجع نسبة الناجحين نظرا لتراجع مستوياتهم وقلة أيام تمدرسهم ؟

كنت أتمنى أن تكون النتائج حقيقية والمؤشرات واقعية. لست ضد تزايد نسبة النجاح, بل أتمناها من قلب صادق. إلا أننا نحاول كما يقول المثل  » تغطية الغربال بالكسكاس » إن محاولاتنا هاته لا تزيد إلا الطين بلة من جراء المكاشفات التالية :

– تفاوت نسبة النجاح بين أكاديمية وأخرى.

– تفاوت نسبة النجاح بين نيابة وأخرى.

– تفاوت نسبة النجاح بين مؤسسة وأخرى.

إن هذه التفاوتات ستؤدي لا محالة الى عدم تكافؤ الفرص , سيما وأن دخول المعاهد مرتبط بانتقاء يعتمد المعدلات , مما يحرم من كان حظه اجتياز امتحان بمؤسسة متشددة مقابل ذوي الحظوظ ممن اجتازوا الامتحان بمؤسسات كانت أكثر تسامحا من غيرها.

مرة أخرى تفرز النتائج الأولية عدم التكافؤ, وعدم التساوي في الحظوظ , وعدم التعبير عن حقيقة الممتحن من جراء تسهيل الامتحانات وتسهيل المراقبة في بعض المؤسسات , والعمل على تسييس التعليم على حساب مستواه الحقيقي , والذي تظهر عليه علامات التراجع سنويا.

فإلى أين نحن نسير ؟ الى خدمة التربية  والتكوين حقيقة وقلبا وقالبا , أم الى اظهار علامات نجاح مخطط استعجالي لم يعد معجبا به سوى واضعوه ؟؟؟