ربحنا المباراة
في إطار التنسيق بين المركز الوطني للتجديد التربوي والتجريب، ومديرية إرساء نظام الجودة بمنظومة التربية والتكوين بشأن انتقاء الثانويات التأهيلية المرجعية، زار فريق مركزي ثانوية عمر بن عبد العزيز التأهيلية ، تكون من السيد إيذر من أكاديمية جهة مكناس تافيلالت والسيدة مديحة بلعياشي من أكاديمية فاس بولمان، قصد إجراء افتحاص طبقا لمعايير المرجعية الوطنية للجودة، تعتمد نتائجه من جهة في انتقاء الثانويات التأهيلية المرجعية طبقا للمذكرة 159، ومن جهة أخرى في تحديد المؤسسات الحائزة على الجائزة الوطنية للجودة. لقد وضعت شبكة رهن إشارة المؤسسات التعليمية المترشحة لنيل صفة المرجعية، وذلك من أجل القيام بتقويم ذاتي اعتمدت نتائجه في عملية الانتقاء الأولي الذي أدى إلى تحديد المؤسسات التي ستخضع للتباري، في مرحلة ثانية، من خلال تقويم ميداني (افتحاص) يركز على المؤشرات التي تتطلب إثباتاً، وتمكنت من الوصول إلى هذه المرحلة ما قبل النهائية مؤسستان من الجهة الشرقية، ثانوية الليمون بنيابة بركان ،وثانوية عمر بن عبد العزيز بنيابة وجدة أنجاد. لقد تمت تعبئة هذه الشبكة من طرف لجنة مشكلة من ممثلي أطر التدريس عن مختلف المواد الدراسية، وممثلي الإدارة التربوية بالقسمين الخارجي والداخلي، ومن ممثلين عن التلاميذ، وتمت المصادقة على البطاقة المعبأة من طرف مجلس التدبير،و تم إرفاق الشبكة المعبأة بوثائق الإثبات المتعلقة بالشروط الدنيا ، أما وثائق الإثبات الخاصة بباقي المؤشرات فتم تقديمها عند الافتحاص الميداني، الذي انطلق يوم الجمعة 17 يونيو 2011 من الساعة التاسعة صباحا إلى الساعة الثانية والنصف بعد الزوال، تم خلاله افتحاص المؤشرات التسع التي تتضمن 147 مؤشرا من خلال استجواب الأطر التربوية والإدارية وممثل جمعيات الآباء ورئيس مؤسسة عمر بن عبد العزيز ، الذين حاولوا، كل حسب موقعه، الدفاع عن ملف المؤسسة وإبراز المجهود الكبير الذي تم بذله لتحقيق هذه النتائج، لقد كان التقويم الميداني تقويما صارما ، ألحت فيه رئيسة اللجنة على ضرورة التركيز على ما هو مؤسساتي والمدعوم بالتقارير، وتفادي الشفوي والعموميات، أما الإطلاع على مرافق المؤسسة،كالنظارة والحراسات العامة ،والمكتبة والقاعة المتعددة الاختصاصات وقاعة الأساتذة ،والقسم الداخلي فتمت زيارتها، ولقاء بقية الأطراف التي لم تحضر جلسة الصباح، مساءا من الساعة السادسة إلى الساعة الحادية عشر ليلا…لقد أشادت اللجنة بكثافة الحضور ومساهمته في توضيح الصورة ،مما يدلل على أن العمل كان تشاركيا ، كما عبر الحاضرون عن الكفاءة والمهنية العالية التي أدارت بها السيدة العياشي الافتحاص…
تعتبر ثانوية عمر بن عبد العزيز بوجدة ثاني مؤسسة تعليمية في المغرب بناها الاستعمار الفرنسي سنة 1915، خرجت الكثير من الأطر الفرنسية والمغربية التي تبوأت مناصب عليا في هياكل الدولتين،و حققت منجزات أهلتها لتشكيل صورة مشرفة في مخيال مرتاديها من التلاميذ وعموم ساكنة مدينة وجدة ، لدرجة كان ولا زال الانتساب إليها مصدر تفاخر وتنافس، إلا أن الثانوية مرت بمرحلة طويلة من التأزم، تميزت بعدم الاستقرار الإداري والتربوي،و هشاشة البنية التحتية ،وتردي التجهيزات الثابتة و المنقولة ،وتراجعت فعالية المؤسسة ونتائجها لضعف الإمكانيات المادية والبشرية،واستفحلت بعض الظواهر المرضية كتعاطي المخدرات، والغش في الامتحانات ، و العنف المادي والمعنوي، واعتداء المحيط على الحرم المدرسي واحتلال الغرباء والمتشردين لبعض مرافقه، واستقال الجميع، وتركت المؤسسة تغرق رويدا رويدا، إلى أن جاء الفتح المبين على يد الأستاذ « حسن ماني »، الذي يرجع له الفضل في انقاد المؤسسة من الخراب و الانهيار، فهذه الإدارة الشابة أدركت أن القيادة الإدارية ليست قدرات أو سمات فقط ، بل هي علاقات بين أفراد ،ومهنة ووظيفة تجعل الإنسان قائدا عند فهمه للموظفين، وتشجيع العمل الإبداعي لديهم والإحساس بحاجاتهم ، لقد تمكن من خلق مناخ الثقة داخل المؤسسة، مما سهل تحقيق أهداف المؤسسة، وإخراج مشروعها للوجود … إنه إداري يتميز بالذكاء الاجتماعي، والحكمة والهدوء والاتزان في معالجة الأمور والرزانة، والتعقل عند اتخاذ القرارات، إنه وطني يحب المدرسة العمومية، وكل خادم لها حليف استراتيجي لنا، يستحق هذا المدح، فاعلموا أن مشكلا عويصا واجه الكونفدرالية الإقليمية لجمعيات آباء وأولياء تلاميذ نيابة وجدة أنجاد في بداية الموسم الدراسي 2009 ـ 2010 ، فعجزت الوزارة بجلالة قدرها عن حله، بوزيريها ومدير أكاديميتها السيد محمد بنعياد وما أدراك ما السي محمد بنعياد، ونائبها الفاضل السيد العياشي، فتمكن هذا الممدوح من حله وجعل حد له، إن الآخرين يفرخون المشاكل و »الحسن » يعالجها، فاعلموا حفظكم الله ، إن موقفكم النبيل دين في عنق النسيج الجمعي للآباء ، لن ننساه لكم، ولا يهمكم عدم تقدير وتثمين المخزن لعملكم وتضحياتكم، فيكفيكم فخرا تقدير واعتراف المجتمع المدني ، واعلم رعاك الله، أننا ربحنا المباراة، و سنفوز بالجائزة الوطنية للجودة، ثانوية عمر بن عبد العزيز على صفة الثانوية التأهيلية المرجعية ، إن شاء الله، ويكفيكم فخرا، أنتم وفريقكم أنكم تمكنتم من إنقاذ أعرق مؤسسة في المغرب،وأخر ما أختم به قوله تعالى: (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين).
Aucun commentaire