رؤية للنقل الحضري بوجدة
النقل وسيلة قديمة ، ظهرت مع ظهور الإنسان ، و ساعدت على تمكين و تسهيل الانتقال من مكان إلى آخر، كما ظلت خاضعة لعامل التطور عبر الزمان والمكان ، ومن ثم امتن الله سبحانه وتعالى على الإنسان وسائل النقل والمواصلات ، لما فيها من أسباب للراحة والسعادة والمتعة .فقال تعالى { … ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغية إلا بشق الأنفس إن ربكم لرءوف رحيم والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون }.( سورة النحل آية 6-7- 8- ).
إن قطاع النقل بصفة عامة يعتبر مكونا أساسيا ، وركيزة مهمة ، لكل تنمية اقتصادية واجتماعية ، وذلك لشدة ارتباطه بكافة المجالات الاقتصادية الأخرى :كالتجارة ،والسياحة ، والصناعة …ولقدرته على التأثير عليها سلبا أو إيجابا ، لأن كل تطور أو نمو في قطاع النقل ، حتما سيجر إلى قفزة نوعية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية لعلاقته الجدلية القوية معها ، والعكس صحيح .
إن النقل الحضري بمدينة وجدة هو ما يهمني ،لأنه مكون حيوي للنسيج الاقتصادي ، وعامل مهم في مجال الخدمات الاجتماعية ، فقد ارتفع ثمنه منذ أواخر الثمانينات إلى اليوم بحوالي 8 مرات – (كان ثمن التذكرة 40 سنتيم) – ، دون أن ينعكس ذلك على جودة الخدمات . فاستبدال شركة اتحاد حافلات وجدة SATO بشركتي : – النور – و الشرق لم يزد النقل الحضري بوجدة إلا تأزما ، وتفاقما للمشاكل ، وذلك بارتفاع حوادث السير بسبب تهور بعض السائقين المفرط ، وسلوكاتهم المشينة وللأخلاقية ، أو بسبب الحالة الميكانيكية المتردية للحافلات المتقادمة والضعيفة التجهيز ،أو بسبب سخطهم وعدم رضاهم عن أرباب الشركة ومستخدميهم ….ألشيء الذي يؤدي إلى الـتأخر وطول الانتظار ، وكثرة الازدحام والاكتضاض وخاصة في أوقات الذروة ، وهناك يحدث ما لا يكون في الحسبان ، من كلام بذيء ، وأغاني ساقطة ، وتحرش جنسي ، وسرقة – ( من المفروض أن تتحمل مسؤوليتها الشركة لتفريطها في الحراسة ولتوفيرها للجو الملائم للسرقة ) – ، وغيرها من الممارسات الأخلاقية المشينة التي تمس في العمق كرامة المواطن وتخدش حياءه .
كل هذا ناتج في تصوري عن الممارسات المنافية لقواعد المنافسة الحرة و الشريفة وطغيان الاحتكار . لأن شركة النور وشركة الشرق اتفقتا بينهما على توزيع الخطوط جغرافيا – فمثلا خط 2 خاص بشركة النور ،و خط 25 خاص بشركة الشرق – وهكذا تم توزيع خطوط النقل على حسب المجال الجغرافي ، ولم تراعى فيه المنافسة الحرة الشريفة .وهذا خرق واضح لقواعد وقوانين المنافسة الحرة ، وممارسة مخلة بحريتها .لأن الواجب هو تنافس حافلات الشركتين ، على نفس الخط ، وفي نفس الوقت ، وإلا ضاعت حقوق المستهلك ،وتعرض للاستغلال البشع وللممارسات غير الشرعية ، والانتفاء الجودة ….وعلى هذا الأساس لا بد للسلطة أن تحمي المستهلكين من هذا النوع من الاحتكار للنقل ، وهم في الغالب من الذين لا يملكون القدرة على استعمال وسائل النقل الخاصة .إن كل تفريط في حمايتهم هو خيانة لهم وللمسؤولية الملقاة على عاتقهم .
إن الطريق يا سادة ، ملك عمومي ، وسلعة للاستهلاك الجماعي ، فعلى كل مستهلك ، أن يدفع أجرة استهلاكه بالقدر الذي يستهلكه . وهذا مع الأسف ، أمر غير قائم ، ولا وارد في حساب شركة النور وشركة الشرق .فهل من محاسب ؟
بقلم عمر حيمري
1 Comment
ان مجال النقل الحضري بوجدة تسيره عقليات متخلفة ولا اهتمام لها بأساليب التسيير الحديثة والتي تحترم الزبون والوقت وقانون السير…وغالبا ما تكون الحافلات مهترئة لا تصلح لنقل البشر اضافة الى صنف من السائقين الذين يرجون الركاب رجا بسرعتهم تارة وفرملتهم المفاجئة تارة أخرى.أما احترام الوقت فغير وارد على الاطلاق في انطلاقهم ووصولهم وأبناء المدارس يعانون يوميا من الازدحام المفرط وعدم توقف بعض الحافلات في بعض الأماكن…ويضاف الى الحافلات سيارات الأجرة التي لا يولي جل أصحابها ما يجب من اهتمام للزبناء ولا لحقوقهم في الركوب منفردين،اذ قد تتوقف سيارة الأجرة لاضافة راكب او اثنين الى الراكب الأول دون أي استئذان.ان مسؤولية تردي هذا القطاع الحيوي في وجدة تتحمله المجموعة الحضرية أولا اذ من واجبها تتبع أداء هذه الشركات التي رخصت لها والتدخل عند الأقتضاء وانشاء خلية انصات للمواطنين..ويتحملها أيضا -بطبيعة الحال- المسؤولون عن هذه الشركات الذين لم يريدوا تطوير أدائهم وأساليب تسييرهم.يجب ان يفسح المجال للمنافسة الحرة الشريفة ولن يبقى في الميدان آنذاك الا من يقدم الخدمات المطلوبة