كفايت قرية هادئة و جميلة ،و ساكنتها أناس وديعون،لكنهم عندما يحسون أن مصالحهم تمس،لا يبرحون مكانهم حتى ينهضوا للذود عنها بشكل تلقائي و عفوي،و هذا ما أكدوه فعليا ،عندما تراكمت مشاكل التعليم بملحقة إعدادية الإمام البخاري.فقضية تنقيل الأستاذ لم تكن سوى النقطة الذي أفاضت الكأس.

فجميل جدا أن تحتج الساكنة بشكل عفوي،و أن تنتقل من وعي فردي إلى وعي جماعي ،و إلى لفت الأنظار إلى المشاكل العميقة التي تعيشها،في ظل ممارسة مواطناتية. لكن يبدو أن هذه الممارسة الحضارية،لا تروق لبعض الأشخاص الذين نكن لهم كامل التقدير و الإحترام. فقد طلع علينا مقال لصاحبه ينتقد فيه ،مقالا لي حول تنسيقية كفايت،و اتهامي بالتضليل ،و اتهام ساكنة كفايت بالرغبة في التظاهر.و تنويرا للرأي العام المحلي و الجهوي ،لابد من توضيح بعض الأمور:

1

– إن هذه الإحتجاجات كانت تحمل طابع العفوية،ولم تؤطرها أية جهة تحمل لباس الممارسة السياسية أو النقابية.و الحديث على أن هذه التظاهرات تماهت مع ما يجري في المغرب،يعني أننا نعيش في ظل العولمة،و أن العالم أصبح قرية صغيرة،و بالتالي فعملية التأثير و التأثر تبقى قائمة.

2

– إن هذه التظاهرات حققت بعض المطالب ولو على شكل وعود ما زالت ساكنة كفايت تنتظرها على أرض الواقع.و بالتالي تم – على الأقل – الإعتراف بوجودها أمام الجهات المسئولة.

3

– إن خلق هذه التنسيقية ،يعتبر قيمة مضافة للمشهد الإجتماعي المحلي، و ستكون لها انعكاسات إيجابية في المستقبل،حيث لأول مرة،اجتمع شباب كفايت على قاعدة مطالب موحدة.وهم- للتذكير – لم ينتموا إلى أي حساسية سياسية،و لم يكن همهم خدمة أية أجندة سياسية،لأي طرف معين.رغم محاولات يائسة من طرف بعض المتطفلين المنتمين إلى الدكاكين السياسوية اللحظية،التي رامت ركوب موجة هذه الحركية،وقد جوبهت بصرامة من طرف أعضاء التنسيقية.

هكذا قرأت مقال صاحبنا،و ترددت في الرد عليه،و ليست من شيمي الإنزلاق في ردود أفعال صبيانية،لذا أود أن أحلل ما ورد في المقال بشكل عقلاني،و أكشف خلفية صاحبنا الذي انساق وراء تخريجات لا علاقة لها بما يجري بكفايت:

1

– فقد ذكر صاحب المقال كلمات من قبيل  » أن يستحي من نفسه » و « ترديد الباطل »،و التي توحي من لا يعرف صاحبنا أنه ينهل من القاموس العربي الإسلامي،و هو في الحقيقة،خطاب يحمله ذوي العقلية المحافظة،التي لا تريد التغيير. فماذا عساي استحي من نفسي يا سيدي ؟ أهل ارتكبت جرما؟ أهل تحليل واقع محلي،و المساهمة في تأطير بنية مدنية تروم التغيير بعيدا عن الحسابات الضيقة ،تعتبر ترديد باطل؟ لماذا إطلاق الحديث على عواهنه دون التفكير الملي و العميق؟ لماذا استعمال هذا الخطاب الأخلاقي الذي يثير الإستعطاف،لكنه مع الأسف بعيد عن التفكير العقلاني الذي يساهم في عملية البناء.أ بهكذا لسان سليط يا سيدي المحترم يمكن أن نؤسس لعملية البناء؟؟؟ ماذا بك أستاذي الكريم « تشرك » و « تغرب »؟؟؟؟؟ !!!!!

2

– اتهام صاحب المقال مكونات التنسيقية بعدم الشجاعة و هذا كلام خارج عن اللياقة و الحوار و الممارسة الحضارية في الإختلاف ، من خلال قوله « أن يكونوا شجعانا »، و هذا افتراء على واقع غير صحيح،فهؤلاء الشباب،ليست لهم خلفيات سياسية.و إنما تراكم المشاكل في المجال التعليمي،هو الذي جعلهم يقبلون على هكذا احتجاج سلمي و حضاري.

3

– اتهم صاحب المقال الحراك الشبابي بكفايت،بوقوف أشخاص وراءه،و أنهم يقومون بحملة انتخابية قبل الأوان،مستغلين مؤسسة تعليمية ،همها الجانب التربوي،وهذا كلام مجانب للصواب، لأنهم – كما عبروا مرارا- ضد استغلال فلذات أكبادنا و حشرهم في ممارسات سياسيوية ضيقة. و لنِؤكد للرأي العام،أن الشباب حركته مطالب واقعية،ملموسة،ليست لها خلفيات سياسية.لكن ليس عيبا،أن هذا الشباب يوسع قاعدة مطالبه،و يساهم في خلق دينامية تنموية،من خلال التأسيس لمرافعة (plaidoyer) للحاجيات الحقيقية لساكنة كفايت.فالتنسيقية بنية مدنية للدفاع عن مطالب اجتماعية،و ليست بنية تابعة لأي إطار سياسي. فعيب صاحب المقال – على ما يبدو – أنه يجرم العمل السياسي.و هو ربما من طينة الأشخاص الذين يلعنون التحزب.مع العلم أن الهروب من الإنخراط في العمل السياسي هو الكابح لتطور المغرب،الذي انخرط في إصلاحات جوهرية،و بالتالي وجود تنظيمات سياسية تعتبر قطعا أساسية (pièces maitresses ) لكل تحول إيجابي محتمل.

4

– اتهام المحتجين بكفايت بالطيش،و هذا نوع من الوصاية على أشخاص مسؤولين،لم يتحركوا إلا بعامل الدفاع عن مطالبهم الحقيقية.

5

– اعتبر صاحب المقال أن نقل أستاذ اللغة العربية الذي ترك مكانه شاغرا،إلى الثانوية التأهيلية سيدي دريس بنيابة وجدة أنجاد ،تم من طرف الأكاديمية.إذا كان كذلك- و العهدة لصاحب المقال- لماذا كانت نيابة جرادة تؤكد خلال حواراتها مع التنسيقية،أن الأستاذ،كان يخوض اعتصاما بالرباط؟؟؟؟ « إيوا شكون نتيقو ….وشكون يكول الصح »؟؟؟؟؟؟

6- يبدو أن صاحب المقال المحترم استقى مصادره – حسب تحليلاته الخارجة عن السياق- من جهات مختلفة، لكن قاسمها المشترك هو الركوب على المطالب العادية لساكنة كفايت. فهو لا يعرف ما يقع بالقرية ،و التي كتبها ب « كافيت » مع العلم أنها تكتب في الوثائق الرسمية ب « كفايت ».

إن وجود تنسيقية بكفايت يعتبر نقطة تحول سوسيوسياسية ،ستساهم لا محالة في تطور القرية،و ستؤتي برياح غربية مشبعة بالأمطار ،تجعل الأرض خصبة و معطاء ،أما رياح الشركي فقد كرست سنوات الجفاف،ويبدو أن الناس ملت منها.وتمسون على كفايت جميلة !!!!!!