Home»Régional»أوهام النقطة التي أفاضت الكأس

أوهام النقطة التي أفاضت الكأس

0
Shares
PinterestGoogle+

إن النقد المنطقي يعتبر حرية للتفكير ، لكن يقتضي الأمر أن يكون بعيدا عن المصادرة تحت أي إسم أو أي شعار حتى لو تعلق الأمر بالدفاع عن قضايا الحقيقة

والعدالة ، فحين ينطلق الفرد من خلفية معية تجعله يتموقع في زاوية محددة فإنه لا يمكن أن ينتج إلا خطابا طوباويا مغلفا بتهويمات سياسية ايديولوجية

عقائدية عرقية ….. تفضي به إلى التصنيف في خانة التطرف والظلامية ، وقد أثبتت البحوث السيكولوجية والتجارب أن آراء البعض لم تطرح إلا لتبرير

فشلهم في أداء مهامهم ، والكارثة هو أن يطال الفشل والإخفاق الممارسة التربوية والبيداغوجية إذ تعد مرتبطة أشد ارتباط بمصير الأمة ومستقبل ناشئتنا . على كل حال أقول لصاحب المقال أن النقد المجاني لا يجسد مدرسة للفضيلة ولا مدينة للعلم ، حيث يتميز باستراتيجية تأويلية سلطوية تتشابك فيها الدوافع والخلفيات بقدرما تتداخل المرامي والمقاصد الشيء الذي يعني أنه لا نقد يتسم بالبراءة والحياد ولا يخلو من الأهواء والأوهام ، وإذا كان النقد البناء شيئا محمودا ولو كان قاسيا فإنه ليس من شأنه تكريس العدمية والنظرة السوداوية والنفي من أجل النفي كما لا يحق من الناحية الأخلاقية ممارسة التجريح خصوصا إذا تم انتقاد رجالات لم يتم تقدير أعمالهم الفكرية وابتكاراتهم المعرفية ومجالات تخصصاتهم ومسؤولياتهم ومجهوداتهم الجبارة في سبيل الرقي بمنظومة التربية والتكوين إلى ما يصبو إليه المجتمع المغربي برعاية المربي الأول صاحب الجلالة نصره الله وأيده وأطال في عمره ، لكن يكفيهم فخرا أن االتاريخ

يعترف وسيعترف لهم بالمنجزات المحققة ولو كره الجاحدون .

في الحقيقة ترددت كثيرا قبل الدخول في هذا الحوار إذا كان فعلا حوارا لأن الحوار الحقيقي له أدبياته وأخلاقياته ، ومرد ترددي هو كوني لم أتعود على

مناقشة الأشباح الذي هو مجال لاهوتي من اختصاص الكهنة ، إذ ما المانع أن يفصح عن هويته خاصة وأن صاحب المقال يدعي امتلاكه للحجة والبرهان

ليسمح لنفسه بتوقيع صكوك الاتهام ، ذكرني هذا الموقف بحدث عالمي خلال سنوات خلت حين قسم جورج بوش الابن العالم إلى محورين عقب سقوط البرجين تحت خلفية فلسفة ليو ستراوس التى تؤطرها الديانة اليهودية حيث قال من كان مع أمريكا فهو في محور الخير والعكس يمثل محور الشر ، هنا تبين

أنه لا يكفي للمرء ادعاء انتمائه للفكر الحداثي الذي أصبح يستعمل بصورة إيديولوجية عقائدية .. غرضها التبرير أو الدفاع عن الذات ، وهو أمر

جعل ممثل فلسفة القوة نيتشه يوجه نقدا للحداثة الغربية في نصه الجينيالوجي معتبرا عبادة العقلانية تشكل الأزمة الرئيسية للحداثة ومظهرا أساسيا

من مظاهر الانحطاط الثقافي في الغرب ، وإذا سلمنا بما سبق فما رأيك أخي في الفكر الظلامي والمتطرف إذ استشهدت من النص المقدس بما شئت

وتم تأويله وقراءته بشكل لست أدري ماهية المراجع المعتمدة وجعلك تموقع نفسك خارج مساءلة رب العالمين يوم تسود الوجوه إلا…… وكان حريا بك

أن تعمل بمقولة من أصاب فله أجران ومن أخطأ فله أجر واحد ، لاشك أنك ستقتنع بأن الدين أرحم منك . وهنا أود أن أثير انتباهك إلى أنه ليس

كل من يحمل فكرا يتقن ترجمته . ولا ولن يفوتني أن أعبر عن ارتياحي العميق لتدبير الشأن التربوي إقليميا وجهويا ولست لتجهل أن النيابة

الإقليمية لتاوريرت توصلت مؤخرا برسالة شكر من المفتشية العامة للشؤون التربوية منوهة بمجهودات أطرها على اختلاف فئاتهم ومواقعهم

في إرساء دعائم الإصلاح ، كما أنه لست لتجهل أيضا أن نيابة تاوريرت بشكل خاص والجهة الشرقية بشكل عام تعتبر السباقة والرائدة

في إنجاز مشاريع البرنامج ألاستعجالي وذلك بشهادة المصالح المركزية والمفتشيات العامة بل وحتى السيدة الوزيرة أثناء زيارتها للنيابة

أو من خلال تصريحات وسائل الإعلام ، يكفي أن تكون متتبعا ومواكبا للمستجدات التربوية حتى تعي التطور الذي تعرفه المنظومة

وما الحرب التي أوردتها في مقالتك فلا وجود لها إلا في مخيلتك ،و لهذا أستشف من هذا الأمر أن الإشكال الحقيقي يرتبط أساسا بصراع

بين الرئيس والمرؤوس خاصة وأنه تبين حجم الضغينة التي تكنها للمدير من خلال المقال فلو أتيح لك أن تصدر حكم الإعدام عليه لفعلت دون

تردد ، وإذا كان لهذا السلوك ما يبرره في السنوات الغابرة فإنه وفي اعتقادي زمن ولى إلى غير رجعة بحيث أصبح الأستاذ والمدير والمفتش

والنائب و و و ….والوزير الكل في خندق واحد والهم الوحيد هو تربوي وإن اختلفت المواقع خدمة للناشئة ومستقبل الأمة . وفي هذا الباب

بودي أن أهمس في أذنك أخي ألم تخجل من نفسك حينما تجنيت على أستاذنا العزيز جمال مزيان النائب الإقليمي المعروف والمشهود له

باستقامته ونزاهته وحسن أخلاقه ومكانته العلمية والمعرفية الرفيعة؟ إذ يعتبر من بين مهندسي مشاريع البرنامج ألاستعجالي قبل تشريف هذه النيابة

بتعيينه على رأسها وهو الشخص الذي يتقن بامتياز شديد المزج بين الصرامة والمرونة في تدبير الشأن التربوي إقليميا وهو نهج لا نملك إلا

الاعتزاز والاقتداء به ، وإذ أعبر عن هذه الشهادة الصادقة التي لا أتوخى من ورائها أي امتياز أو تقدير خاص بل فقط إنصافا للحقيقة وخلصت إليها

انطلاقا من مهامي الإدارية باعتباري رئيسا لمؤسسة تعليمية ابتدائية بنيابة تاوريرت بالمجال الحضري ولدي احتكاك بالأستاذ المبجل عن قرب

بالرغم من كوني لا أزور مكتبه المفتوح بابه على مصراعيه في وجه كل زائر ، إلا عند الضرورة القصوى فقط لأنني أقدر حجم المسؤولية وثقل

المهام ، وأغتنمها فرصة للتنويه بمجهودات كل جنود الخفاء الذين لولاهم لما استقامت الأمور على الوجه المطلوب ويتعلق الأمر بموظفي

النيابة الإقليمية بدون استثناء الذين يشتغلون في صمت و بنكران للذات ، وإذا كان لابد من تهنئة الأستاذ سعيد اليماني على انتقاله إلى الأكاديمية ليكون قريبا من

أسرته الصغيرة فإن أسرته الكبيرة والثانية ، أسرة التعليم بتاوريرت افتقدته كإطار مدبر، لكن مع ذلك لا زالت النيابة خزانا هائلا من الأطر المتميزة

بالكفاءة التدبيرية ، وإذا ما تم البدئ بالطابق السفلي سنذكر على سبيل المثال مكتب التجهيز والأثاث ، مكتب الصيانة والتسيير ، مكتب الصحة المدرسية

، مكتب العمل التربوي ، مكتب تسيير مؤسسات التعليم الابتدائي ، هذا ناهييك عن رؤساء المصالح دون إغفال الباقين لأن المجال لا يتسع

لذكر الكل . الحجج التي قدمتها الأخ الكريم فيها نوع من التناقض وعلى سبيل المثال لا الحصر ذكرت أنه لا يحضر اللقاءات والتكوينات لكن سرعان ما

عدت لتذكر السيد النائب المحترم بأسلوبه اللبق على حد تعبيرك والعهدة عليك في اللقاءات التي يترأسها النائب ، وهل هناك لقاءات رسمية مع المفتشين

أو رؤساء المؤسسات التعليمية يترأسها غير النائب الإقليمي ، لن أدخل في مناقشة كل نقطة على حدة لأقول لك إن للرئيس المباشر له سلطة تقديرية

منحه إياها المشرع من هذا المنطلق كان عليك مخاطبة هذا الأخير إن كنت جريئا . أخيرا تريد بنهجك هذه المقاربة ممارسة الوصاية التي تعني أن صاحبها يجسد بالنسبة للمجتمع وللناس الوعي والضمير بحيث يتعامل الأوصياء مع أنفسهم بوصفهم النخبة والصفوة المختارة بقدرما يمارسون أدوارهم بسورة رسولية نبوية أو بطولية إنقاذية ختاما لم نود التعامل معك بالإعراض وإلى فرصة أخرى إذا ما انسلخت من شبحيتك والمرجو من الأستاذ القدوري المسؤول عن الموقع الإليكتروني نشر المقال وشكرا

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *