الى سيادة المستشار ….
سيادة المستشار:سأسيدك لأن أخلاقي ومهنتي لا تسمح لي باحتقار الغير.رغم أنك لا تستحق هذا التسييد
.
لقد بلغني نميمتك وغيبتك.وكنت للأسف تدعي أنك لا تنزل الى درجة المنحطين لأنك حسب قولك زرت قبر النبي وقطعت مع دناءة الاخلاق.لكنك بنميمتك وغيبتك هاته نزلت الى درجة أشد من درجة المنحطين ألا وهي درجة السفلة.كنت أود أن تكون قد تلقيت على يد أساتذتك الأجلاء مقولة تلجم الانسان كلما أراد سفاهة وهي مقولة:رحم الله عبدا عرف قدره,ولكن لا أعتقد أنك سمعت بهاته المقولة لأنك لم تقض سوى أيام معدودات في المدرسة.وتخرجت بعدها بوسام البلادة والأمية والجهل,ووجهتك هاته البلادة الى وظيفة النميمة والغيبة والضرب في أعراض الناس وأنت دونهم منزلة وقدرا.
سيادة المستشار النكرة:عليك أن تتذكر أنني حينما كنت أنهل من زاد المعرفة والعلم كنت تبيع البيض والدجاج في الحي الأوروبي للمعمرين الفرنسيين ببلدة تويسيت.وبقدرة قادر أصبحت من الأعيان والأثرياء فلاحسدا لأن الأرزاق من فضل الخالق على عباده.لكن عليك أن تعلم أن المال بدون علم ولا تربية لا يساوي شيئا.والثري سيد السماسرة والطامعين مثله,بينما صاحب العلم شامخ سامق أينما حل وارتحل.
لعلك أصبت بالغرور حين فزت في الانتخابات.ولكن هلا سألت نفسك كيف استطعت الفوز؟ ألم تفز بما بذله أسيادك من الغالي والنفيس وكيف جندوا السماسرة في ربوع الدوار لشراء الذمم؟ الا تتذكر توسلاتك لي شخصيا لمساندتك على الاطاحة بغريمك.لأنك تعلم أن معادلتي وصاحبي الذي ساندته بساعدي وناجدي وأنا مقتنع بذلك لأنه على الأقل من أهل العلم والمعرفة.فكان رفضي قاطعا لأن مكانتي لا تسمح لي بمساندة من هب ودب ضد الثقافة والعلم والمعرفة.
سيادة المستشار:لقد اذنتني بحرب من غير سبب.فتربيتي لا تسمح لي بالنيل من بني البشر مهما كانت منازلهم.ولكنك نصبت نفسك مدافعا عن شخص استعبد الناس واستحوذ على مسؤوليات لاحق له فيها بفعل القانون.وتاريخه لا يقل شأنا عن تاريخك وعليك أن تسأل سيدكم المطاع كيف يبتزه في كل لقية من أجل المال مقابل خدماته التي تنسى أبد الدهر.فمتى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا.
سيادة المستشار:سأذكرك ببيت شعري للمتنبي عساك تفك ألغازه ومعانيه وبالتالي تعرف قدرك وتحجم عن اذاية الناس بالمظالم
قال:فاذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل
اقنع اذن بخدمة أسيادك.وكن خادما مطيعا كما عهدناك وان يوما لناظره قريب وان عدتم عدنا
1 Comment
نعم، عندما تسند الأمور إلى » الرعاين « ، مع احتراماتي للرعاة الشرفاء، وعندما يضع المسؤولون السلطة و المال في أيدي حثالة القوم، ف ………………………………..، نترك تتمة النص للقراء الكرام.