بدر المقري
ولد سيدي عبدالكريم سكيرج بمدينة فاس يوم 29 ماي 1900. وستقترن حياته بمدينة وجدة لما عين والده الفقيه العلامة الصوفي سيدي أحمد بن العياشي سكيرج الخزرجي الأنصاري (1877-1944) قاضيا بها سنة 1915.
وقد أشرت في الحلقة 38 من سلسلة (ذاكرة وجدة المعرفية) إلى أن العلامة محمد تقي الدين الهلالي (1893-1987) درس سيدي عبدالكريم سكيرج بوجدة ما بين 1919 و 1921. ولعل الجديد الذي نضيفه في هذه الحلقة، أن سيدي عبدالكريم سكيرج انفتح كذلك على التعليم الفرنسي وأن ولعه بفني الخط والتصوير يسر له الالتحاق موظفا بما كان يصطلح عليه في المرحلة الكولونيالية: (La Région Civile) بوجدة، في أكتوبر 1919.
ومما يعتبر حجة في إتقان سيدي عبدالكريم سكيرج الخط العربي وفي مقدمه الخط الأندلسي والمغربي، أنه زين بخط يده جدران المسجد الجامع الذي بناه المغرب بباريس سنة 1926 بآيات قرآنية وبقصائد نظمها والده العلامة سيدي أحمد سكيرج. كما أنه خط بيده مصحف القرآن الكريم و وظف الخط العربي في تزيين قصر باشا مدينة مراكش، التهامي الگلاوي (1878-1956).
وأضاف سيدي عبدالكريم سكيرج إلى بديع خطه إنتاجا شعريا ونثريا، وألف كتابا لم يكمله ويجهل مصيره بعنوان: (المعرب عن تراجم بعض أعيان المغرب).
وقد توفي سيدي عبدالكريم سكيرج رحمه الله بالدار البيضاء، يوم الإثنين 23 ماي سنة 1983.