أخي عبد المجيد: إلى خير جوار
كمال الدين رحموني
وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنا إليه راجعون »
إن القلب ليحزن، وإن العين لتدمع ولا نقول إلا ما يرضي ربنا.
رحمك الله يا أخي الكريم، يا من كنت عبدا للمجيد.
رحمك الله، يافقيد المنبر، والدعوة. رحمك الله، يافقيد الثقافةالبانية، رحمك الله، يافقيد الصوت المعتز بالقيم.
رحمك الله، يافقيد الرفقة المؤمنة الصالحة، من النُزّاع من أرض الله الواسعة. يا من جعلت قلمك وعلمك في خدمة الدين، ونحن نشهد- ولا نزكي على الله أحدا- أنك كنت واحدا من الدعاة ورجال الفكر حملة قيم هذا الدين، نشهد أنك تميزت باستقامتك واستقلاليتك، واعتليت منبر رسولك، ناصحا ومبلغا، وشاء الله أن يأتي الوباء فكنت له مواكبا ولافتا النظر إلى معانيه العميقة: ابتلاء وتمحيصا، وإرشادا وتنبيها إلى ما ينبغي التعاطي به مع الوباء، وشاء ربك أن تُبتلى، فلعل الله علم صدق سريرتك وصلاح طويتك، فأخذك إلى جواره، وأنت في قمة البذل والعطاء، وهل يفزع من كان في جوار الرحيم؟ غادرت دنيانا، التي أنستتا أنفسنا، وغرّتنا فيها الأماني. أيها الأخ الفاضل لعلها حسن خاتمة أن رحلت عنافي يوم جمعة، ولعلك تكون قد نلت درجة الشهداء. فرحمة الله عليك، وسلام عليك وعلى كل من باع النفس لباريها، وسعادة في الآخرة لك نبغيها.أما نحن، فعزاؤنا أننا فقدنا أخا أحببناه، ورجلَ مواقف فقدناه، فلله ما أعطى ولله ما أخذ، وعزاؤنا لكل إخوانه، ممن التحمت قلوبهم، ومشاعرهم، وعلى رأس هؤلاء الفضلاء أستاذنا المفضال حسن الأمراني وإخوانه في النبراس الذي أضاء، قبل تسع وثلاثين سنة، وشاء الكريم أن يرحل الفقيد بعد ذكراها بأيام. رحمك الله رحمة هو يعلم سعتها، وأنار قبرك بالنور والفسحة والسرور، وجعلك من السعداء بلقاء من أحببت لقاءه، ولأهلك ولذويك الصبر الجميل، ولنا من بعدك، الثبات على الدين واليقين ، لعلنا نلقاه وهو راض عنا.
Aucun commentaire