الحاجة إلى مستشفى إقليمي متنقل بإقليم فجيج
معطيات حول الإقليم :
يقع إقليم فجيج في الجنوب الشرقي من المغرب ، مساحته تقدر ب 56000 كلم مربع، وهي مساحة تضاعف مساحة لبنان بخمس مرات ومساحة بلجيكا بمرتين ، عدد السكان بالإقليم يقدرون ب 138325 نسمة حسب الإحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2014 ، وتقدر الكثافة السكانية بنسمة واحدة في الكيلومتر المربع، يضم الإقليم 13 جماعة ترابية ، منها جماعتان حضريتان ببوعرفة وفجيج و11 جماعة قروية ، ويعد إقليم فجيج من الأقاليم الأكثر فقرا على المستوى الوطني حسب المندوبية السامية للتخطيط بنسبة 34,5 في المائة ، وتعاني أغلب ساكنته من ضعف الولوج إلى الخدمات الصحية والتمتع بالحق في الصحة كما نصت على ذلك المواثيق الدولية لحقوق الإنسان خاصة المادة 25 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمادة 12 من العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لسنة واتفاقية حقوق الطفل في المادة24 واتفاقية مناهضة جميع أشكال التمييز ضد المرأة في المادة 12 والاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري في المادة 5 وديباجة دستور منظمة الصحة العالمية ودستور المملكة المغربية في فصله 31 …
أعطاب على مستوى الواقع
من خلال الواقع يتجلى غياب الإرادة لتحقيق العدالة الصحية بالإقليم بشكل يوفر الخدمات الصحية للساكنة ، فالقطاع على مستوى الإقليم تعتريه عدة اختلالات :
ـ نقص مهول في الموارد البشرية من أطباء وممرضين وإداريين وتقنيين؛
ـ ضعف التجهيزات والوسائل وغيابها في مجموعة من المراكز الصحية بالجماعات؛
ـ هشاشة البنيات التحتية الصحية بكافة جماعات الإقليم؛
ـ انعدام مجموعة من الاختصاصات بالمستشفى الإقليمي وبكل جماعات الإقليم ؛
ـ العشوائية في التسيير وتدبير الموارد والإمكانات المتاحة؛
ـ غياب أدوية بعض الأمراض المزمنة ؛
ـ ضعف تتبع صحة الأم والطفل بالنسبة للرحل والدواوير النائية؛
ـ لجوء الساكنة إلى الطب البديل رغم أضراره ومخاطره؛
ـ انعدام التوزيع العادل للموارد والإمكانيات المتوفرة ؛
ـ ضعف الحوافز المادية للمهنيين؛
ـ غياب والتكوين المستمر للعاملين بالقطاع لتقوية القدرات ومواكبة المستجدات …
وللمزيد من التشخيص، يمكن العودة إلى تقارير وبيانات ومذكرات القوى الديموقراطية على المستوى الإقليمي خاصة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان والنقابات والجمعيات العاملة في قطاع الصحة إقليميا.
مقترح مستشفى ميداني متنقل :
لن أكتفي في هذه الورقة بتشخيص الوضع بقطاع الصحة بإقليم فجيج، فالجميع أصبح يقر بتردي الوضع، والفشل التام للمنظومة الصحية بما فيه المسؤولين على السياسة الصحية بالإقليم. فالحق في الصحة والعلاج ليس في متناول الجميع، ولا يلبي تطلعات الساكنة بكل الإقليم، رغم أن هناك إمكانيات وموارد متاحة لا تستثمر على أحسن وجه .
فعلى سبيل المثال، يتوفر الإقليم على أربع شاحنات طبية مجهزة بأحدث الوسائل تم اقتناؤها بمبلغ يفوق المليار إلا أن هذه الشاحنات معطلة كليا ، فهي مركونة منذ ثلاث سنوات تقريبا بساحة مستشفى الحسن الثاني ، معرضة لأشعة الشمس والأمطار(صيفا وشتاء ) وهذا نموذج ساطع من نماذج هدر المال العام .
إن البديل المقترح، هو تنظيم 12 مستشفى إقليمي متنقل بجماعات الإقليم سنويا بمعدل مستشفى ميداني في الشهر في كل جماعة، بشراكة مع المجلس الجهوي والمجلس الإقليمي وجماعات الإقليم ، فهذه المؤسسات يمكن أن توفر بنيات الاستقبال والدعم المطلوب لنجاح هذه المستشفيات المتنقلة ، كما يمكن الانفتاح والحصول على الدعم من جمعيات متخصصة في أمراض معينة بالداخل والخارج ، بهدف تحسين الخدمات الصحية بالإقليم ( بشكل مؤقت طبعا )في أفق تفعيل المشاريع المتوقعة في الخريطة الصحية.
الصديق كبوري
Aucun commentaire