تاريخ سهل أنجاد وثقافة سكانه (5)
تاريخ سهل أنجاد وثقافة سكانه (5)
الأستاذ: الفيلالي عبد الكريم
3– الاستقرار بالمغرب.
وعلى عهد الدولة الموحدية ناصرت القبائل العربية الدعوة الجديدة من الأثبج وجشم بخاصة، بينما تجمع عرب إفريقية من أجل منازلة عبد المومن خوفا على استقلالهم[1]، فحاربهم ونقل بعضهم إلى المغرب الأقصى لإبعادهم عن إفريقية (تونس) [2].
وعلى عهد يعقوب المنصور ساندت قبائل بني هلال بعد أن انضم إليهم بنو جشم بن معاوية بن بكر ثورة ابن غانية ببلاد إفريقية، يقول الناصري: «ونقل المنصور رحمه الله بني هلال وبني جشم إلى المغرب حين أتوه طائعين، وكان ذلك سنة أربع وثمانين وخمسمائة»[3].
من خلال المحطّتين السابق ذكرهما لهجرة بني هلال وسليم نتبيّن تحكّم ما هو سياسي فيهما، فمرّة يتمّ التهجير من أجل قمع تمرّداتهم ومرة أخرى من أجل طموحات سياسية كانت تعتمل في نفوسهم.
4 – عرب أنـﯕـاد.
نُسب هؤلاء الأعراب للبسيط الذي استوطنوه، ويمتد بسيط « أنـﯕـاد » في تحديد القدماء من من تلمسان إلى نهر ملوية، وقد انحصر هذا المجال –حاليا- وصار يقتصر على السهول المجاورة لمدينة وجدة. يقول حسن الوزان محددا صحراء أنـﯕـاد: «تبتدئ من مملكة تلمسان في سهل قفر وعر يابس لا ماء ولا شجر، وتمتد على مسافة نحو ثمانين ميلا طولا وما يقرب من خمسين عرضا، ويعيش فيها كثير من الغزلان والوعول والنعام»[4].
ويعود أصل ساكنة بسيط أنـﯕـاد إلى معقل، وقد ذكر ابن خلدون أنها ثلاثة بطون: ذوو عبيد الله وذوو منصور وذوو حسان: «وكان دخولهم إلى المغرب مع الهلاليين في عدد قليل يقال أنهم لم يبلغوا المائتين، واعترضهم بنو سليم فأعجزوهم وتحيزوا إلى الهلاليين»[5]، وبعد ذلك ذكر ابن خلدون مواطن نزول بطون معقل، وكان ممن نزل بسيط أنـﯕـاد ذوو عبيد الله.
يقول التقي العلوي عن المعقليين: «هم عرب القفار المغربية، تمتد مجالاتهم من خط يخرج من صحراء تلمسان ويتوغل في أعماق الصحراء جنوبا وينتهي بالمحيط غربا وقد وصلت موجتهم إلى الشمال الإفريقي إثر الأثبج مباشرة وكانوا أقل عددا (…) وإنما كثروا بكثرة من اندمج فيهم من غير نسبهم فإن فيهم من فزارة والشجع وغطفان، ومن الأثبج وزغبة. وفيهم من العرب الصباح بن الأخضر بن عامر بن مرداس بن رياح، أضف إلى ذلك العناصر البربرية كهوارة وغيرها ولكن هاته العناصر كلها « تَمعْقلت » بفعل الزمان (…) وقد علمتهم الظروف أن يتعاملوا مع برابر زناتة وغيرهم معاملة الضيف مع المضيف وهذه هي نقطة الافتراق بينهم وبين غيرهم من قبائل العربان، فلم يكونوا يستبيحون من أطراف المغرب وتلوله حمى ولا يعرضون لسابلة سجلماسة وغيرها من بلاد السودان بإذاية ولا مكروه»[6].
[1] ـ ينظر: أثر القبائل العربية في الحياة المغربية خلال عصر الموحدين وبني مرين. (م س). ص: 69.
[2] ـ م س. ص:71.
[3] ـ الاستقصا. (م س). 2/168.
[4] ـ وصف إفريقيا. الحسن الوزان. (م س). 2/11.
[5] ـ العبر. (م س). 6/69.
[6] ـ أصول المغاربة- القسم العربي: الهلاليون بالمغرب الأدنى والأقصى. التقي العلوي. مجلة البحث العلمي. جامعة محمد الخامس الرباط. ع: 35. 1985. ص: 396-397.
2 Comments
أريد معلومات أكثر عن أنگاد وجدة وشكرا
الأرض أمازيغية ..والعادات أمازيغية ..والعرب لم يكونوا يشكلون نسبة تؤثر على الكثافة الأمازيغية ..كانت أقلية من الرحل … لم تندمج في الاقتصاد لأنها لا تحسن فلاحة ولا تجارة ولا حرفا ..فقط السلب والنهب والإغارة ..