المختار عويدي
كلما حضر مسؤول حكومي، لا بل وحتى ملك البلاد، إلى إقليم الناظور « لتفقد » أحوال قطاع التعليم، يتم « اقتياده » من طرف مبرمجي هذه الزيارات إلى مدرسة الجاحظ بوسط المدينة.
وهي كما لا يخفى على الجميع، المؤسسة المحظوظة المستفيدة من عدة شروط وظروف، لا تتيسر لغيرها من المؤسسات. بما يعني أنها لا تصلح كي تكون عينة تمثيلية لواقع المدرسة العمومية المثقل بالإكراهات والأعطاب. التي يمكن من خلالها للمسؤول الزائر الوقوف على هذه التحديات التي تواجهها هذه المؤسسات.
ألا توجد في الإقليم مؤسسات أخرى تعاني الإهمال والتهميش وما أكثرها، التي تستحق الزيارة والإطلاع على ظروفها، غير مدرسة الجاحظ التي حطمت كل الأرقام القياسية في زيارة المسؤولين لها؟؟!!
قصارى القول، فإن مبرمجي هذه الزيارات لا يستهدفون من هذه الأخيرة، اطلاع المسؤولين في عين المكان على واقع مؤسسات التعليم العمومي الفعلي، بل يهدفون إلى خلق الإثارة والبروباغاندا الجوفاء، التي لا ترمي سوى إلى التعتيم على هذا الواقع المزري لهذه المؤسسات، بما لا يخدم مصلحة المنظومة التعليمية المهترئة ككل.