بدر المقري
الأصل في المعرفة العالمة، ألا ينصب المنتسب إليها نفسه قاضيا في محكمة الأفكار. فلا يعدو أن يكون من اتخذ إلى الموضوعية سبيلا داعية لا قاضيا، إذا نحن استرشدنا بقواعد المعرفة المنبهة على محاذير التقليد. وليس هناك شك في أن التقليد هو أقبح صور الخمول الفكري وتصوراته.
ولعل هذا ينطبق على الطريقة المثلى التي يجب أن يتلقى بها التعريف بأحد أقطاب الطريقة التيجانية بوجدة، سيدي علي حرازم بن العربي برادة الفاسي أصلا.
ولد سيدي علي برادة بمدينة فاس حوالي 1736. واقتصر في مساره التعليمي على حفظ القرآن الكريم والمتون المشهورة واشتهر بشغفه بمطالعة كتب التصوف وبفن الخط.
وقد يسرت له تجارته سبل التنقل في مختلف المدن، ولكن نزوله مدينة وجدة حوالي سنة 1755 كان مفصليا في حياته. ففي وجدة اجتمع بالعارف بالله سيدي أحمد التيجاني (1737-1815) الذي كان مداوما على زيارة هذه المدينة لدواع عائلية.
وهكذا لازم سيدي علي برادة شيخه سيدي أحمد التيجاني بوجدة في مراحل زمانية متفرقة ما بين 1755 و1777، ثم رحل معه إلى مدينة فاس فلازمه بها إلى حدود سنة 1781. وتوفي رحمه الله بالمدينة المنورة عام 1803.
ومن أشهر تآليف سيدي علي برادة:
1- كتاب (جواهر المعاني وبلوغ الأماني) الذي جمع فيه رسائل شيخه سيدي أحمد التيجاني وتقاييده.

2- شرح همزية شرف الدين البوصيري (608 هجرية-696 هجرية) الموسوم ب: (الإرشادات الربانية بالفتوحات الإلهية).
3- (رسالة الفضل والامتنان إلى كافة الأصحاب والإخوان) في التصوف.