ذاكرة مدينة وجدة المعرفية: مربي الأجيال الأستاذ محمد العربي : الحلقة 13
بدر المقري
لعل مربي الأجيال الأستاذ محمد العربي رحمه الله، من أولئك الذين أحسنوا في تحيين عبقريتي الزمان و المكان في تقاطعهما مع فاعلية الإنسان في حياته. و العنفوان في كل ذلك هو أنه إذا ذكر اسم الرجل، كان المفضى إلى مدرسة حرة رائدة كانت مشتلا في تكوين النخبة السياسية و الثقافية في المغرب و الجزائر بعد الاستقلال: إنها (مدرسة القرآن الكريم).
و يصبح الأمر مثنى بالتذكير بأن لهذه المدرسة الحرة صورة نمطية زادت من رونقها و من إشعاعها التعليمي و الثقافي. و نعني بذلك أن أسرة العربي نفسها كانت رعيلا في تدبير (مدرسة القرآن الكريم). فالأب سيدي عبد القادر العربي هو المدير، و يشاركه في التأطير التربوي نجلاه الأستاذ محمد و الأستاذ حميدة العربي، بالإضافة إلى أختهما و الأستاذ الهاشمي العربي و نخبة من الأساتيذ المغاربة و الجزائريين.
و لما كنت ملحاحا في إعطاء الأولوية في كتابة التاريخ الثقافي و الاجتماعي لما هو مدون، فإنني أسارع إلى تأريخ (مدرسة القرآن الكريم) بالشذرات المدونة الآتية: (مدرسة لأبناء المسلمين يتعلمون فيها القرءان الكريم و اللغة العربية و ما تقتضيه حاجيات الثقافة الإسلامية المغربية. . .جعل النظر فيها للفقيه العلامة الأفضل سيدي محمد غازي. . .يوم الإثنين على الساعة الواحدة بعد الزوال بتاريخ 8 ربيع الثاني 1366 هجرية الموافق 24 فبراير 1947).
و قد أضاف الأستاذ محمد العربي إلى تجربته التربوية تجربة سياسية، تجلت على شاكلة خاصة في رئاسته ما يتصل بتدبير الشأن المحلي بوجدة في بداية الستينيات. و تكملة ذلك توليه خطة الحسبة بوجدة في بداية الثمانينات، و طلبه الإعفاء منها مرارا لأن صلاحيات المحتسب كانت شكلية فقط. و من سيما تجاربه في العمل الجمعوي، مساهمته سنة 2007 في تأسيس جمعية (بلسم) لدعم مرضى السرطان بوجدة و نواحيها.
و قد التحق مربي الأجيال الأستاذ محمد العربي رحمه الله بالرفيق الأعلى، يوم 14 يونيو 2016. و قد يكون محقوقا بنا في الحدود الدنيا لأخلاقيات المعرفة، الدعوة إلى إطلاق اسمه على إحدى الثانويات بمدينة وجدة.
1 Comment
أنا مع إطلاق أسماء رموز المقاومة و الشهداء على المؤسسات لتبقى خالدة على مر الأجيال و الأزمان . ومن هنا أتسأل أين حظ المقاوم الحاج أحمد ميري بلهاشمي رفيق درب المقاوم والمجاهد سي محمد العربي رحمه الله ؟ . ألا يستحق النبش في ذاكرته هو كذلك مع من عاصروه ولازالوا على قيد الحياة ليتعرف عليها الأجيال الاحقة وما بدله من جهد لوجه الله والوطن بلا رياء ولا سمعة ولا استفاذة …
رحم الله كل من ضحى بنفسه وماله ليحيا هذا الوطن شامخا بين الأمم .
– عكاشة أبو حفصــة .