عكـاظ فلسطيـن بوجـدة
تقرير سعيد عبيد
نظم الصالون الأدبي بمركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة، بالتنسيق مع الرابطة الوطنية لشعراء المغرب، أمسية شعرية باذخة، في إطار فعاليات الدورة الرابعة لـ »قافلة الحروف »، تحت شعار « عكاظ فلسطين »، وذلك عشية السبت 27 أكتوبر 18. وقد أحيى الأمسية عدد غفير من الشعراء، من مختلف المدن المغربية، ومختلف الأجيال الشعرية، متحلقين حول القضية الفلسطينية الأم التي يسميها الناقد نجيب العوفي بـ »نار القِرى » الشعرية العربية.
في كلمتيهما الافتتاحيتين، أبرز منسق الصالون الأدبي، سعيد عبيد، ورئيس الرابطة الوطنية، عبد اللطيف السبقي، الارتباط المغربي الحميم بفلسطين منذ البدايات الأولى لشعيرة الحج، وإلى المشاركة الفعلية في المقاومة الحديثة، لا سيما في عقد السبعينيات، مرورا بالجوار العلمي قصد التأليف بالمسجد الأقصى، وبالمشاركة الجهادية ضد الحملات الصليبية، مع نور الدين زنكي وصلاح الدين الأيوبي.
أما فنيا وشعريا، فقد ارتبطت الظاهرة الغيوانية بفلسطين ارتباطا عضويا لدى كل من ناس الغيوان وجيل جيلالة ولمشاهب وغيرها من الفرق الفنية، ولا يزال الأداء الفني مواكبا بكافة تطورات القضية الفلسطينية إلى اليوم. وأما شعريا، فلم تغب القضية الفلسطينية عن وعي الشعراء المغاربة منذ أولى الدسائس الصهيونية وإلى الآن؛ فقد تراكم شعر مغربي كثير حول فلسطين، وهكذا حضرت القضية لدى شعراء وطنيين كثيرين، مــن أمثال علال الفاسي وعبد الله كنون ومحمد حجي، ولدى من تلاهم كمحمد الحلوي وإدريس الجاي ومحمد بن إبراهيم والعربي الآسفي ومصطفى المعداوي، قبل أن يعتنق القضية جيل تأسيس تجربة الشعر الحر بالمغرب، مع كثيرين من أمثال أحمد المجاطي وحسن الأمراني ومحمد علي الرباوي ومحمد لقاح ومحمد الحبيب الفرقاني وعبد الرفيع الجواهري ومحمد الخمار الكنوني وغيرِهم، ومن هؤلاء الغير الكثير من الشعراء الشباب الذين صدحوا بـ »عكاظ فلسطين » بوجدة، جنبا إلى جنب بعض رواد القصيدة العربية الحديثة بشرق المغرب.
هذا، وقد رافق شعراء العكاظ الفنان محمد السعيدي بغنائيات عربية خالدة عن فلسطين، بعوده الرقيق، وصوته الشجي، كما نشط الأمسية الشاعر محمد بنزيان والشاعرة البتول محجوبي.
Aucun commentaire