الفرقة الموسيقية لجمعية الأمل الثقافية بتاوريرت ظروف النشاة وسياق التاسيس ــ الجزء الاول: ظروف النشاة.
مع حلول كل صيف تغوص بنا الذكريات في عمق التاريخ لتعود بنا الى الزمن الجميل والرائع ,,,زمن الاسابيع الثقافية التي كانت تؤثث كل صيف مدينة تاوريرت والتي اصبحت بعدها مدينة الثقافة بامتياز .بعد ان كان القحط الثقافي يخيم عليها ..تغوص بنا الذكريات كذالك في افراح الاعراس الجميلة التي لا تتوقف طيلة الصيف والتي كان يتكلف بها اصحابها بمساعدة الأهل والجيران من دون ممول حفلات .. وكانت الروعة في البساطة والفرح الجماعي الكبير…كانت المدينة …بكل احيائها تفرح …وكان دوار المخزن ,,أقدم حي في المدينة …وكانت فرقته الموسيقية..تهيئ .. تبدع .. لتقدم الفرح بسخاء منقطع النظير …
قبل أن تكون ,,الفرقة الموسيقية لجمعية الأمل الثقافية ..بدات هذه المجموعة المتكونة من الإخوة عماري محمد , عماري عيسى – وغربي مصطفى , لشهب ناجم والمرحوم الأخ عبد العزيز بوروح ,,نشاطها في دوار المخزن ,تخرج أفرادها من معهد الهواء الطلق الذي يزخر به ذلك الحي الشامخ المطل على مدينة تاوريرت بعد أن أخد مسافة منها لكي يتعلم أفرادها بهدوء أبجديات الغناء والموسيقى موازاة مع أبجديات الحياة , كانت الموسيقى نشاطا ليليا بامتياز تتخلله الطرائف المضحكة والنقاش الجدي في أمور الحياة …كنا نجتمع حول تلك الفرقة بعيدا عن منازلنا ,,صيفا في الساحة المطلة على ملعب كرة القدم او في أعالي الجرف المطلة على الحي بين البرجين الشامخين التي تعرف بهم مدينة تاوريرت …وشتاء في أحد الاصطبلات التي غادرتها خيول آبائنا التي كانت تسكنها حينما كانت لدوار المخزن فرقة للفروسية الخاصة به والتي كان يشارك بها اباؤنا في الحفلات الوطنية وكنا ونحن أطفال ننتظر بشغف أعياد الفطر والأضحى والمولد النبوي لنستمتع بسباقات التبوريدة التي كان يحرص اباؤنا على تنظيمها في ميدان الفروسية المحادي للدوار.كما قلت غادرت الخيول لعدة أسباب .. وتركتنا نصول ونجول في اصطبلاتها.. ,ننتقل من اصطبل لأخر حسب الظروف والمزاج . نملئها غناء ومرحا تحت أضواء شمعة خافتة او قنديل ياتي به احدنا لينير به ظلمة الاصطبل ويبعث الذفئ في تلك الاجواء الشتوية …,لم يكن في خلد أفراد المجموعة يوما ما،، أن الفضاءات المطلقة والواسعة التي اكتسحتها ,, قد بدأت من تلك الجحور الضيقة ,, وكانت الانطلاقة ,,, في البداية، كانت تنشط أفراح الحي , الأعراس والأعياد وافراح نيل الشهادات – حتى الشهادة الابتدائية كانت لها قيمتها …فالتفوق الدراسي كان أحد الشروط الأساسية لآبائنا رحمهم الله،، لقبول شغبنا ,,, ومن العوامل التي أغنت ثقافتنا الموسيقية،، هو أن آباءنا وامهاتنا قدموا من مختلف إرجاء الوطن،، حملوا معهم القليل من أمتعتهم يؤثثون بها منازلهم الضيقة .. لكن بالمقابل حملوا معهم كذلك عاداتهم وتقاليدهم والأهم،، أهازيجهم ورقصاتهم،يؤدونها بروعة في كل مناسبة , فكان كل فرح بمثابة مهرجان للفنون الشعبية ,,أهازيج الأطلس بكل أنواعها تمتزج مع أهازيج جبال الريف وجبال بني يزنا سن وحيدوس قبائل بني وراين يمتزج مع حيدوس اوطاط الحاج وميسور تتخللها الطقطوقة الجبلية ورقصة لعلاوي والمنكوشي والركادة وغيرها من الفنون الشعبية التي تزخر بها بلادنا …حتى مدن كالدار البيضاء ومكناس وغيرها تساهم هي الاخرى بما تعرف من غناء وطرب .. في هذا المناخ المتميز والرائع نشأت المجموعة.والتي شكلت نواة الفرقة الموسيقية لجمعية الامل الثقافية.
يتبع ،الجزء الثاني.
عبد السلام بوروح. غشت 2018
1 Comment
سلاشكرآ جزيلا أخي عبد السلام على هاته العبارات الجميلة التي أحيت فينا جزءا من ماضينا الرائع الذي لا يمكن نسيانه ابدا ، لأن دوار المخزن فيه ترعرعنا وكبرنا وتعلمنا الأخلاق الطيبة مع أهلنا وجيراننا الناس الطيبة التي أعطت بدون مقابل وكونت جيلا مثقفا وخلوقا لايمكن ذكره إلا بالخير والطيبوبة، العبارات الجميلة لا تحد في مدح هؤلاء الناس دو القلوب الكبيرة و…………. شكرا مرة أخرى أخي عبد السلام وسلامي لك ولعاءلتك الكريمة ولكل ناس دوار المخزن لذلك الوقت.الأخت الشريعي فاطمة.