تندرارة بين مطرقة التأديب وسندان التهميش
تندرارة بين مطرقة التأديب وسندان التهميش
عبد الفتاح عزاوي ، عضو المجلس الإقليمي لفجيج
على إثر الأحداث الأخيرة التي عرفتها الجماعة الترابية لتندرارة التابعة لإقليم فجيج نتيجة حادثة السير التي تعرض لها أحد الأطفال والتي أودت بحياته ، مما أدى إلى اندلاع احتجاجات عارمة انعكست سلبا على مختلف المستويات والأصعدة ،يمكننا استقراء المعطيات التالية :
هذه الأحداث المؤسفة أدت إلى إدانة سبعة شبان بالسجن النافذ لمدة ستة أشهر ، والحكم على شابين آخرين بأحكام موقوفة التنفيذ ،مما خلف استياء عارما في صفوف ساكنة البلدة التي تعاني من ضعف التنمية وتردي الخدمات الاجتماعية .
إن تأهيل الشباب والنهوض بأوضاعه هو السبيل الوحيد لتجاوز العديد من المشاكل التي تعيشها البلدة .وهو ما يتناقض مع الخطاب الرسمي للدولة الذي يدعو إلى إيلاء شباب العالم القروي عناية خاصة .
إن المعاناة التي تعيشها أسر الشباب المعتقلين بتندرارة ومعها جميع أبناء البلدة ،يعكس وجها آخر للمأساة المرتبطة بالفقر وضيق ذات اليد وتعميق حجم الجراح .
إن الطيبوبة والبساطة في العيش الذي تبديه ساكنة المنطقة لاتعـني بأي حال من الأحوال التنازل عن الحق في الكرامة والعدالة الاجتماعية ،وهو ما يتطلب من السلطات الإقليمية تجاوز منطق »التأديب » الذي يتم التعامل به مع الإقليم . حيث يبقى مطلب إطلاق سراح المعتقلين ووقف المتابعات وفتح قنوات الحوار الجاد والمسؤول والاستجابة لمطالب الساكنة هو السبيل الأمثل لمصالحتهم مع واقعهم اليومي وتعزيز اهتمامهم بالشأن العام .
إن العديد من الخبراء يؤكدون أن الاحتجاجات التي تعرفها عدد من المدن ببلادنا مؤشر خطير يسائل مدى نجاعة السياسات العمومية الوطنية ، و يسائل إشكالية الالتقائية بينها وبين السياسات العمومية المحلية ، فما بالك بالوضعية المزرية التي تعاني منها ساكنة العالم القروي المكتوية باستمرار سنوات الجفاف وبمحدودية البرامج الموجهة لها .
وعليه ، يجب مراجعة المقاربة المعتمدة في تدبير الاحتجاجات الاجتماعية بالإقليم الذي يعتبر من أفقر أقاليم الجهة الشرقية ، إذ أن الاستمرار في مثل هكذا مقاربة سيزيد لامحالة من إضعاف موقعنا كمنتخبين جماعيين ،ويدفعنا إلى تقديم استقالــــــتنا من المساهمة في تدبير الشأن العام .
Aucun commentaire