Home»Régional»قرية تافوغالت مشروع سياحي وازن لكنه مع شديد الأسف معطل

قرية تافوغالت مشروع سياحي وازن لكنه مع شديد الأسف معطل

1
Shares
PinterestGoogle+

قرية تافوغالت مشروع سياحي وازن لكنه مع شديد الأسف معطل

محمد شركي

 تعرف قرية تافوغالت  الجبلية المحفوفة بالغابات ،وذات المناظر الطبيعية الخلابة  طيلة السنة وخلال العطل الأسبوعية وكذلك خلال العطلة الصيفية إقبالا كبيرا حيث يتقاطر عليها الزوار من كل مناطق الوطن  ومن خارج الوطن ، الشيء الذي يعني أنها مشروع سياحي وازن لو كتب له التحقق على أرض الواقع . وبالرغم من كثرة الإقبال على هذه القرية الجميلة، فإن وسطها  لا زال كما خلفه المحتل الفرنسي قبل ستة عقود من الزمان . ووسط هذه القرية يقع على مرتفع  أعلاه تكسوه الغابة ، وهو عبارة عن  بنايات  متهالكة من مخلفات حقبة الاحتلال تحولت إلى ما يمكن أن نسميه تجاوزا  » شبه مطاعم  أو مقاه « وهي  تفتقر إلى مقومات المطاعم والمقاهي  حيث تنتشر على طول هذا الشارع المتواضع مجامر تنصب عليها أوعية طبخ من طين أو فخار أو مشاو تنبعث منها أدخنة  تعكر صفو المكان الجميل . وإذا كانت هذه  » شبه المطاعم  أوالمقاهي    » تستأثر بواجهة شارع القرية الرئيسي، فإن ظهرها عبارة عن  بقايا بنايات خربة تملؤها الأزبال  والنفايات . ومقابل تلك  » المطاعم  أو المقاهي  » وعلى الجانب الآخرالمقابل من الشارع  الوحيد تنتصبت دكاكين عشوائية تعرض فيها بعض المواد الغذائية ،وبعض الفواكه الجافة ،وبعض الأعشاب وبمحاذاتها تعرض بعض الفواكه والخضروات ، وبعض الأواني الخزفية وبعض المقتنيات البسيطة . أما الشارع فجانباه عبارة عن موقف للسيارات  يحرسها العديد من الحراس مع أنها لا يمكن أن تغيب عن أعين أصحابها  نظرا لضيق الحيز الذي تركن فيه و نظرا لخلو القرية  أصلا ممن يهددها بالسرقة . ونظرا لغياب مشروع سياحي حقيقي في هذه القرية السيئة الحظ اضطرت الحاجة  أهلها والوافدين عليها  على حد سواء إلى ممارسة أنشطة لا تعود عليها بأي نفع ، ولا تدر عليها دخلا ، ذلك أن تلك الأنشطة لا تزيد عن أطعمة  تستهلك  أو تقتنى أو سيارات تركن .  ويوجد بالقرية مسبح  صغير يتيم من مخلفات فترة الاحتلال أيضا لا يكاد يستوعب الزوار صيفا . وبالرغم من أن القرية عبارة عن منطقة غابوية فلا وجود لحدائق أو منتزهات . وحتى المحمية الوحيدة لا تتوفر على ممرات سالكة إليها ولا توجد بالمركز التابع لها ما يدعو لزيارته والإقبال عليه . وبالرغم من أن المنطقة  كانت عبارة عن خزان للماء  في سنوات التساقطات الجيدة ، فإنه لا توجد بها سوى عين ماء يتيمة يرد ماءها العذب الزوار ويجلبون ماءها معهم  . إن التفكير في إطلاق مشروع سياحي حقيقي بهذه القرية الجميلة سيجعل لا محالة حظها سعيدا  بعد طول  تعاسة . ولا بد لهذا المشروع أن يقام على أنقاض مخلفات بنايات فترة الاحتلال حيث كانت القرية  مجرد معسكر لمراقبة وضبط تحركات قبائل بني يزناسن الذين قاوموا الاحتلال ببسالة وشجاعة منقطعة النظير .

ولا بد من تغيير ملامح هذه القرية من معسكر احتلال  خرب إلى ملامح قرية سياحية جميلة . ولا بد من مراجعة معمارية شاملة لمشروع سياحي حقيقي بفنادق ومطاعم ومقاه ومنتزهات… وكل المقومات الضرورية التي توفر فرص شغل لأبناء هذه القرية والذين اضطرهم الحاجة إلى ممارسة  بطالة مقنعة لا توفر لهم العيش الكريم ،ولا تصون كرامتهم وهم يقومون بأنشطة في غاية البساطة كتسويق   بعض الأعشاب  وبعض المأكولات، وبعض الحاجيات في غاية البساطة والتفاهة  . ولا بد من أن تضع الجهات المسؤولة أصبعها على سبب تعطيل مشروع سياحي وازن في هذه القرية الجميلة . ويجدر باللجان الوزارية المترددة على منطقة الريف  بسبب حراكها أن تزور هذه القرية أيضا للوقوف على ما تحتاجه من مشاريع تنهض بها على غرار مشاريع مماثلة في جهات أخرى . وعلى المسؤولين على الجهة أن يظهروا حناء أيديهم كما يقال بالعامية وينهضوا بهذه القرية التي تعتبر مصطاف الجهة الشرقية الجبلي وأن يقللوا من التصريحات الدعاية  عبر وسائل الإعلام، ويكثروا من الانجازات والمشاريع الحقيقية والإجرائية والواقعية .  وقرية تافوغالت  ليست  في حاجة لفك العزلة عنها فقط بل هي في حاجة إلى النهوض بها لتكون منطقة سياحية  في منتهى الرقي لأن ساكنة الجهة الشرقية من حقها أن تتمتع بما حباها به الله عز جل من جمال الطبيعة . فهل سيجد هذا النداء آذانا صاغية ممن يعنيهم الأمر أم أنه سيظل صرخة في واد ؟ ولقد سبق لي أن نشرت  مقالا  على هذا الموقع  استنكرت فيه تحويل جدول يقطع وسط هذه القرية إلى مزبلة دون أن يحرك المسؤولون ساكنا  ولا زال الأمر على ما كان عليه . وإن لهذه القرية الجميلة حقا علي وقد احتضنتني في طفولتي وشبابي وبصمت شخصيتي طبيعتها الخلابة وسكينتها وشاعريتها ، ولو استطعت أن أنهض بها  ماديا لما ترددت طرفة عين ولكنني سأظل أدافع عنها بقلمي الذي لا أملك سواه . وعلى كل الغيورين الذين يرتادون هذه القرية الوديعة أن يساهموا قدر جهدهم في الدعاية للنهوض بها  والدفاع عنها لتصير جوهرة  الشرق الغابوية الموازية لجوهرته الشاطئية  بمدينة السعيدية . وعلى عشاق هذه القرية أن يغرقوا مواقع التواصل الاجتماعي  على نطاق واسع بالفيديوهات الناقلة لواقع حال هذه القرية البائسة عسى أن يحرك ذلك المسؤولين أو يحرجهم للنهوض بها في أسرع وقت ممكن. ولتكن تلك الفيديوهات مليونية

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. عكاشة أبو حفصة .
    28/07/2017 at 19:17

    لقد تصفحت هذا المقال بعناية فائقة والذي خصصه كاتبه مشكورا لقرية تافوغالت . وتساءلت في البداية لماذا ظلت هذه القرية قرية ومن زمان ؟ ، ولم تتم الإلتفاتة إليها لتبقى قرية صغيرة في نظر من تعاقبوا على هذه المنطقة الغالية من ربوع المملكة المغربية الشريفة . وكلما تعلق الامر بتافوغالت الا واجد نفسي بداخلها أتجول بين جبالها وخرير مياهها العذبة وزقزقة طيورها … وصار لي مدة لم أزورها بعدما كنت أدخلها على متن دراجتي النارية مخترقا الطريق المار بين وجدة ، سيدي بوهرية وجبال بني يزناسن الشامخة لأصل اليها في أحسن الظروف  » أشتم ريح العاصمة كما يقال  » . لا أحد ينكر البوطولات والتضحيات التي قدمها الانسان اليزناسني و الفوغالي على وجه الخصوص بعد وصول المستعمر اليها كغابة عذراء وبعد نفي سيدي محمد الخامس رضوان الله عليه رفقة اسرته الكريمة خارج أرض الوطن . كان الثوار يسجنون ويعذبون بثكنة عسكرية لازالت أطلاله موجودة الى اليوم بتافوغالت . ويا ما حكى لي جدي رحمه الله على أساليب التعذيب التي كانت تمارس على المقاومين للتواجد الاستعماري بهذه الجبال ومطالبتهم بعودة الشريف بن الشريف الى أرض الوطن . كانت منطقة طاهرة قاومت الاستعمار الفرنسي بوسائل بدائية ولم تتخلف عن الركب .كانت جدتي رضوان الله عليها تقطع المسافة الرابطة بين ثلاث نعبيد الى هذه الثكنة العسكرية حيث كان يتواجد جدي في الاسر مشيا على الاقدام من اجل الزيارة ونقل الاخبار وما كان يحف ذلك من مخاطر الطريق . كل ذلك كان في سبيل الله وفي سبيل الوطن …
    كان ابي رحمه الله والذي ترعرع بين احضانها بعد هجرته الى المدينة يرسلنا ونحن صغارا الى المخيم الذي كانت تشرف عليه وزارة التربية أنداك . وكان يوجد على يمين مدخلها بمحدات مكتب البريد الوحيد ويا ماكنت أتكلم مع ابي عبر هاتفها على طريقة – P.S.V – … كانت أيام زاهية لن تعود على الاطلاق لانه زمن قد ولى دون رجعة . المخيم المذكور انمحى من على وجد هذه الارض الطيبة ولم يبقى منه الا السياج الذي يحدد مساحته .
    أشكر صاحب المقال الذي برهن على حبه لهذه  » القرية  » التي اردوا لها ان تبقى قرية جامدة بدون حركة وأشكره على غيرته على منطقة جبال بني يزناسن الشامخة واتمنى أنا كذلك ان يلتفت اليها ويتم اخراجها في المستقبل القريب من عزلتها . وأشكر سكانها على صبرهم الجميل والسلام عليكم ورحمة الله …

    – عكاشة أبو حفصة .

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *