تدشين المدرسة القرآنية » البركة » بالحي الحسني كلوش بوجدة بعد إعادة بنائها من جديد
محمد شركي
أشرف زوال اليوم الاثنين الخامس من ربيع الأول 1438 ، موافق الخامس من شهر دجنبر 2016 فضيلة العلامة الأستاذ الدكتور مصطفى بنحمزة رئيس المجلس العلمي المحلي ،وعضو المجلس العلمي الأعلى ، ومدير معهد البعث الإسلامي بوجدة على تدشين المدرسة القرآنية » البركة » الكائنة بالحي المحمدي كلوش بوجدة ، وقد حضر هذا التدشين السيد مندوب وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ، ومجموعة من مرافقي فضلية الأستاذ بنحمزة من المحسنين، وبعض محفظي كتاب الله ، فضلا عن طلاب المدرسة . ولقد تناول الكلمة الفقيه المحفظ إمام وخطيب مسجد البركة بالحي الحسني كلوش السيد محمد الحفياني، وهو من مواليد سنة 1944 بتافيلالت لإعطاء نبذة عن هذه المدرسة القرآنية التي كانت نواتها الأولى بمسجد البركة قبل أن تنتقل إلى بيت مجاور له ، وهو بيت اقتناه أحد المحسنين جزاه الله خيرا من أجل إيواء بعض الطلبة الداخليين الذين كانوا يقطنون بالمسجد ، وقد تحول فيما بعد إلى مدرسة قرآنية بعد إجراء إصلاحات عليه ثم ما لبثت أن أعيد بناؤه لتصير مدرسة بمواصفات المدارس القرآنية في المدينة . ولقد بلغ مجموع من ارتاد هذه المدرسة من الطلاب منذ انطلاق الحفظ بها في بداية شهر مارس من سنة 1984 إلى غاية هذا اليوم كما جاء في كلمة السيد الحفياني 1653 طالب : الداخليون منهم 518 طالب ،والخارجيون 1135 طالب . و قد حفظ كتاب الله عز وجل من هؤلاء الطلبة 177 طالب منهم من أتقن الحفظ للمرة الثالثة . وتناول الكلمة بعد ذلك فضيلة العلامة الأستاذ مصطفى بنحمزة الذي نوه بدور هذه المدرسة في تخريج حفظة كتاب الله ، وأثنى على كل الساهرين عليها تمويلا وتدريسا ، ودعا طلبتها إلى التحلي بأخلاق القرآن ، والمواظبة على حفظه ، وتمثيل هذه المدرسة القرآنية أحسن تمثيل بين ساكنة الحي ، والعناية بها وبمرافقها لتظل مركزا لخدمة القرآن الكريم .
وقد لا يخطر ببال الرأي العام الوجدي والوطني أن مدرسة بالحي الحسني كلوش ، وهو حي شعبي يمكن أن تخرج كل هذا العدد الهائل من حفاظ كتاب الله عز وجل مع أنها نشأت أول الأمر بين أحضان بيت الله ثم انطلقت انطلاقة متواضعة لتصير مدرسة بحلة جديدة . ومعلوم أن إنشاء هذه المدرسة اقتناء أول مرة وإصلاحا بعد ذلك ، وإعادة بناء إنما كان من إحسان أهل الخير والإحسان وبتوجيه نير من فضيلة الأستاذ بنحمزة جزاه الله كل خير ،هو ومن ساهم في الإنفاق على هذه المدرسة وعلى طلبتها الداخليين . ويجدر بالوزارة الوصية عن الشأن الديني أن تلتفت إلى مثل هذه المدارس التي تساهم في حفظ ما حفظ الله عز وجل ، وذلك بتشجيع طلبتها من خلال منحهم منحا دراسية تخصص لهم باعتبارهم طلبة التعليم العتيق الذي أصبح من روافد تعليمنا ، وذلك على غرار المنح التي تقدمها وزارة التربية الوطنية للتلاميذ الداخليين في قطاع التعليم العمومي . ومعلوم أن مصدر تمويل هذه المدرسة هو معهد البعث الإسلامي الذي يشرف على إدارته فضيلة الأستاذ بنحمزة حيث تزود بالمواد الغذائية ، ويحصل طلبتها على صلة شهرية متواضعة ، وكل ذلك من الهبات التي يتفضل بها المحسنون الذين ينخرطون في خدمة كتاب الله عز وجل في المدينة والجهة عموما . وإذا كان المغرب يعرف بين البلدان العربية بأنه بلد الحفاظ حيث صارت البلدان العربية في المشرق العربي تستقطب الحفاظ منه لتوفير الأئمة لمساجدها، فلا بد من تقدير ما تقدمه المدارس القرآنية التابعة لمعهد البعث الإسلامي بمدينة وجدة من خدمة لكتاب الله عز وجل من خلال إعداد الحفظة الذين بهم يحفظ هذا الكتاب الكريم . ونأمل أن ينخرط كل خيار هذه المدينة في خدمة كتاب الله عز وجل من خلال دعم مثل هذه المدراس القرآنية التي تمد المدينة والجهة والوطن عموما بالأئمة والقراء المجيدين ، وبالفقهاء والعلماء الذين يواصلون مشوارهم التعليمي بعد استكمال حفظ كتاب الله عز وجل جودة وإتقانا .
Aucun commentaire