التعليم الأولي بإقليم تاوريرت: واقع وآفاق د. العربي بوعتروس
لا تخفى على الجميع أهمية التعليم الأولي، ومكانته ضمن المنظومة التربية ببلادنا بخاصة. فالتعليم الأولي مرحلة تعليمية تستقبل الأطفال المتراوحة أعمارهم بين أربع سنوات وست سنوات(4-6)، ويتم تأهيلهم للمرحلة الابتدائية المقبلة. والهدف من هذا كله، هو تعزيز التعليم الأولي من أجل تزويد الأطفال بالمعارف والقيم في سن مبكرة كي يتمكنوا من مسار تعليمي هادف. لأن التعليم الأولي يُعد أكبر محفز للطفل على التعلم مستقبلا. ففي هذه المرحلة يتم بناء شخصية الطفل وتنميتها في عالم بعيد عن أسرته. فتراه يكثر من التساؤلات محاولا اكتشاف المحيط الجديد عليه. وهكذا، يستطيع الطفل تطوير إبداعاته وتوسيع فكره. ويتمكن من تحقيق حاجات كثيرة كالحاجة إلى اللعب باعتبار الطفل كثير الحركة خلال هذه المرحلة المبكرة من عمره. كما أنه يحتاج إلى الاطمئنان والحنان والحب والأمن والتعبير والتواصل والتعَلم والتحفيز…وكلها حاجات تسعى مربيات التعليم الأولي جاهدات من أجل تحقيقها.
لقد عرف التعليم الأولي بإقليم تاوريرت تطورا ملحوظا نتيجة تظافر جهود جهات متعددة من شركاء وجمعيات الآباء وجمعيات المجتمع المدني…كما عرف هذا التطور أوجه بفضل البرنامج الاستعجالي (2009-2012)، والذي جعل من التعليم الأولي إحدى أولوياته الكبرى. وقد عملت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني على توسيع العرض التربوي، من خلال بناء حجرات دراسية خاصة بالتعليم الأولي (11 حجرة دراسية)، وتم تجهيزها. كما تم فتح مركز الموارد (القاعة المتعددة الوسائط) بمدرسة علال بن عبد الله في إطار الشراكة مع جمعية الآباء بالمؤسسة (مع كامل الشكر). هذا المركز، أصبح يلعب دورا هاما في تكوين مربيات التعليم الأولي وتأهيلهن لمزاولة مهنتهن التربوية التعليمية على الوجه المطلوب. فالمربيات يتلقين تكوينا مستمرا طيلة السنة الدراسية. يتمثل في التكوين النظري(اللقاءات التربوية التكوينية) والأنشطة التطبيقية ( تقدمها المربية داخل الفصل الدراسي بحضور مربيات التعليم الأولي وتختتم بمناقشات وتوصيات). كما تم تنظيم ثلاثة أيام دراسية بمركز الموارد أطرها السادة متفقدو الجهة الشرقية.
ونشير هنا، إلى أن المدير الإقليمي الجديد يحرص الحرص كله على النهوض بالتعليم الأولي وإعطائه الأولوية في إصلاح المنظومة التربوية الحالية باعتباره ركيزة التعليم الابتدائي. وهو يتتبع الأنشطة والتكوينات المقدمة باستمرار. مقدما توجيهات وتشجيعات للساهرين عليه.
واقع التعليم الأولي بتاوريرت:
– بلغ عدد الأطفال الملتحقين بالتعليم الأولي بتاوريرت برسم الموسم الدراسي 2015/2016 ما يفوق مجموعه 4686 طفلة وطفل تتراوح أعمارهم بين أربع (4) سنوات و5 سنوات. وقد بلغت نسبة الذكور 52,28 بينما بلغت نسبة الإناث 47,72 .
– يتوزع أطفال التعليم الأولي على ثلاثة أصناف:
1- التعليم الأولي العمومي:
بلغ عدد الأطفال المسجلين بالمدارس العمومية المحتضنة للتعليم الأولي 1006. منهم 166 طفلا بالعالم القروي. تستقبل هؤلاء الأطفال 31 مدرسة منها تسع مؤسسات بالعالم القروي. وتتضمن هذه المدارس 42 حجرة دراسية، تسهر فيها 46 مربية على تربيتهم وتعليمهم. وتستفدن من تكوين وتربوي وتطبيقي مكثف بمركز الموارد يقدمه الستاذ العربي بوعتروس (منسق مركز الموارد).
2- التعليم الأولي الخصوصي: توجد بالإقليم عشر مؤسسات للتعليم الأولي. تستقبل حوالي 517 طفل وطفلة. تسهر على تربيتهم وتعليمهم خمس وثلاثون (35) مربية في تسع وعشرين (29) حجرة دراسية.
3- التعليم الأولي التقليدي:
يندرج ضمن هذا النوع، الكتاتيب القرآنية المرخصة (وعددها سبعة 07)، وغير المرخصة (وعددها 78). تتوزع هده الكتاتيب القرآنية على ثلاث بلديات (تاوريرت – العيون- دبدو). يتم استقبال الأطفال في منازل أو مرآب. وقد بلغ عدد الأطفال حوالي (2641) طفل وطفلة. كما توجد مؤسسات أخرى للتعليم الأولي عصرية وغير مرخصة من لدن وزارة التربية الوطنية، لكنها تابعة لجهات معينة كما هو الشأن لمؤسسات التعاون الوطني ومؤسسات الشبيبة والرياضة والرياض التي تحتضنها الثكنات العسكرية والمخصصة لأبناء الجنود. كما توجد رياض أطفال تابعة لجمعيات المجتمع المدني…
خاتمة:
إن التعليم الأولي بإقليم تاوريرت عرف تطورا ملحوظا نتيجة الجهود المتظافرة، كما سبق الذكر، لكنه بالرغم من ذلك مازال يعرف إكراهات نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
– يتوزع التعليم الأولي بصورة غير متوازنة (ضعيف بالعالم القروي، ويتمثل هذا الضعف في انعدام الحجرة الدراسية من جهة، وانعدام المربية من جهة ثانية).
– تفاوت في البنيات التحتية للمؤسسات المستقبلة (الخصوصي – العمومي- التقليدي).
– تعدد المناهج الدراسية والتي تكتسي أغلبها طابعا تجاريا.
– تلقي طفل التعليم الأولي لغات متعددة في سنه المبكرة (لا تراعى حاجات الطفل وخصوصيات مرحلة النمو).
– إرهاق الطفل بعدد كبير من الكراسات والمراجع.
– غياب فضاء مناسب للعب(لأن الطفل خلال هذه المرحلة كثير الحركة).
– ضعف الوسائل التربوية لتقديم أنشطة مناسبة للطفل.
1 Comment
Ettaherizizi@gmail.com