سؤال الذات : نواب الأمة و المنتخبون نموذجا
مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات الجماعية في بلادنا مطلع صيف 2015،بدأت حمى هذا الاستحقاق السياسي الهام تسري في دماء المهتمين بتسيير الشأن المحلي،وأضحت تطالعنا بعض التعليقات والملاحظات من لدن أناس كثر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعية والتي تتطلب منا جميعا وقفة مع الذات من أجل التنوير والتوضيح بغية تصحيح بعض المغالطات وإلغاء منطق التشكيك في مجهودات الغيورين على هذه البلاد وعلى هذا الربع الشرقي من وطننا العزيز.
كإعلاميين:من واجبنا تنوير الرأي العام ووضع القاطرة على السكة الصحيحة بعيدا عن الحسابات السياسوية الضيقة:بل للأمانة وللتاريخ:لا بد أن نصدع بكلمة حق واعتراف في وجه هؤلاء الذين يرمون الشرفاء من المنتخبين وممثلي الساكنة بهذه الجهة من خلال ما يقومون به من انجازات وما يبذلونه من مجهودات من أجل تحقيق ولو الحد الأدنى من تطلعات وانتظارات المنتخبين –بكسر الخاء- .
كوني أتحدث في العموميات فإني أعي جيدا ما أقول وأقصد لأنه ليس من سمع كمن شهد،فمن بين ممثلينا من فتح له مكتبا مفتوحا في وجه العموم على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم،وليس اليوم فقط،بل منذ سنوات خلت،طبعا لمباشرة هموم المواطنين وآلامهم،من خلال معالجة ملفاتهم،بل ذهب إلى أبعد من ذلك لما اجتهد في هيكلة هذا العمل عن طريق تشكيل لجن يقظة في شتى المجالات الاجتماعية،الصحية،التربوية والبنية التحتية،همها السهر على تدبير ملفات المواطنين،مع ما يترتب عن ذلك طبعا من موارد مالية،مادية بشرية ولوجستيكية.
فماذا سيكون عليه حال العباد والبلاد لو تكررت التجربة واستمرت مع باقي منتخبي وممثلي الأمة؟
وما العيب في استمالة قلوب المواطنين وضمائرهم بالعمل الجاد والدؤوب؟
إن العيب كل العيب أن يقبع المنتخب داخل مكتبه ولا يطلع إلا على اليسير من مشاكل الساكنة من شرفات المكاتب والغرف المكيفة أو عبر الهاتف والرقميات،وإرسال الخطب الرنانة والعنتريات،ناسيا أو متناسيا السبب الكامن وراء تواجده بذلك المكتب أصلا،مشيرا إلى كل من يقطع سباطو بالشعاب والأودية وداخل أزقة ودروب الأسر الهشة والفقيرة بشنه لحملة انتخابية مبكرة.
Aucun commentaire