من عوائــق وصعوبات تــدريس الرياضيــات في التعليم الابتدائي
من عوائــق وصعوبات تــدريس الرياضيــات في التعليم الابتدائي
ذ. عبد الله ضيف
لبسط هذه الموضوع لابد من ذكر مكونات الفعل التربـوي : » المدرس والمتعلم والمعرفة والطرائق المتبعة والوسائل المساعـــدة…. »
1 ـ عوائـــق متعلقـة بالأستــاذ نفســه
يشكو بعض الأساتذة في الابتدائي من ضعف بين في مادة الرياضيات في جانبه المعرفي ، فقد وقفنا بالفعل على بعض الإشكالات ، فهناك من وجدناه لا يفرق بين القرص والدائرة ، وهناك من وجدناه لا يعرف عدد أوجه الموشور القائم …….. وهناك من يخطئ في حل المسائل ؛ خصوصا في المستويات العليا ؛ ……. إن عدم ضبط الجانب المعرفي يعتبر ثغرة لا يمكن سدها إلا بالتكوين الرزين في مراكز التكوين ، ومواصلة التكوين المستمر المنظــم والذاتــــــي.
يشكو بعض الأساتذة من ضعف في الجوانب البيداغوجية ، من قبيل :عدم ضبط الطرائق المعتمدة في بناء المفاهيم الرياضية ، أو عدم القدرة على ضبط الفصل ، أو عدم التحكم في الاستعمال السليم للموارد المساعدة ، أو عدم التمييز بين مختلف الوضعيات وبين وظائفها ، أو عدم فهم حقيقي لمسألة النقل الديداكتيكي… أو عدم التحكم في البيداغوجيات الحديثة : الفارقية والخطأ … وكذا عدم التحكم في آليات التنشيط ، أوقد لا يعيرون اهتماما للبناء العلمي لعدم تحكمهم في المنهج العلمي ، إذ تعتبر الرياضيات من أهم ركائزه ، إلى جانب مواد أخرى كالنشاط العلمي…
قد يجد البعض الآخر صعوبة في التواصل مع المتعلمين ، وفي هذا الصدد يقول « جورج موكو »: إن أي عملية تدريسية لم تسبقها عملية تواصلية فمآلها الفشل ». لذا فالمدرس مطالب بالتعرف على أعراف وتمثلات متعلميه ، وتشجيعهم على التعرف عليه ، لأن ذلك يسهل عملية اندماجهم ، وهنا ندعو المدرس إلى ضرورة الاهتمام بالأهداف الوجدانية التي بفضلها يتماسك أعضاء الجماعة ، إنها أهداف صيانة وجمع للشمل ، وخلاصة القول يجب أن يتدرب المتعلمون على قيم الحرية والعدالة والديمقراطية…… في المؤسسات التعليمية ، وهذا لن يحصل إلا إذا كنا نحن ـ رجال ونساء التعليم ـ نتصف بتلك القيم النبيلة .
قد يتوفر الأستاذ على مؤهلات كبيرة ، إلا أنه لا يعطي لكفاية التخطيط والبرمجة قيمتها ، وهذا من شأنه أن يربك العملية برمتها ، وهاهنا أقول : كلما استنفد الأستاذ جهده خلال الإعداد القبلي كلما جاءت النتائج جيدة ، وكلما كان الإعداد ناقصا إلا وجاءت النتائج هزيلة ؛ وإن كان المدرس محنكا ؛ ذلك أن الإعداد القبلي يتضمن جوانب متنوعة ومتكاملة : إعداد الوسائل وإعداد الوثائق والإعداد الذهني …
لعل احترام المهنة وتقديرها من أهم العوامل التي تحدد نجاح أو عدم نجاح الأستاذ في إنجاز مهمته ، وهنا أقول : إن غياب كفايات المسؤولية التربوية وأخلاق المهنة عند البعض يقوض المهمة ويربكها، إذ نجد في بعض الأحيان من يتغيب باستمرار ؛ بخاصة في العالم القروي ؛ وهناك عدم الانضباط للقوانين والتنظيمات المعمول بها في المدرسة المغربية عند البعض ……….
يعاني البعض من صعوبة التحكم في المدد الزمنية ، سواء على مستوى التدبير السنوي أو المرحلي أو على مستوى احترام الغلاف الزمني المخصص لكل حصة.
بعض الأساتذة يجدون صعوبة في الاندماج المهني ، بخاصة بالعالم القروي.
……………………. 2ـ عوائق وصعوبات متعلقة بالمتعلم نفسه
صعوبات لأسباب مرضية كانت عضوية كالنقص في السمع أو في البصر أو ضعف في المناولة والتطبيق أو نفسية كالخجل أو الخوف …أو عقلية كالتخلف العقلي …….
صعوبات تنظيمية : في كل دخول مدرسي يتم تكوين جماعة الفصل بطريقة اعتباطية صورية ، لكون أفرادها لا يختار بعضهم بعضا ، كما أنهم لا يختارون أستاذهم.
يعاني بعض المتعلمين من صعوبة التواصل الأفقي والعمودي.
يعاني بعض المتعلمين من مشكلة إدماج المفاهيم الرياضية.
يعاني بعض المتعلمين من صعوبة تمثل بعض الأشكال الهندسية ، خصوصا إذا كان الأستاذ لا يؤمن لهم الانتقال السليم من المحسوس نحو المجرد ومن السهل نحو الصعب ، وقد يعاني البعض الآخر صعوبة في التعامل مع معطيات الوضعية والعلاقات التي تربطها ، وهذا من شأنه أن يقف حجرة عثرة أمام حل المسألة .
بعض الأفكار السائدة قد تقوض العملية برمتها عند بعض المتعلمين ، من قبيل أن مادة الرياضيات مادة صعبة ، وهذا الأمر يؤثر سلبا من خلال التأثير النفسي.
…………….
3 ـ عوائق وصعوبات سوسيوثقافية
كغياب أحد الأبوين أو غيابهما معا ، بسبب الطلاق أو بسبب الشغل …
غياب المناخ التربوي داخل الأسرة وفي الحي ….
الجهل والأمية المتفشيان .
عدم مساعدة الأطفال في إنجاز الأنشطة والتمارين ، وعدم تتبع أعمالهم ؛ وإن كانت بعض الأسر ؛ تمتلك جزءا لا بأس به من المعرفة ، وذلك راجع لاشتغالهم وتعبهم ، أو لعدم اكتراثهم ، فأنت تجد بعض العائلات المثقفة ، تجلس أمام التلفاز الساعات الطوال لتتبع الأفلام التركية أو….أو لتتبع مباريات كرة القدم …في حين يبقى هؤلاء الأطفال جالسين وراء أمهاتهم ، أو بجانب آبائهم ؛ وهم الأبرياء ؛ لا يعرفون مصلحتهم ، ولم يجدوا من يأخذ بيدهم إلى بر النجاة ، إن الوقت من ذهب ، بل الوقت أفضل من الذهب ، لأن الذهب يمكن تعويضه أما الوقت فلا يمكن لنا استرجاعه مهما بذلنا من جهد ، إنه الوقت ؛ كما يقال ؛ كالسيف إن لم تقطعه قطعك.
انتشار الفقر المعوز ، إذ يضطر بعض المتعلمين إلى مساعدة أسرهم في الحصول على لقمة العيش على حساب إنجاز واجباتهم ، بما فيها واجبات الرياضيات ، وهذه من مسؤوليات الدولة التي تخلت عن التزاماتها اتجاه الزامية التعليم من جهة ، وتخلت عن التزاماتها اتجاه القوانين والمواثيق الدولية المتمثلة في تشغيل الأطفال المبكر .
4 ـ عوائق وصعوبات ابستمولوجية
هناك عوائق تتضمنها المادة نفسها ، من قبيل : الأبعاد الثلاثة ، مفهوم العدد ، المبادلة ، القسمة ، الأشكال الهندسية خصوصا عند غياب الوسائل التربوية ، كيفية معالجة المعطيات أثناء التعامل مع الوضعيات …
عوائق ذات مصادر نشوئية ارتقائية
…………..
5ـ عوائق وصعوبات متعلقة بالمنهاج الدراسي
عدم وضوح في بعض المقدمات المنهجية ، مثـــلا : الخلط الواضح بين الأهداف والكفايات ، أو بين أنواع الوضعيات،أو بين أشكال التمارين …
بعض الطرائق المقترحة تتطلب من الأستاذ مجهودات قصد تكييفها مع خصوصيات وحاجات المتعلمين .
الوسائل التربوية ، يتلخص مشكل الوسائل في :
ـ انعدامها خصوصا في العالم القروي .
ـ وجودها دون استغلالها ، وهذا يعود لعدة أسباب ، منه : بعد الوحدات الدراسية عن المركزية ، وتشتتها ، منها غياب المسؤولية ، منها الخوف من ضياع الوسيلة،منها غياب الإعداد القبلي والذي من خلاله وبواسطته يمكن للمدرس تحديد زمن استعمال الوسيلة ،…
ـ لم يتلق السادة الأساتذة تكوينا خاصا بكيفية استعمال الوسائل ، بخاصة الدقيقة منها ، إذ صرح بعضهم أنه لا يحسن استعمالها .
ـ ………….
6 ـ عوائق مؤسساتية ، نذكر منها : ـ الاكتظاظ وتعدد المستويات ؛ ـ الخصاص المستمر في الأطر التربوية من مدرسين ومفتشين …؛
ـ نقص في البنيات التحتية ؛
ـ تسرع في اتخاذ القرارات الفوقية وبكيفية أحادية انفرادية ، دون إشراك القاعدة ( الأساتذة والمديرون وعامة المفتشين العاملين بالميدان …..)
ـ ………..
عن كتاب : ذ. عبد الله ضيف ،ديداكتيك المواد : ديداكتيك الرياضيات
و ديداكتيك النشاط العلمي ،ط1، مطبوعات الهلال وجدة 2013
1 Comment
اريد ان اعرف الكتاب الذي تم اخذ هذا البحث منه مع ذكر الصفحة وشكرا