زيارة الملك محمد السادس لروسيا عبقرية الديبلوماسية المغربية
بقلم : هشام الصميعي
قبل أن تكون الديبلوماسية أدات لخدمة اجندت الدول المنفتحة وخط تماس سحري يتيح للمصالح المشتركة بين الدول التفاعل الايجابي تظل الديبلوماسية مرآت تفصح عن عراقة الدول وحنكة زعمائها ، في تدليل العقبات و البحت عن التناغم الديناميكي خارج دائرة القوة أو التوازنات المفروضة انها ببساطة نافدة مفتوحة على المستقبل و لدلك اختصر كسينجر مند زمن الديبلوماسية باعتبارها فنا لتقييد القوة .
زيارة محمد السادس الى روسيا في هده الظروف بالدات التي أصبحت تمضي عليها السياسات الخارجية للدول على سكة تقاطبات الشراكة و ليس اساسا على تحالفات شبه عسكرية ، يمكن اختزالها أساسا بعبقرية الديبلوماسية المغربية في الاستفادة من المناخ الجديد , فروسيا تبدو للمغرب و للعالم أجمع القوة الصاعدة في الشرق ومنارة التكنولوجيا و سياسة التخطيط و التعليم الجيد و الطاقة البديلة ومخططات الزراعة.
والمغرب من جانبه يبدو لروسيا بلدا سياديا راكم سجلا في المسار الديموقر اطي و الانفتاح ،بلد قد يغري بتنويعاته الاقتصادية روسيا على منافسة الاتحاد الأوروبي على ابوابها الاقتصادية الحساسة و الاستتمار في فرصه من الطاقة الى الصيد البحري بدل أن تظل الثروات المغربية حبيسة لمنافسة أحادية الجانب من الاتحاد الأوروبي الدي أصبح يناور بلوبياته في البرلمان الأوروبي على السيادة المغربية بدافع المزيد من استغلال ثرواتنا.
ومن جانب آخر فروسيا التي تقدر مقاومة الشعوب في الدفاع عن أراضيها خرجت بتقدير كبير للمقاومة البطولية التي أبداها الجيش و الشعب المغربي دفاعا على أراضيه في الصحراء المغربية ، ابان الحرب الباردة رغم أن الاتحاد السفياتي كان يدعم مرتزقة البوليزاريو بالسلاح حيت كان المغرب في مواجهة مرتزقة العالم مدعومين من كل من (الجزائر و دول ساحل الصحراء التشيك الاتحاد السفياتي جنوب افريقيا كوبا مصر مولريتانيا التشاد ليبيا….) وبعد الانتصار الدي حققه الجيش المغربي في معركة بيرانزران الحاسمة على العدو تراجع الاتحاد السوفياتي عن دعم المرتزقة حتى أن برلمانيين في الدوما الروسي انبهروا بدلك الانتصار و بدؤوا يتحدتون عن مفهوم مقاومة الجيش المغربي و عندما بنى المغرب جدار النار في الصحراء المغربية صنف هدا الجدار بالنسبة للجيش الروسي كضربة عبقرية .
ويحضى فلاديمير بوتين في أوساط الشعب و الصحافة المغربية بالتقدير الكبير لمواقفه الشجاعة بحيت ينظر اليه كرئيس ديموقراطي صنع نهضة روسيا الحديثة كما أن روسيا تبدو للشعب المغربي كنمودج للقوة التي تحمي التوازنات الهشة لعالم اليوم وتضمن السلم في الشرق الأوسط ، و العديد من طلاب العلم المغاربة بروسيا اختلطو بجيزات روسيات و أصبحت لأبنائهم جنسية مغربية وروسية كما أن العديد من بينهم لازالو يحتفظون بتقاليد من هدا البلد الرائع. أدرجت هده التماتلات لأن لابد للديبلوماسية بين الدول من قاعدة تمتل الشعوب لدولها و هي على درجة من الأسس لإنجاح أي تعاون ديبلوماسي.
سيكون الرهان على هده الزيارة الرسمية لملك المغرب محمد السادس الى روسيا مفتوحا على احياء مبادرة الوحدة بين دول المغرب الكبير وفتح الحدود بين شعوب المنطقة ، بالنظر الى تقل سياسة موسكو في المنطقة و ايضا متمرا بالنظر الى اتفاقيات الشراكة التي من المنتظر توقيعها بين البلدين.
Aucun commentaire