زيادة مرتقبة في سعر السكر المقرط
قديما قال الحكيم قمقوم »الزيادة من الرأس الأحمق »لأن الأحمق هو من( يدخل و يخرج في الهضرة)،يكثر من الكلام الفارغ بلا معنى(كثرة الجعجعة بدون طحين) ،وبدون توقف.لكن الزيادات في الوقت الحاضر يقوم بها أصحاب العقول الكبيرة في الوزن و (الرزانة).الزيادات مستمرة و الحمد لله وحده، في كل المواد،وزيادات في الضرائب و الذعائر على أصحاب السيارات و الدراجات النارية.بالأمس البعيد و القريب، كانت حملات المراقبة و الترصد للسيارات و الدراجات النارية،تقام بين الحين و الآخر…الآن الحملة مستمرة ،وبدون انقطاع:في الليل و النهار ،وفي الصباح الباكر و المساء المتأخر.والمرصاد و الفخاخ موجودة في كل مكان،وفي أي طريق(الله يحفظ و السلام).إنها الصناديق الفارغة التي يدعو ملأها إلى الصرامة والجدية. الصناديق هي الآن، أفرغ من فؤاد أم موسى ،صاحب العصا الطويلة و الغليظة،والتي تتحول بالمعجزة الإلهية إلى حية عظيمة تلتهم كل شيء يتحرك.
الصناديق أفرغت،والمجلس الأعلى للحسابات قدم تقاريره ،وقام مشكورا منا جميعا على العمل الجبار الذي به كشف المستور من العفاريت والتماسيح.كل الصناديق أفرغت و الحمد لله:الصندوق المغربي للتقاعد و صندوق الضمان الاجتماعي و صندوق البنك العقاري و السياحي ،وصناديق أخرى ذات طابع محلي .التقرير محمل حتى العنق بالتجاوزات و الاختلالات و السرقات وإتلاف وتبذير و سوء تسيير للمال العام(مال كل المغاربة إلا المجانين منهم، ومن كان على فراش الموت). قد تكون الصناديق إما من زجاج أو خشب أو بلاستيك، يسهل فتحها أو كسرها إذا استعصى الأمر،أو تشير إلى ما بداخلها(الشفافية).ولكن من كانت يده طويلة حتى تفتح الصندوق وتستولي على ما فيه بدون خوف او حياء؟ ومن يملك الشجاعة النادرة التي لا تتوفر إلا في الفرسان الثلاثة ،أو في فارس بني عبس؟.
لا أحد يعرف من هو الرأس الكبيرة التي استولت على الصندوق الكبير.الرؤوس الكبير نهمة و جشعة و لا تشبع ولها عشق بالمحتويات خاصة النقدية …في النهم يستوي الرأس الكبير و النعجة المسنة.هي أيضا لها ولع لا يوصف بالأكل الكثير: تأكل كثيرا و لكنها لا تسمن…أما الرؤوس الصغيرة فلا تنقض إلا على الصناديق الصغيرة،كما تنقض النوارس على القوارض…فما دام لا يوجد من يحرس هذا المال،ولا من يعاقب السارق،نقول لهم « هنيئا مريئا،بالصحة و العافية »
الزيادة المنتظرة ستشمل إن شاء الله السكر المقرط.و لا تشمل السكر القالب.وللسكر القالب حديث ذو شجون .الحكومة نظرت بعين الشفقة إلى مستهلكي السكر القالب،لأنهم من سكان القرية و البادية و الريف و السهول و التلال و الهضاب العليا والجنوب المغربي،ومن الأسر التقليدية.إنها الأسر التي تجد متعة في تكسير القالب السكري، و تصنع شايا معطرا منه، ولا يهمها من أمره أن يكون كثير الحلاوة أو أحلى من العسل،أو أن يكون أكثر تركيزا(يميل إلى السواد).الشاي ( المحمر و المجمر) يطبخ على نار هادئة لا مضطربة.يذهب النوم من الجفون،ويزيل الدوخة من الرؤوس المتعبة،ويساعد على الهضم(إنهم يعتقدون ذلك)بل يمكن أن يكون غذاء بإضافة الخبز الحافي معه.
السكر القالب له مآرب كثيرة كعصا موسى:يستعمل كهدية في الخطبة ،لدى الأسر التي لا تؤمن بالتغريب(الغرب الأوروبي)،وفي مواسم العقيقة (اليوم السابع من ازدياد مولود)،وفي العزاء عند الوفاة،وفي التهنئات المختلفة…
السكر المقرط تستعمله الأسر التي لا تريد و لا تحب تكسير السكر. أسر ليست تقليدية و لا تحب أن تكون تقليدية .وتؤمن بالشعار (كل واحد و حلاوته،وكل واحد وأكله و طبقه) إنها الرأسمالية الأسرية .بينما الأسر التقليدية شعارها (الحلاوة للجميع،والجميع يأكلون من صحن واحد) إنها الاشتراكية الاجتماعية.وبما أنهم لا يحبون تكسير السكر القالب،لأنه كثير النفايات،ولا يحبون التعب في ذلك فعليهم أداء واجبات الكسر الذي يقوم به المصنع بالنيابة عنهم.كسر السكر لا يقدم مجانا إذن،فلا شيء مجاني بعد الآن،ومن المنطقي الزيادة في ثمنه للاعتبارات السابقة.إنها ضريبة البخل على الأسر غير التقليدية،التي تتجنب تبذير دقيق السكر المنكسر…لأول مرة في تاريخ المغرب المستقل، تعمل الحكومة على تجنب الاقتراب من شعرة النمر الأحلى من العسل…
3 Comments
كنت اتمنى من الاخوة القائمين مشكورين كثيرا على العمل الذي يقومون به،ان يضعوا صورة القالب الذي يحمل صورة النمر،وفوقه كتب الشعار:سكر احلى من العسل.في الممكن طبعا،وتوفيقكم من الله سبحانه
NO COMMENT NO COMMENT
السكر القالب له مآرب كثيرة كعصا موسى:يستعمل كهدية في الخطبة ،لدى الأسر التي لا تؤمن بالتغريب(الغرب الأوروبي)،وفي مواسم العقيقة (اليوم السابع من ازدياد مولود)،وفي العزاء عند الوفاة،
الشيء الذي جعلنا نكون « مقولبين »