المجلس العلمي ينظم ندوة ثقافية بمناسبة ذكرى تقديم عريضة المطالبة بالاستقلال.
في إطار الأيام الثقافية والتضامنية التي ينظمها المجلس العلمي المحلي بجرسيف من 08 إلى 10 يناير 2014م، واحتفالا بذكرى تقديم عريضة المطالبة بالاستقلال، وبتنسيق مع المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية، نظم المجلس العلمي المحلي ندوة ثقافية بمسجد الشوبير بمدينة جرسيف مساء يوم الخميس 09 يناير 2014م، حظيت بتغطية إعلامية من لدن قناة محمد السادس للقرآن الكريم (السادسة)، وحضرها رئيس المجلس العلمي والمندوب الإقليمي للشؤون الاسلامية، وأعضاء المجلس والإمام المؤطر لبلدية جرسيف، وإمام المسجد وجمع من المومنين والمومنات.
استهلت هذه الندوة بترتيل إمام المسجد السيد عبد الواحد الصبار آيات بينات من الذكر الحكيم، تلتها كلمة باسم المجلس العلمي المحلي شكر فيها العضو السيد عبد الله بهير كل من ساعد في إنجاز هذه الندوة الثقافية، وخص بالذكر المندوب الإقليمي والمشرفين على مسجد الشويبير وإمامه وجماعته، وصرح بأنه نشاط يدخل في إطار العناية بثوابتنا الوطنية، ويؤرخ لذكرى غالية أكدت للخاص والعام في فترة حرجة من تاريخنا أن المغاربة أحرار يريدون العيش في استقرار واستقلال في بلد مسلم وموحد، متشبثين بأهداب العرش العلوي المجيد ممثلا في شخص الملك محمد الخامس رحمه الله. واعتبرها مناسبة لتذكّر الشهداء والمقاومين عن كرامة الأمة. وأيضا فرصة سانحة لتعزيز مظاهر حب الوطن ومقدساته وترسيخها أكثر في قلوب تحت ظل القيادة الرشيدة لأمير المومنين نصره الله.
بعده ألقى السيد المندوب الإقليمي للشؤون الإسلامية كلمة ثانية شكر فيها المجلس العلمي المحلي على مثل هذه المبادرات التي تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن علماءنا لا يزالون على نهج من سبقهم من العلماء الأماجد الذين التفوا حول العرش في السراء والضراء والتزموا بعقد البيعة الشرعية التي توجب الطاعة والنصح لولي الأمر المتوافق عليه، كما أكد أن حب الوطن والدفاع عنه يعد من الواجبات المقدسة التي لا بد أن نلقنها لأبناء شعبنا، لكي يسيروا على خطى السلف الصالح ويتأسوا بتوجيهات أمير المومنين حفظه الله. وذكّر بتزامن هذه المناسبة الوطنية مع مناسبة دينية غالية تؤرخ لميلاد المصطفى عليه الصلاة والسلام، جلتنا نحتفل فيهما معا بأنشطة دينية وثقافية واجتماعية تؤكد عمق المحبة الصادقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي نفس الوقت تبرز قيم التضامن والتآزر بين أفراد المجتمع كما فعل الذين وقعوا على عريضة المطالبة بالاستقلال في زمن المحنة والاحتلال حين اتّحدوا لقول كلمة الحق والدفاع عنها.
ثم ألقى الأستاذ الباحث بلحرمة بوعمامة مداخلة أولى في موضوع: « الأبعاد الدينية لذكرى تقديم عريضة المطالبة بالاستقلال » ، وضّح فيها للحاضرين الدلالات الدينية التي يمكن استخلاصها من هذه الذكرى ومن تلك العريضة التاريخية، التي حملت إشارات تدل على التزام العلماء والطلبة الموقعين عليها بالثوابت الدينية الراسخة في قلوبهم كالحرص على إقامة شعائر الله في بلادنا بتأكيدهم على الدين الإسلامي، والالتزام بالطاعة لولي الأمر الشرعي السلطان محمد بن يوسف رحمه الله. كما بيّـنت كل معاني التضامن والتعاون على البر والتقوى، والسعي في الجهاد ودفع الظلم عن المستضعفين من أبناء أمتنا المغربية. ثم ذكَـر أحداثا تاريخية دفعت بهؤلاء المناضلين إلى صياغة هذه العريضة، لعل أهمها سعي المستعمر إلى بث الفرقة بين مكونات الأمة ونشر العقيدة المسيحية بعدة مناطق والقضاء على معالم الهوية المغربية الإسلامية، وحث الجميع على أخذ العبرة والتصدي لكل من يريد سوءا ببلادنا وثوابتنا والسير بخطى حثيثة وراء قائد البلاد أمير المومينن نصره الله وأيده.
وفي مداخلة ثانية في موضوع: » الأبعاد الوطنية لذكرى تقديم عريضة المطالبة بالاستقلال »، بين الأستاذ عبد العزيز الحفياني الدلالات الوطنية المستقاة من هذا الحدث ومن مضامين تلك الوثيقة مثل: الوحدة واللحمة الوطنية الصادقة للدفاع عن كرامة الأمة واستقلالها، وتربية الشباب والنشء الصاعد على المواطنة الصالحة الساعية إلى المنفعة العامة للبلاد والعباد، والالتزام بالنظام الملكي ومبدأ التشاور في القضايا الوطنية، والدفاع عن حقوق الإنسان وفق الشريعة والمواثيق الدولية. وعرّف الحاضرين ببعض الوسائل التي كان أعضاء الحركة الوطنية يقاومون بها المستعمر الأجنبي مثل: الاحتجاجات، العرائض، تأسيس الجمعيات، مقاطعة الأزياء الأجنبية وتعويضها باللباس المغربي (الجلباب، العمامة، الطربوش…) بناء مدارس حرة تدرّس الثقافتين الإسلامية والعربية… وذكّـر بتضحيات الملكين الراحلين محمد الخامس ورفيقه في الكفاح الحسن الثاني رحمهما الله تعالى وكيف يسير على نهجهما أمير المومنين نصره الله للذود عن الأمة وتنميتها.
أما المداخلة الثالثة فكانت في موضوع: « عريضة المطالبة بالاستقلال نموذج للالتزام باليعة الشرعية »، ألقاها رئيس المجلس العلمي المحلي بالإقليم واستهلها بالحديث عن سمو أخلاق هؤلاء العلماء والشباب الذين وقعوا تلك العريضة حيث حفزتهم على وجوب القيام بشيء مهم تجاه أمتهم ومقدساته الدينية الوطنية. وبيّـن أن التفافهم حول السلطان الراحل المغفور له محمد الخامس كان عن قناعة دينية راسخة تربوا عليها منذ كانوا صغارا في البيت والمسجد والمعهد… مصدرها الوفاء للبيعة الشرعية التي توجب على المبايعين عدم نقض العهد الذي قطعوه على أنفسهم حين اختاروا وليا يأتمرون بأمره ويدافعون عن شرعيته في الحكم. وحث الجميع على ضرورة التأسي بهم في التضحية بالغالي والنفيس في كل زمان ومكان من أجل مجابهة أعداء الأمة الذين يتربصون بها الدوائر. وختم كلمته بتقديم توجيهات تركز على تربية الأجيال على العمل الصالح المفيد للفرد والجماعة والابتعاد عن كل مظاهر الجهل والتخلف والعنف.
وفي الختام تضرع الجميع للعلي القدير أن ينصر أمير المومنين ويبارك في ولي عهده وأسرته الشريفة وكافة شعبه الوفي والأمة الإسلامية جمعاء، وأن يتغمد بواسع رحمته كل الشهداء والمقاومين وفي مقدمتهم الملك الراحل محمد الخامس ورفيقه في الكفاح الملك الحسن الثاني طيب الله ثراهما وأسكنهما فسيح جناته.
Aucun commentaire