مشهد آخر على شَفَا السنة الميلادية الجديدة.
برلماني من قريتي المهجورة
راجع أفكاره ، اعتدل ، ثم تراجع. برمج قاعدة بياناته ومعطياته وفق النموذج المُعتمد من طرف المخزن ، وأولياء النعمة وأهوائهم. تغيـر و من ماضيه تحرر. وله تنكّر.
شذب شاربه ، حلق لحيته .استبدل العباءة بالمعطف.ربطة العنق لم تعد تفارقه . ألفها وألفته . استهوته السيارات الفاخرة المكيفة ذات الكراسي الوثيرة. تخلى عن المسك ، عوّضه بعطر باريسي اقتناه من أفخم المتاجر المشهورة في أوربا بثمن يُعادل إطعام ستين مزلوطا أو أكثر.
آثار النعمة أصبحت بادية على وجهه. تمخزن فتنعم .
أما أهل عشيرته و قريته التي لم يعد يزورها إلا لماما فنصحهم بالصبـــــــــر.
فصبرا ، صبرا ، ثم صبرا ، وصبرا. وبعد الصبر صبرا ،وصبرا ثم صبرا فصبرا .ومع الصبر صبرا.
كل شيء أصبح فيك قابلا للتجارة ، ياوطني، حتى الدين !
******
– عندما كنا صغارا ، لما كنا نقع أونسقط أرضا ، كنا نشرع في البكاء. كان بُقال لنا : » اتفل باش تلقى دورو ». وكنا نفعل طمعا في الدورو. ونعود غدا إلى مكان سقوطنا فلا نجد إلا السراب .
– لتنويم الأطفال الصغار ، كانت بعض الأمهات تهدهد صغارها بترديد أغنية يقول مطلعها :
نينّي يا مومو حتى يطيب عشانا *** وِ لا ما طابش عشانا يطيب عشا جيرانا.
تنويه : الأحداث الواردة في النص هي من نسج الخيال.
31/12/2013
سنة سعيدة لجميع الاصدقاء الواقعيين والافتراضيين .
وكل عام وانتم بخير.
Aucun commentaire