كيف ساعد حفظ القرآن الجيل الماضي على تعلم اللغة العربية الفصحى
في خضم حديث ماكان ينبغي أن يكون عن استعمال الدارجة في التعلم وهو إقرار بالفشل وإيجاد مخارج له ، وستسمع ربما من يدعوا إلى الكتابة بالدارجة ، بعدما أصبحت الحوارات والندوات والمداخلات على أعلى مستوى لا تستعمل فيها إلا الدارجة ولا شك في الأمر عجز عن التحدث باللغة العربية الفصحى ، لغة الانتماء والهوية واللغة التي نزل بها القرآن الكريم ، والسريكمن في كون مصدر بداية التعلم إلى حد ليس بالبعيد كثيرا ، كان هو الكتاب القرآني وعادة ما كانت العملية تتم في المسجد من طرف الإمام ( الفقيه ) ولما كانت سن التمدرس سبع سنوات لم يكن الطفل يلج المدرسة إلا ومعه رصيد مهم من سور القرآن أو قل من أحزابه وحين تمدرسه كان مقرر التربية الإسلامية آنذاك حافلا بحصص كافية من القرآن الكريم مما كان يعطي للمتعلم دفعا سريعا في تعلم قراءة العربية وكتابتها إذ كان في الكتاب قد تمرن على الكتابة على اللوحة وقراءتها وحفظها ، وفرق كبير بين التركيز على القراءة والكتابة بالفصحى في الكتاب وبين تشتيت تعلم الطفل في رياض الأطفال بين عدد كبير من المواد وهو في سن مبكر يركزون له على الرسم والنشيد والعمل اليدوي ، حتى إذا بلغ سن التمدرس وجد أمامه كما من الكتب والمواد التي عوضت حصصا مهمة بالغة الإفادة في التعلم ، حتى وصلنا لنسمع أصواتا على أعلى مستوى تدعوا للتركيز على القراءة والكتابة والحساب ، ولست بهذا الكلام ممن يريدون إيقاف عجلة الزمن للوقوف في وجه التطور والجديد ولكن ينبغي وضع الأصبع على الداء بحق ، لتكون الوصفة تجمع بين الاستفادة من الماضي الصواب وتعديل الحاضر ووضع حد لأفواه تريد إصلاح الخطإ بالخطإ والحق والصواب باديا للعيان ، طبعا هذا مع التطور السلبي في المجتمع اذ تكون في فكر معظم الناس إعطاء الأولوية للغات الأجنبية خاصة للغة الفرنسية لأسباب معروفة ، والحقيقة أن تعلم اللغات شيء جميل ولكن بعد إتقان اللغة الأم فهي رمز الهوية والوطنية والدين الإسلامي ، ( ومن تعلم لغة قوم أمن مكرهم ) ولكن دون التفريط في لغة القرآن (( إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون )) (( بلسان عربي مبين ))
والأخلاق الفاضلة العظيمة من القرآن الكريم ، طلب العلم ، والتسامح ، وبر الوالدين …
2 Comments
اتمنى أن تصل رسائلنا إلى أصحابها ويقتنعوا أن هناك شعب واع له هوية يجب أن تحترم وأن يكفوا عن العبث في تدبير شؤونه ومصالحه كما يتمنى كل واحد منا أن تلعب إنتقاداتنا دورها في توعية الجيل الصاعد لإنقاذه من كل ما يمكن أن يؤدي به إلى ما لا يحمد عقباه .
السلام عليكم..
لا شك أن القران مصدر كل إتقان ..كتابة وقراءة ..لكننا في مواجهة غزو ومحاربة كل ما يمت للقران من قريب أو من بعيد ..فما الدعوة لاستعمال الدارجة واللهجات الجهورية إلا حلقة من حلقات الإبعاد عن روح الدين الإسلامي ومبادئه التي طغت على الساحة ..كالدعوة لإعداد مائدة الإفطار في عز ظهر رمضان..والدعوة لمراجعة أحكام الإرث ..ودعوات التنصير..الخ
وما طغيان الدروس الإضافية إلا بسبب جفاف جوف الجيل الصاعد من آيات القران الحكيم..