من المسؤول عن وضعية التعليم ؟
من المسؤول عن وضعية التعليم ؟
** تتعاقب المواسم الدراسية و تتغير الشخصيات المسؤولة عن قطاع التربية و التعليم , ويبقى القاسم المشترك هي الوضعية الهشة التي تلازم هذا الميدان رغم الميزانيات الكبيرة التي رصدت له, و المساعدات المالية أو المعدات التكنولوجية التي استفادت بها منظومتنا التربوية من بعض الدول المانحة كفرنسا و كندا وكوريا او الولايات المتحدة الأمريكية (أليف- جيني- وغيرها…) بهدف محاربة الأمية و الهدر المدرسي , والنهوض بالتمدرس في العالم القروي و الأحياء الهامشية لكن كل هذه المجهودات ذهبت أدراج الرياح و بقي تعليمنا متعثرا يحتاج إلى تغيير يشمل العديد من جوانبه البنيوية و التنظيمية , حتى يصل إلى مصاف الدول الرائدة التي لها تعليم حديث ومتطور و مصدر استثمار للموا رد البشرية , ولكن يبقى السؤال الكبير المطروح : من هوالمسؤول عن الوضعية الحالية للتعليم يا ترى ؟ هذا ما سوف نحاول الإجابة عنه وذالك في محوريين مهمين واحدا يشمل الإختلالات و آخر يشمل الاقتراحات و هي اجتهادات شخصية أراها ضرورية للخروج من هذه الوضعية الحالية.
1- الإختلالات في منظومتنا التربوية:
أ- تعليم أولي: وهو مزيج من تعليم عتيق و تعليم خصوصي و تعليم البعثات , ليس فيه تكافؤ للفرص نظرا للمقررات الدراسية المدرسة في بعضها والتي تختلف اختلافا جذريا عن أخرى , أما البنيات التحتية فحدث ولا حرج فهي تختلف من المهترية إلى المقبولة إلى الفخمة والتي تحضا بها فئة قليلة من أبنائنا و بناتنا أما الأطر المكلفة بالتدريس فمستوياتها الدراسية تختلف من شهادات تكوين مهني إلى شهادات ثانوية ثم شهادات عالية و اخرى ممنوحة من مدارس خاصة تفتقد بعضها إلى تكوين ديداكتيكي خاص.
ب- تعليم ابتدائي: وهو يجمع التعليم العمومي بشقيه الحضري والقروي وهذا التعليم يعاني من اختلالات بنيوية ومنهجية وبشرية كثيرة تتمثل في تعليم قروي لايساير الاحتياجات الضرورية للمتعلم ( بنية تحتية هشة- تغدية غير كافية- بعد المسافة- وضعية اجتماعية متدنية- نسبة الأمية مرتفعة- …..) أما التعليم الحضري فهو يجمع بين تعليم عمومي يعيش مشاكل المناهج و الموارد البشرية و الكتب المدرسية الكثيرة و مشاكل في الاكتظاظ راجع لضرورة إحداثات بعض المؤسسات, وخصوصي هو يجمع الكثير من المتناقضات مقرر مدرسي غير موحد لا يحترم نفسية الطفل و لا سنه أثمنة خيالية في بعض المؤسسات التي أصبحت تبتعد عن ميدان التربية و التعليم و تعتبره مصدرا للربح المفرط والذي يقدر بعشرات الملايين يؤدي ثمنها أولياء التلاميذ و هذا ما يربك العملية التعليمية التعلمية لأن المادة ترجع مقابل النقطة وهذا ما يسقط الهدف الأسمى للمتمدرس وا لذي هو مجهود التلميذ مقابل النقطة.
ج- تعليم ثانوي إعدادي: فهو يجمع ما بين تعليم عمومي و خصوصي يعيش نفس الإختلالات الملاحظة في التعليم الابتدائي إلا هناك بعض المظاهر التي تثير الكثير من القلق كفصل بعض التلاميذ عن الدراسة أو انقطاع عنها بدون الاستفادة من تكوين يولجهم عالم الشغل وهذا ما يجعلنا نلقي بهم إلى الشارع ونخلق منهم أناس سلبيون عوض أن يكونوا إيجابيين ونضيفهم إلى طابور المعطلين كما أن هناك عزوف عن الدراسة خصوصا في العالم القروي مصدرها الفقر و بعد المسافة والزواج المبكر لدى الفتيات و الأمية.
د- تعليم ثانوي تأهيلي:عمومي و خصوصي أما العمومي فاختلالا ته كثيرة و متنوعة اكتظاظ مهول في بعض المؤسسات, تدبير غير محكم في الموارد البشرية في بعض المؤسسات, كتب مدرسية يغلب عليها الكم لا الكيف, عزوف عن بعض الشعب والمسالك و إقبال عن أخرى, معدلات انتقاء خيالية في بعض المسالك لللإلتحاق بكليات و معاهد و مدارس التعليم العالي و عدم فتح المجال أمام جميع حاملي شهادة البكالوريا مما يضيع فرصا كثيرة أمام العديد من التلميذات و التلاميذ, أما التعليم الخصوصي فتتجلى فيه ظاهرة إعطاء نقطة مرتفعة و إن لم نقل خيالية في بعض المؤسسات مقابل أجرة التسجيل خصوصا في المراقبة المستمرة السنة الثانية باكلوريا بينما معدلات الامتحان الوطني فتكون كارثية وهذا اختلال خطير لدى هذه المؤسسات, لأن من المفروض أن تكون المؤسسة الخصوصية نموذجا إيجابيا تغلب عليه المثابرة والجد والاجتهاد والتكوين المتين للتلاميذ في كل المجالات نظرا للإمكانيات المتوفرة لديهم و الأموال الخيالية التي يجنونها والتي يجب أن تسخر لتكوين تلميذ(ة) متميز(ة) مؤهل(ة) لاجتياز كل الامتحانات و المباريات بتفوق و نجاح.
2- اقتراحات والحلول:
– وضع مخطط للإصلاح و الارتقاء بالتربية و التعليم يخصص للتعليم الأولي و الابتدائي عمومي و خصوصي و للتعليم الإعدادي عمومي و خصوصي و للتعليم التأهيلي عمومي و خصوصي وتتلخص فيما يلي:
– * التعليم الأولي : الرفع من نسبة الاندماج لذا أطفال العالم القروي .
– – وضع برامج و مناهج تساير تكنولوجية المعرفة والتعليم عند بعض الدول الرائدة.
– – إلحاق التعليم الأولي في بعض مدارس التعليم الابتدائي العمومي خصوصا التي تتوفر على عدد قليل من التلاميذ و بعض الحجرات الغير المستعملة و تدعيمها بالوسائل والمعدات و الموارد البشرية و خلق أقسام للتعليم الأولي في المدارس المحدثة. ا
– – توحيد مقررات التعليم الأولي الخصوصي و جعلها خاضعة للمراقبة التربوية لوزارة التربية الوطنية من تأطيروضخ كفاءات عالية لأنه هو الركيزة الأساسية لمستقبل التلميذات و التلاميذ.
– – النهوض بالتعليم الأولي العتيق و جعله مسايرا للعصر مع المحافظة على أصالته.
– – التركيز على جودة التعليم الأولي وجعله مصنعا متميزا لتصدير تلاميذ أكفاء للتعليم الابتدائي.
– * التعليم الابتدائي: النهوض بالتعليم القروي و محاربة الهدر المدرسي و ذلك ببناء المزيد ا من المدارس الجماعاتية, و تضافر الجهود بين وزارة التربية الوطنية ووزارة الداخلية و جمعيات المجتمع المدني.
– – إحداث عتبة للتوجيه في السنة السادسة ابتدائي يوجه من خلالها التلميذات والتلاميذ نحو الشعب العلمية أو التقنية أو الآداب والعلوم الإنسانية وذلك حسب ميولا تهم و متابعتهم من طرف و إطار التوجيه وذلك خلال تمدرسهم بالسلك الابتدائي باعتبار هذه المرحلة أهم مرحلة في حياة التلميذ.
– – إعادة النظر في المناهج و الكتب المدرسية وجعلها تساير قذرات التلاميذ خصوصا اللغة الثانية.
– – توحيد المقررات الدراسية في التعليم الخصوصي بحيث تكون مسايرة لما أقرته وزارة التربية الوطنية كما هو الشأن في التعليم العمومي.
– * التعليم الإعدادي و ألتأهيلي: إعادة النظر في المناهج الدراسية و جعلها تساير واقع تعليمنا بدون استيراد أشياء دخيلة عنا مستوردة من دول لها من الإمكانيات البعيدة عنا.
– – ضرورة وضع إستراتيجية ناجعة في التوجيه و التقويم و استثمار في الموارد البشرية تراعي كل الإكراهات التي تعيشها منظومتنا التربوية.
– – ضرورة ارتباط التعليم التقني مع التكوين المهني لأن هذا الأخير أصبح ينظر إليه كملجأ للفاشلين في الدراسة وهذا خطأ فادح لأن الميول التقني عند التلاميذ يجب أن يشمل حتى النجباء في الدراسة
– – ضرورة تتبع التعليم الخصوصي من طرف الوزارة الوصية في التوجيه و التقويم والبرامج الدراسية و تكوين موارد بشرية كفئة من حاملي الشهادات تدرس في المؤسسات الخصوصية.
– ** خلاصة:لقد تطرقنا في هذا الموضوع للنقاش, للإجابة على السؤال المطروح :من المسؤول عن الوضعية الراهنة للتعليم عندنا ؟ من خلال عرضنا لبعض المشاكل و الاقتراحات و التي تشمل كل مكونات المنظومة التربوية والتي تتمثل في مخطط للإصلاح جذري يراعي هويتنا, سوف نرجع له بتفصيل في المواضيع المقبلة إنشاء الله وهي تشمل النهوض بالمؤسسة التعليمية وكل مكوناتها من إدارة تربوية وأطر التدريس و المراقبة التربوية و التوجيه و التخطيط و جمعيات أمهات و آباء التلاميذ والتي تدور كلها في حلقة واحدة مركزها هو التلميذ(ة) بدون أن ننسى بعض إيجابيات المخطط الإستعجالي و بعض مواد الميثاق الوطني للتربية والتكوين و الله ولي التوفيق.
–
موضوع من إنجاز: مصطفى لعشاشي مفتش التوجيه التربوي بنيابة وجدة أنجاد
2 Comments
Mr Laachachi ce que vous diffuser est vrai.Mais je pense que vous avez manque de parler du profile de l enseignant lui meme ou elle meme.Si on manque de principes et de l amour de son metier plus l esprit d engagement et de bon citoyennete rien ne peut reussir!vous voyez vous meme que nous sommes devenu des cobailes pour subir des experiences nordiste comme;PAGESM_l enseignement par competences_par objectifs …..etc.je doute que nous sommes deboussoles!
un tres bon article a lire