رجل التعليم بين المتهم والضحية
لا زال الاعلام باختلاف اشكاله يطالعنا بأخبار تفيد الماسي التي اصبحت عليها المؤسسات التعليمية.فتارة تطالعنا بأخبار عن اعتداءات سافرة على رجال ونساء التعليم,وتارة اخرى تطالعنا بأخبار أبطالها رجال ونساء التعليم انفسهم في حق المتعلمين.وبين هذا وذاك فان هذه السلوكات دخيلة على حقل التربية والتعليم اصبحت تضع رجل التعليم ضحية ومتهما في ان الوقت.
واذا كنا نستنكر بشدة الاعتداءات في حق رجال التعليم.ملتمسين من المسؤولين الضرب على يد كل من سولت له نفسه تكريس هذا الاعتداء بتهور ولا مبالاة,فاننا في نفس الوقت نلتمس نفس المصير لمن يكرس التعنيف النفسي والبدني في حق الاطفال الابرياء.
لقد كان المعلم في وقت سابق قدوة في الاخلاق والتربية,مستشارا للساكنة في احوالهم الشخصية,أمينا على فلدات اكبادهم,همه الوحيد هو تربية الاطفال على مكارم الاخلاق وحلية الفضائل,ولم نسمع عن تعنيف الى درجة الحاق الاضرار الجسيمة بابدان الصغار كما سمعناه منذ ايام حين استعمل احدهم بركارا لاتلاف عين صغير لا حول ولا قوة له.
ان امثال هذا لا بد من لفظه والتبرئ منه,ومكانه مع قطاع الطرق الذين يستعملون السيوف لابتزاز المواطنين,وحاشا لله أن يكون هذا رجل تعليم تلقى تكوينا في مجال التربية والتكوين.وكل من التمس له العذر فانه ليس على اطلاع بالمذكرات الوزارية التي تمنع التعنيف بكل اشكاله في حق المتعلمين.
وقد يرى بعضهم أن هذا الاخير التجأ الى التعنيف بدون شعور ,بدافع الغيرة على مصلحة التلميذ,لكن من يرى ذلك فهو مخطئ خطأ افدح من خطأ صاحبه,وعليه أن يعلم أن الخطا سبيل الى تصحيح المفاهيم,والا فأين مكان بيداغوجيا الخطأ في علوم التربية الحديثة؟
نعم قد نقر أن هناك امورا تسهم في تبدل احوال نفسية الاستاذ,ومنها اوضاعه المادية والادارية وظروف عمله التي يحددها الزمان والمكان,لكن لا يمكن بأي حال من الاحوال وتحت ذريعة هذه الظروف أن يتلف الأستاذ عين تلميذ بريء,أو يسقط أسنانه والأمثلة كثيرة لا تعد ولا تحصى.
وعودة الى الاعتداءات التي تطال رجال التعليم,فاني اعتقد جازما أن من أسبابها الجوهرية:النظرة السلبية للتعليم بصفة عامة من طرف مكونات المجتمع,خاصة في الظروف التي تمر منها المنظومة التربوية,كما أن فهم الحرية والحقوق لدى اغلبية العامة من المواطنين تجاوزت الحدود المعقولة وأدت الى التسيب الخلقي,وهذا ليس مقتصرا على التعليم فحسب بل على قطاعات اخرى.
ختاما,فان التعليم يضم النبلاء والعقلاء,العارفين للحقوق والواجبات,وما يحدث بين الفينة والأخرى من طرف القلة القليلة منهم ما هو الا استثناء نتمنى من مكونات المجتمع الا تقيسه بمقياس الشمولية
Aucun commentaire