تيسير خالد يحذر من مناورات أميركية للتوصل الى اتفاق » إعلان مبادئ » في المفاوضات الجارية
وكالات /الغد الاردنية
كشف قيادي فلسطيني عن جهود أميركية في المفاوضات الجارية بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي للقبول باتفاق » إعلان مبادئ » يقوم على التوفيق بين الموقف الإسرائيلي المتعنت و »مقترحات كلينتون » في مفاوضات طابا 2001 ، باعتبارها تشكل سقف المطالب الفلسطينية في التسوية السياسية التي يجري التفاوض حولها منذ ثلاثة أشهر تقريباً
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير تيسير خالد إن الإدارة الأميركية تحضر حالياً للقيام من خلال المفاوضات بدور « تقريب وجهات نظر الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي وفق قاعدة التوفيق بين موقف الاحتلال المتعنت من قضايا الوضع النهائي ومقترحات (الرئيس الأميركي الأسبق بيل) كلينتون التي قدمها العام 2001
وأضاف، في حديث مع وسائل إعلام من فلسطين المحتلة، إن « وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري يدفع الجانب الفلسطيني للاستمرار في المفاوضات والقبول بتلك الصيغة التوليفية باعتبارها السقف الأعلى للمطالب الفلسطينية
واعتبر أن « القبول بها يشكل كارثة حقيقية بحق القضية الفلسطينية »، موضحاً أن « مقترحات كلينتون، أو ما يسمى بإطار العمل الذي قدمه العام 2001 في طابا، تقوم على ضمّ الاحتلال ما نسبته 6 – 9% من مساحة الضفة الغربية، تشمل الكتل الاستيطانية الكبرى، وترتيبات لوضع القدس باعتبارها مدينة مفتوحة ورفض حق عودة اللاجئين
وأوضح أنه « لم يحدث أي تقدم في المفاوضات حتى الآن، إلا أن الإدارة الأميركية تسعى للخروج باتفاق حل وسط بين موقف الاحتلال المتشدد الذي لم يتقدم بأية أفكار ملموسة، وبين « مقترحات كلينتون »، بحيث يتم إلإعلان عن تسوية نهائية تتويجاً لجلسات التفاوض
ويجري الحديث عن » إعلان مبادئ » أو » اتفاق إطار » يتم تنفيذه خلال ثلاث سنوات، بما يعدّ اجتراراً لاتفاق أوسلو (1993)، في حين « يرفض الاحتلال مبدأ تبادل الأراضي، الذي وافق عليه الجانب الفلسطيني، مقابل طرح الضمّ، كما في حالة المستوطنات، والتأجير، لأربعين سنة أو ما يزيد في الأغوار الفلسطينية
وتقضم الكتل الاستيطانية الكبرى، بالإضافة إلى جدار الفصل العنصري، زهاء 12 % من مساحة الضفة الغربية المحتلة، بينما تترك المساحة الخارجة عن يدّ الاحتلال مقطعة الأوصال إلى « كانتونات » تتصل في ما بينها بجسور وأنفاق ، كما هو حال مناطق شمال غرب القدس والكفريات وغيرها
ورأى خالد أن الدبلوماسية الأميركية، المتعثرة في كثير من بلدان المنطقة في ليبيا وتونس وسوريه ومصر وفي ايران ، فضلا عن توترها مع المملكة العربية السعودية ، تسعى لإحراز « شيء ما » في مسار العملية السلمية بما قد يكسبها نوعاً من المصداقية والمكانة التي تزعزت مؤخراً على وقع حراك التغيير العربي
غير أن « هذا المسعى قد يصطدم بالتعنت الإسرائيلي الذي يمضي في مخططه الاستيطاني التهويدي متحرراً من أية ضغوط فعلية وسط متغيرات المنطقة والانشغالات الداخلية ووضع الرئيس الأميركي الداخلي والتركيبة اليمينية المتطرفة في الحكومة والبرلمان الإسرائيلي « الكنيست «
وندد خالد بالسياسة غير الاخلاقية للإدارة الاميركية ، التي ترفض الضغط على حكومة تل ابيب ودفعها لوقف نشاطاتها الاستيطانية باعتبار أن ذلك يمكن ان يزعزع الاوضاع الحكومية في اسرائيل ، وبضغوطها المتواصلة على الجانب الفلسطيني »، داعياً إلى « الانسحاب من المفاوضات والتوجه إلى مجلس الأمن الدولي لتحميله مسؤولياته في وضع حد لعدوان الاحتلال، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني
واعتبر أن ما يتردد من أنباء على لسان وزير الخارجية جون كيري وعدد من الوزراء والمسؤولين الاسرائيليين ، بشأن وجود تفاهمات مع الجانب الفلسطيني تستثني وقف الاستيطان أو الحد منه في ترتيبات استئناف المفاوضات، « لها ما يدعم مصداقيتها في الهجوم الاستيطاني الإسرائيلي الواسع مع كل دفعة من الأسرى « القدامى » يتم إطلاق سراحهم من سجون الاحتلال
ودعا خالد الى أهمية وضرورة الاتفاق بين القوى الفلسطينية على » خارطة طريق وطنبة » لحماية المصالح والحقوق الوطنية الفلسطينية، وإعادة بناء العلاقة مع الكيان الإسرائيلي باعتباره احتلالاً كولونيانياً و »ابارتهايد » عنصرياً، والتحضير لعصيان وطني يدفع الإدارة الاميركية والمجتمع الدولي إلى احترام الحقوق الفلسطينية وقرارات الشرعية الدولية والضغط على الاحتلال لتنفيذها ، بدل إضاعة الوقت في مفاوضات تستخدمها اسرائيل مظلة للإستمرار والتوسع في النشاطات الاستيطانية وفي عمليات التهويد والتطهير العرقي الجارية في مناطق القدس والاغوار الفلسطينية .
Aucun commentaire