في شأن التوضيح على ما ورد في مقال محمد الجيري مفتش بتنغير حول سؤال الإدارة التربوية
لا شك أن في العمل الصحفي عقبات وصعوبات شأنها في ذلك شأن الأعمال الأخرى إلا أن خصوصية بعض هذه العقبات ملفتة
للنظر حين تتعلق بأخلاقيات عامة تضع من يفاجأ بانتهاكها في دائرة الأسى والحزن وأي حزن .
ومن بين هذه العقبات هي محاولة الكاتب التمويه ببعض العبارات المختلفة والرنانة، والعناوين الفرعية الجديدة ، ، ويتم
التشهير بالشخص أو المؤسسة أو الجهاز المراد استهدافه دون أن يأبه الفرد بتلك المداراة ، ودون اعتبار أو وازع أخلاقي .
لا شك أن الإدارة التربوية تعاني من عد ة صعوبات خصوصا في السنوات الأخيرة حيث تعدد المهام على المستوى الإداري وأظن أن صاحب المقال لا ولن تخفى عليه هذه الإشكالية ، ففي السابق كان انشغال الجهاز الإداري يتمركز في الجانب البيداغوجي والتربوي أما الآن وخصوصا مع البرنامج ألاستعجالي وما تطلبه من تأهيل للمؤسسات التعليمية والتفكير في مشاريع المؤسسات وغيرها حال دون ذلك. أما الافتحاص البداغوجي فهو من اختصاص فئات أخرى وأظنك لست لتجهل هذا الأمر حتى يتم توزيع المهام بشكل متكافئ . ورد في المقال أن هناك دراسات أجريت حول تفوق أمريكا على أوربا و مرد التفوق يعزى إلى تصلب الجهاز الإداري ونقص فعاليته ، وهنا لا أخفيك أنني أتوفر على جزء كبير من هذه الدراسات ، فقط أشير إلى المنزلق الفظيع والمتعلق بأن هذه الدراسات المنجزة في أمريكا لم تكن تتحدث عن الإدارة التربوية بمفردها بل تناولت الموضوع بشكل شمولي للأجهزة الإدارية بشكل عام سواء تعلق الأمر بالإدارة العسكرية ، أو الإدارة الاقتصادية ، أو إدارة تدبير الشأن العام وغيرها من الإدارات …خصوصا لما علمت أمريكا أن الاتحاد السوفياتي كان سباقا لغزو الفضاء . أما ما جاء في مقالتكم من مواجهة منظومة التربية والتكوين لمشكلة عويصة على صعيد الإدارة التربوية ، فهل أنجزت دراسة علمية في الموضوع بدءا من إشكاليتها وفرضياتها مرورا بالتأطير النظري للظاهرة وانتهاء بتفريغ النتائج وتحليلها وتفسيرها بناء على أدوات الاشتغال . أما ما دون هذا المنهج فلا يعدو الرأيإلا أن يكون مجرد انطباعات لا يمكن تعميمها على أطر الإدارة التربوية برمتها لأنه لو سلكنا هذا المنهج العلمي في التعاطي مع أي ظاهرة كانت ، فسوف لن نتحدث بتعميم الظاهرة بل بنسب معينة تبعا للفرضيات المطروحة .
لعل الشأن التربوي أصبح شأنا للجميع بدءا من كل مكونات الساحة التربوية مرورا بجميع القطاعات الأخرى كالسلطات المحلية والمجالس المنتخبة ……..وانتهاء بكافة مكونات المجتمع المدني كجمعية الآباء وغيرها من الجمعيات الأخرى .
استعملت عدة مفاهيم كالتمثل والوجدان والتدبير لكن لم تكلف نفسك عناء توضيح المفاهيم حتى نتحدث لغة واحدة ، فالتمثل يعني صورة الفرد تجاه واقع معين وهنا أحيلك على أطروحة الدكتور أوزي والتي تطرق فيها كثيرا إلى الصورة والتمثل ما جعلني أعتمدها ضمن مراجع أخرى (أجنبية وعربية ومغربية ) أيام كنت بصدد تهييئ بحث لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة .
نعتت رجال الإدارة التربوية بمجرد كائنات لا تتطور من خلال ما تقوم به وأنهم غير واعون بالمهام المنوطة بهم لينحصر دورهم في التدبير اليومي المعروف بالروتينية والتقليدانية و بالتالي غياب الفاعلية والجودة ثم أضفت قائلا غياب الإشراك الفعلي للمعنيين بالشأن التربوي وكأنك لا تعلم أن كل مؤسسة تعليمية تتوفر على مجلس للتدبير مكوناته تتوزع كالتالي :تمثيل الأساتذة والذين يشكلون الأغلبية ، تمثيل جمعية الآباء في شخص رئيسها ثم المجلس المنتخب ، بناء عليه لا يمكن للمدير أن يدبر الشأن التربوي للمؤسسة بمفرده . أما عن الوعي والتطور فهذا الأمر كما أشرت أعلاه هو مجرد انطباع .
أما الافتحاص البيداغوجي يندرج ضمن صميم مهامك ولا سبيل للتملص وخصوصا وأنك تعي مهامك ذلك أن تقرير التفتيش لا يمكن أن يبنى من خلال زيارة واحدة يتيمة بل العديد من الزيارات بما في ذلك التأطير والتتبع والمصاحبة والتكوين . أخيرا إذا كان المديرون فاشلون في مهامهم وبدون استثناء ، فمن يا ترى ساهم في تكوينهم ومصاحبتهم وتأطيرهم ، إنهم طبعا السادة المفتشون ومن هذا المنبر نقدرهم ونحترمهم أليس كذلك . عيد مبارك سعيد لكافة مكونات المنظومة التربوية وإلى اللقاء في فرصة أخرى.
4 Comments
السيد المفتش نسي أنه كان حارسا عاما قبل أن يتمكن من النجاح في مباراة المفتشين، ولا شك أنه لم ينسى أنه كان دائما كثير الغياب ولا يقوم بواجباته، فماذا تغير الآن
الدكتور ادريس عاشور بعد التحيات اشكرك على هذا الرد الموجز والمقتضب على صاحب المقال الخاص بهيئة الادارة التربوية والذي المنا كثيرا لكن وبكل صدق لم تشفي الغليل لان المقال يحمل عدة مغالطات وتمثلات وقضايا لاتمت بصلة لعمل المدير والادارة ويعتقد السيد المفتش ان عمل الادارة والمدير في اللالفية الثالثة هونفس عمل ادارة الخمسينات من القرن الماضي ان لم اقل الفذ المضاد حسب تعبير هيكل التمس منك ان تكتب ردا مناسبا لرد الاعتبار للمدير وتوضح بنوع من التفصيل مهام الادارة التربوية الحديثة حتى يقتنع صاحب المقال ويعرف حقيقة الامور قبل اطلاق احكام ومغالطات مجانية في حق من اسماهم كائنات لاسيدي انهم المديرون حراس المنظومة التربوية بامتيازالذين يرجع لهم الفضل كل الفضل لتجنب المدرسة العمومية السكتة القلبية وليسال اهل الميدان ان كان يجهله لك صدق مودتي
اقول ودون الدخول في التفاصيل ان كل من هب ودب اصبح مديرا فالكثير من المديرين يقضون وقتهم في المقاهي وباختصار مصداق لقول الرسول الكريم الدي قال :ادا قلت فاوجز.اقول انه ليست لدينا ادارة تربوية
ان ماءجاء في مقال السيد المفتش يحمل الكثير من الصواب و اما قاموا بالرد عليه هم ممارسون ومشرفون على الادارة التربوية لا غير.لكن عليهم ان يرضوا بالواقع لان الادارة التربوية في الالفية الثالثة كما جاء على لسان بعض المتدخلين تتطلب مباراة و اطارا و تكوينا و تجربة و لا تقدم على طبق من دهب لكل من هب و دب.فالرجل صادق تماما فيما دهب اليه فلا داعي للوم