من المحتمل جدا أن تعلن غدا الخميس تشكيلة  الحكومة الجديدة , والتي نأسف على مغادرة السيد سعد الدين العثماني لوزارة الخارجية ,لما يميز هذا الرجل من ثبات وخلق ورزانة, لكن السياسة هي هكذا. وكم أعجبني ما سمعته عن رده بأنه لا يكترث بالمناصب بقدر ما يفضل الصالح العام على أي اعتبار آخر. وبالفعل جمع وثائقه مساء الثلاثاء وانتقل الى عيادته لممارسة مهنته الأصلية وهي الطب النفسي. وكم تعجبني مثل هذه المواقف من مسئول ما بعدم التشبث بالمنصب واعتباره تكليفا لا أقل ولا أكثر.

      ومن المنتظر أن يتولى منصب وزير التربية الوطنية السيد أنيس بيرو بنسبة كبيرة مع بعض الاحتمالات أن  يسند هذا المنصب للسيد حسن عكاشة. وفي جميع الأحوال فإن السيد محمد الوفا سيغادر هذه الوزارة تاركا ركاما من الملاحظات بعضها ايجابي , لما ميز عهده من جرأة في بعض القرارات … لكن الكثير منها سلبي نظرا لما ميز مزاجه من سلوكيات أضرت كثيرا برجال التعليم , من خلال بعض التصرفات غير المسئولة والتي لا داعي لتكرارها. وما ميز عهده أيضا من بعض القرارات العشوائية والتي أضرت كثيرا بالمنظومة التربوية كتوقيف العمل بالبرنامج الاستعجالي ¸وإلغاء العمل بالكثير من المذكرات كتلك المتعلقة ببيداغوجية الإدماج , أو إصداره لمذكرات أخرى دون تمعن ودراسة مستفيضة كما هو الشأن بالنسبة للتوقيت داخل المؤسسات الابتدائية….

      ومن الغرائب والعجائب التي أثيرت عن شخصية السيد الوفا ,أنه  استقبل ممثلين عن نقابة المفتشين يوم 3 أكتوبر 2013 وتحدث  وكأنه باق في الحكومة الى أجل غير مسمى , بل عندما ساءله بعض الإخوة  في المكتب الوطني عن عدم التزامه بالاتفاق الذي تم بين نقابة مفتشي التعليم والمفتشية العامة وبناء على طلبه , وتنصله من التزاماته  عندما عقد لقاءات هتشكوكية  ببعض الأكاديميات يغرد خارج السرب ويلوح بهيكلة لا تتواجد غإا في مخيلته , أجاب بأنه لم يطلع على هذا الاتفاق. فما رأي القارئ الكريم في هذا الموقف.

    أيضا عندما سئل عن تهميشه لمجالس تنسيق التفتيش مركزيا وجهويا وإقليميا ,أجاب بالنفي. وعندما وضح له الإخوة أن هناك مذكرات تنص على اختصاصات محددة  لهذه المجالس, وهي المذكرة الإطار والمذكرات التي تلتها, والصادرة كلها سنة 2004 ,أجاب بأنه لا علم له بها,وأنه سيدرسها مستقبلا.

     – أين نحن من كل هذا؟ وزير يقول ويدعي رغبته إصلاح جهاز التفتيش وهيكلته ويقوم بثمان جولات خلال السنة الماضية , ليجيب بأنه لا علم له بالمذكرات المنظمة لعمل المفتشين. هل نحن في زمان الغابة ؟ أم بصدد جمع الحطب مع الحطابة؟

    – عندما يتحدث السيد الوزير عن ضرورة إعادة النظر في الساعات الإضافية التي تقدم في المؤسسات الخاصة , وتتبعها ضجة وأية ضجة,ثم يتراجع ويسمح لهم بذلك شريطة طلب الترخيص من الوزارة مباشرة …  ثم يتراجع هذه السنة  ويصدر مذكرة جديدة  بتاريخ 01 أكتوبر 2013 تحت رقم 44794 مفادها ,أنه لا يتم الترخيص بإعطاء ساعات إضافية بمؤسسة التعليم المدرسي الخصوصي إلا لأطر التدريس من الأساتذة العاملين بهذين السلكين بالتعليم العمومي , و ألا يتعدى عدد الساعات ثمان ساعات, وأن تقدم الطلبات الى مدير المؤسسة الخصوصية لترسل بعد الموافقة عليها مباشرة الى مديرية التعليم المدرسي الخصوصي والأولي قصد الموافقة عليها. أترك لكم التعليق .

       – إنه وزير المناسبات يقول كلام ,ثم يتراجع وينكر ما سبق ليقول كلاما آخر, مما يدل على قلة اطلاعه , وعدم اكتراثه بعواقب بعض تصرفاته , وتهوره , وافتقاده الى التبصر والاستشارة . باعتماده المزاجية والتسرع والتناقض.

       – لا أظن وزيرا كهذا يصلح للتعليم …….