أيها المغاربة التعليم هو العائق الأساسي أمام تنميتكم
وهابي رشيد
تعالوا نتكلم بكل وضوح وصراحة عندنا بالمغرب ملايين الشباب حاصلين على شهادات من معاهد عليا جامعية وبدون عمل، إنه لمن الواجب علينا التقرب والتعرف على المتظاهرين والذين يقبض عليهم ونجري دراسة من قبل من هم وإلى أي طبقة إجتماعية ينتمون، ونعمل على إلقاء نظرة على أهلهم الذي تعبوا من أجل تعليمهم ، فالتعليم يعتبر الوسيلة ذات الدفع المؤثر في الحراك الإجتماعي ، سنصدم بدعم الآباء والإخوان للدفع بواحد من العائلة من أجل التعليم حتى يتمكن يوما من مساعدتهم وفي النهاية لا يجد عملا أو بالأحرى وظيفة ولو على الهامش ولو تكون منافية لطموحاته وفي غياب الرد ووجود مجتمع علية قومه من الصم والبكم ينخرط الشباب في الكثلة الكارهة للمجتمع برمته ، كثل معقدة حاقدة على المجتمع تدعوا الى التنافر والتفرقة ، كثلة لا تجد مكان داخل النسيج الجمعوي
ليس هناك أي مناداة للحوار لدراسة وتحديد مصادر الخلل والعلاج وربما العمل على التصدي لما هو آت ، إن نبذ هؤلاء الشباب المعطلين أو إغفالهم أو محاولة إخفاء وجودهم لا يعمل سوى على تعميق الفجوة ويقوي من ظروف زيادة المزيد من الأزمات في أوقات حرجة ، البلاد في حاجة لشبابها والعمل على حشدهم وإستغلال طاقاتهم والوصول بالبلاد الى مواقع القيادة والريادة
ففي ترك الشباب الضائع لوحده سيسعى الى العمل على خلق تنظيمات سياسية سرية وحتى علنية وسيفتحون الباب للشباب والعمال الحاقدين على ظروف عملهم ، وسيسعون الى تحقيق مطالب فئوية أو يعبرون عن مطالب مجتمعية عامة، حتى اليوم ليس هناك إرهاب بالمغرب ولكن يمكن القول حوادث عنف أرتكبت من طرف بعض الشباب ، وسلط عليها الضوء بتضخيم إعلامي هائل من الإعلام العربي والغربي ، وعليه فالمواجهة ليست مسألة تحتكرها الشرطة لكونها تعد قضية مصير مجتمع ، والناس أدركوا خطورة هذه الأعمال التي تعمل على زعزعة المجتمع وإستقراره فلابد من مشاركة الفكر والحجج وتوظيف الشباب بدل تركهم عرضة لتجنيدهم من طرف متطرفين. نطرح التساؤل هل الحكومة على علم بما يقع ويجري داخل البلاد ….؟
الله وحده أعلم ولكن دعوني أعطيكم صورة للمغرب… هناك ضغوطات مع إدخال قوانين عادية لما يسمى بإجراءات مكافحة الارهاب مما يجعل حقوق المواطن المكتسبة بالدستور تتبخر وخصوصا حديثه، وعوض وقوفه في محاكم عادية يصبح الوقوف بمحاكم عسكرية ، تزييف الإنتخابات جعل العزوف هو العملة الأولى والتصرف الصحيح ، الأحزاب القائمة تشتكي من عدم إستعمال أجهزة الدولة من تلفزيون وراديو والمراقبة على النشر بالرغم من إقتناعي أننا لا نتوفر على رجال إعلام من طينة رجل الإعلام الذي لا يخاف لومة لائم همه المواطن بالدرجة الأولى ولكن إبتلينا برجال كراكيز همهم الإشهار وجمع المال والتباهي في كلمة كل تمام يابيه مع نشر ما تمنحه لهم السلطات ، زيادة الأسعار أصبحت متداولة عندنا ولا إهتمام للفقراء والمعطلين وذوي الدخل المحدود ، وإزدياد رقم البطالة في إستمرار متزايد بسرعة حسب بورصة وزارة الشغل ، التعليم تدنى الى أن أصبح حاله يرثى له ، التلويح بين الفينة والأخرى بالمعالجة الأمنية عبر أجهزتها حتى تقضي على مختلف أحداث العنف ضاربين بعرض الحائط المكتسبات التي كفلها الدستور ، ويزيد تعقيدا ما يطبل ويزغرد له النظام العالمي الجديد بكون الأبواب مفتوحة لنظم الديمقراطية ، السلطات تحتكر القرار ، والتبرعات والمال العام والجميع يعلم أين يذهب المال العام ، وفي غياب أي تنسيق بين الأحزاب نجهل تماما ما يدور داخلها فعلى النظام إعطاء الحق لجميع المواطنين في رفع قضايا ضد المسؤولين التنفيذيين أو البرلمانيين ، اليوم السلطة حبست أنفاس الناس وما تحصده اليوم هو الغياب التام للمواطن الحر الذي يغار على بلده لكونه فهم اللعبة وترك السلطة لوحدها. البلاد مقبلة على تحالف مع القوى الموجودة على الساحة ، وتسعى الى الإندماج مع أصحاب المشروعات الرأسمالية العالمية ، وخصوصا السوق الشرق الأوسطي
وعليه فيجب إشراك القواعد الشعبية والمفكرين الذين لهم وعي ويعرفون ما معنى مخاطر المشروعات حتى لا تكون مشروعات إستعمارية والمشروعات الأوربية والأمريكية لكونها قوى إحتياجية لأوضاع إجتماعية تشتغل لكون أوضاعنا السياسية الحالية غير مهيأة وغير قادرة على مواجهتها ، مشكلة أخرى يتخبط فيها شبابنا اليوم لكونها تعبر عن إنفصال في الشخصية ، المجتمع المغربي ومنذ سنين وعلى مدى أكثر من ألف وخمسمائة سنة هاجر رجال من المغرب وأخذوا الإسلام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهنا لا أريد أن أخوض في السبعة رجال الرجراجيين الذين زاروا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن أريد فقط أن أشير الى كون الحضارة المغربية إن أمكننا تسميتها هكذا فعمادها هو الدين الإسلامي ولما يصبح مغربي مسلم تقي ويعرف الدين ويقرأ كل ليلة القرآن ويرى أن اليهود هم أصحاب المراكز العالية والمتحكمين ما ذنب هذا المواطن إن فهم الإسلام …؟ فتتكون عنده في الحين إزدواجية الشخصية ، زد على هذا الصراع الدائر بين الطبقات الخطير…..
أما السلطة فيكفيها عدم ترجمة كلامها الى واقع … من منظوري يجب إعطاء الإنسان المواطن حقه في التعبير بأسلوب صحيح لكونه تكالبت عليه كل هذه العوامل وجعلت منه مواطن مقهور سواء في العقيدة أو الفكر وربما أبعد حتى الوجدان ودائما في إعتقادي لا سبيل معه سوى الحوار لا الخطابات الفارغة فالأحزاب وهيبة الدولة لا تبنى بالمسلخة ، والضرب ، والسب الجارح ، والمحاكم والتصفيات الجسدية لا وألف لا. أخيرا لنعمل جميعا على إضفاء الشرعية على أعمالنا بتحقيق العدالة وإحقاق الحق ، والإحترام والصدق فالمواطنين منقسمين ومحاصرين إقتصاديا وجغرافيا…..
فلنكتف جهودنا جميعا لتسويق جاذبية هذا الدين الإسلامي الى كل البيوت ولنترك لكل التعامل معه بطريقته ، ونفرق بين التدين والعنف العدواني ونحن جميعا مع كل المتدينين فلا أحد ضد أحد بل الجميع ضد الظلم ومع الحوار ومع الجميع ، ومعا ضد من يرفع سلاحه ضد أي كان فيكفينا كم ساعدنا الأعداء على إشعال نار الفتنة والإرهاب ومحاربة الأصولية الإسلامية ، وإتهام الإسلام بالعنف والإرهاب ، والصهاينة هم أصل الإرهاب وعصاباتهم بدأته في ثلاثينيات القرن الماضي ولهم مصلحة في إثارة الفوضى بين الحكام وشعوبهم وخاصة ضد الإسلاميين وبعد أن تحدت الأزمة يعملون على دفع قوات السلطة الى حماية الحاكم من الشعب عوض حماية الحكام من غدر العدو ، وعليه فعلى الحكام كذلك العمل على إصلاح ذات البين بينهم وبين الشعب وجعل الثقة تعود بينكم وبينه فالمحاكم لن تعمل على وأد الفتنة بل تزيدها تأججا وفي مصر عبرة يا أولي الألباب ، بل تدخلنا دوامة ، وفي الختام إن الظاهرة التي نعيشها لا يمكن أن تكون مؤامرة خارجية ..
إن أسباب داخلية تدفع بشدة في هذا الإتجاه وأن القمع الأمني مهما بلغت شدته لا يمكن أن يكون الحل الشافي ، كذلك نتابع بإزعاج شديد سلسلة الحرائق في مواقع إقتصادية وتجارية ، هل تقف وراءها يد عابثة أو أنه تسيب وتفكك في المجتمع ، حرائق مدينة مراكش الحريق الأول شب بمطعم « ماكدونالد » وبعده بأيام حريق المركز التجاري لرجل الأعمال الحاج ميلود الشعبي والفاهم يفهم . الحكومة مغيبة ورئيسها في إجازة وفي غيابه نزل تقرير المجلس الإقتصادي الإجتماعي فبعد خطاب الملك في عشرين غشت حيث عبر فيه عن تردي النظام التعليمي المغربي ، عاد المجلس الإجتماعي والإقتصادي والبيئي ليؤكد في التقرير السنوي الذي أنجزه والذي يهم سنة 2012 أن التعليم يظل العائق الأساس أمام التنمية البشرية في المغرب . إذا ظهر… الباطل…
1 Comment
خطاب ديماغوجي متخلف، وهرطقة مللنا منها