لماذا كل هذا الحقد على جهاز التفتيش ؟
يعيش التفتيش حاليا أزمة هوية من جراء تصادمه مع قرارات وزير لا يحسن التشاور , بل يتشاور مع من يجيد التناحر. يعرض قضية ثم يغادرها وسط الطريق وينتقل الى قضية ثانية … وهكذا. لا يستقر على رأي ولا يأبه بحقيقة الأوضاع . يفتخر ببعض قراراته وكأننا في حلبة للصراع , مع أن القضية مصير تعليم يحتاج فعلا الى جرأة.. وأيضا الى تأني وتشاور ودراسة وتحاور.
هذه المعضلة التي يعيشها جهاز التفتيش ليست الأولى ولن تكون الأخيرة, لكثرة من يكنون له الغدر والكراهية. يمجدونه عندما تدعو الضرورة ذلك ,ويخططون لاقتحامه كلما وجدوا الفرصة سانحة لذلك. أمر تعوده جهاز التفتيش ويتعامل معه يتبصر وتأني.
المعضلة التي تؤرقني عندما أقرأ بعض التعليقات لرجال التعليم يعبرون فيها عن سخطهم على هذا الجهاز واتهامهم إياه بالتقصير,الى درجة اعتباره جهاز معطل يقضي وقته في المقاهي والمصالح الخاصة. لهؤلاء أقول:
قد يبدو لك من مشاهدة بعض المفتشين هنا وهناك , أن وظيفتهم مريحة وأن مسؤوليتهم محدودة وزياراتهم معدودة. صحيح هناك بعض المفتشين الذين يقتصدون في العمل ويقتصرون على اقل مجهود , نظرا لسنوات طوال قضوها بين مختلف أسلاك التعليم , وبالتالي تراجعت مردوديتهم وأنهك الزمن قدراتهم . وهو حال كل فئات التعليم , بل تكون النتائج أكثر فاجعة عندما تصدر من مدرس لما له من علاقة مباشرة مع التلاميذ. لكنه حال نتقبله كونه أمرا طبيعيا ومنطقيا . لن تجد الجميع في نفس الوضعية هنا الصالح وهناك الطالح.
لكن…. ما لا يعلمه من مثل هؤلاء المعلقين الذين يكتفون بردود نارية مستهزئة ومفترية على جهاز التفتيش, أن جل رجالاته مطلعين بمهامهم ومسايرين للمستجدات التي تعني تخصصاتهم. فقط الطرق تختلف…. لكنها جميعا تؤدي الى روما.
لم يعد عمل جهاز التفتيش يقتصر على تلك الزيارات الصفية , بل تعددت مهامه , من تتبع للدخول المدرسي عن طريق مسح لجميع المؤسسات بواسطة لجان التتبع وإعداد تقارير في الموضوع , وعن طريق لجان افتحاص لتتبع بعض التجاوزات التي تحدث هنا وهناك, وعن طريق المواكبة والمصاحبة للأطر الإدارية الجدد وما يكلف ذلك من عمليات وزيارات مكوكية مرهقة , وعن طريق تنظيم بعض اللقاءات والندوات , وعن طريق المشاركة في لجان الانتقاء, وعن طريق المشاركة في لجان فحص العينات لبعض الصفقات , وعن طريق تأطير الأساتذة أو المسيرين الجدد,وعن طريق المشاركة في الامتحانات على مختلف المستويات , وعن طريق تتبع وضعية المؤسسات من جميع المستويات, وعن طريق تتبع البنايات ,عن طريق تكوين وتأطير رجال التعليم الجدد بمختلف التخصصات, وعن طريق حضور اجتماعات مارطونية إقليمية وجهوية وأحيانا مركزية …. ومهام عديدة لا داعي لتعدادها نظرا لاختلافها باختلاف التخصصات ونظرا لتعددها بتعدد المهمات.
لم يعد المفتش كما كان من قبل يكتفي بتلك الزيات الصفية والتي كانت أحيانا تحمل بعض التعسف من بعض المفتشين. بل أصبح رجل ميدان مجبر على المواكبة والمسايرة.
كتب بعض الإخوة من خلال ردودهم أننا نتهرب من وضع برنامج سنوي خوفا من الالتزام به وتهربا من المسؤولية.بالعكس نملك برنامج عمل متوسط المدى وآخر بعيد المدى نروم من ورائه تحقيق التوازن الممكن لنيابة ما…. لكن وزارتنا تتميز بعدم الاستقرار والانفراد في القرار. على سبيل المثال عندما تؤطر مجموعة من المسيرين للمصالح المالية والمادية الجدد في نيابة ما ثم ينتقل جلهم وتكلف الوزارة بناء على حركة وطنية مسيرين جدد للداخليات …. فمن أين تبدأ التأطير ؟ بالمبادئ الأولية للمحاسبة ؟أم تدبير شؤون داخلية أوكلت إليهم دون تكوين يذكر؟ وعندما تسند أقسام نهائية لأساتذة في إطار التوظيف المباشر أو سد الخصاص . فمن أين نبدأ التأطير؟ الجانب البيداغوجي؟ أم ضرورة تمكينهم من الكفايات الأساسية التي تساعدهم على مسايرة مقرر دراسي أحيانا مكثف وضرورة توصيل هؤلاء التلاميذ الى بر الأمان وفي ظرف وجيز؟ والحكاية لا تنتهي…..
كفانا لوما , وكفانا اتهامات مجانية, نحن نتحاور مع وزارة تصم آذانها كما يصم بعض رجال التعليم آذانهم ,منطلقين من بعض الحالات الشاذة , والقاعدة الفقهية تقول » الاستثناء لا يعتد به ولا يقاس عليه ». معركتنا مع مسئولين لا يفتحون الحوار على حقيقته ولا يسمعون الرأي من مصدره, ولا يخططون بمنظور وفق شموليته. إنها أحيانا نزوات وخرجات مجانية تروم تحقيق نتائج ما , لتصل الى منعطف ما….. وهذا حال لا يبشر بفرج قريب.
4 Comments
الاستثناءلا يعتد به و لا يقاس عليه لقد صدقت فقلة من المفتشين هم الذين يزاولون مهامهم كاملة و على أحسن وجه أما جلهم فقد تفرغ لمزاولة مهام أخرى كالتجارة م كفانا ذرا للرماد في العيون عار أن ينتظر الأستاذ زيارة المفتش لسنوات عار أن نشتغل طيلة موسم دراسي كامل بجدول حصص عير موقع من طرفكم إلخ
بسم الله الرحمان الرحيم
ان ما نقوله ايها الاخ الكريم هو ما عشناه معهم ومنهم اي المفتشين فاغلبهم لا يفقهون كثيرا في موادهم وهدا راجع الى انهم طلقوا الكتاب مند ان اصبح مقار عملهم المقاهي و الغيبة في اعراض الاساتدة الدين يجب كتمان سرهم المهني كما تعلم تم غرورهم واحساسهم باهمية النقطة لدلك لا يعطون النقطة الا لمن ادى فروض الطاعة وليس للكفء لدلك يتم تشجيع التملق بدل العمل والبعض يعتقد انه داهب الى لص وليس استاد يتصيد له الفرصة هدا طبعا لا ينفي وجود اساتدة لا يقومون بواجبهم ويتملقون لتعويض نقصهم
وفي الاخير هدا الكلام لا ينطبق على الجميع ابدا فهناك مفتشين محترمين جديين نرجو لهم التوفيق و شكرا
السيد الفاضل محمد لمقدم.
كل مقالاتك هادفة ومحترمة وهذا يدل على أنك ترى جهاز التفتيش من خلال مبادئك وصدق طيبة تعاملك مع الناس ومع رجال التربية. وقد تكون الفئة الشاذة أو الاستثناء كما تقول فئة قليلة لكنها تبقى استثناء موجودا إذا صادف و أن دخل الحياة المهنية لأستاذ يقوم واجبه لكنه يناقش الملاحظات الواردة فإنه يدمر حياته المهنية ويعرقل مسيرته المهنية بنقطة أو تقرير سيء، متجاهلا كل مجهوده لخلفية سابقة، وحتى وإن لم يصره فهو يتجاهله ويتجاهل وجوده أصلا في مقاطعته.
سيدي الفاضل
لن أجد يوما مفتشا ينصر مفتشا أخاه ولو كان ظالما، ولا أحد ينطق بالحق ولو كان الحق واضحا للعيان، ولو كان المظلوم من متميزي خرجي مراكز التعليم.
السيد الفاضل محمد المقدم
إن نخبة المفتشين تلك التي تراعي الله في السر و العلن نأسف كثيرا حين تنتقل من مقاطعتنا إلى مقاطعة أخرى، هل تعلم يا سيدي الفاضل أننا حين نجد مفتشا أو مفتشة متميزا أو متميزة نتمنى لو يزورنا و لو لمرة واحدة في السنة لأننا فعلا نحتاج للتعامل مع أناس جادين يحكمهم الضمير المهني و المنطق العلمي، أناس يرتقي معهم العمل التربوي والاجتهاد التربوي. لذلك أكثر الله من أمثالكم و جعلهم في مقاطعتنا التربوية.
على فكرة لم أذكر اسمي لأنني عانيت من ويلات الانتقام جراء جهر بالحق وكتابة الإسم
احترامي
باسم الله الرحمن الرحيم. أشهد أمام الله أني لم أستقبل طلمفتش في قسمي خمس سنوات متابعة ، رغم أني اشتغل في ي مدينة، وان المفتشين تعاقبوا عىل الثانوية التي كنت أشتغل بها. والغريب في الأمر أنه لما احتججت على هذا الوضع أصابني من المشاكل ما لا يع ولا يحصى . المفتش استغل سلطته ليؤخر ترقيتي . فأمام الله نلتقي. والله يعلم أن شهادتي حق