مما لا شك فيه ان مدير مؤسسة تعليمية يعاني صعوبات شتى في مهامه,هذه المهام المتشعبة التي تحتاج منطقيا الى طاقم متعدد الاختصاصات,وخاصة في المؤسسات الابتدائية,واذا كان الساهرون على الشان التربوي محليا وجهويا ومركزيا يقرون بهذه الصعوبات,ويعترفون بتشعبها الى ما هو مالي ومادي وتربوي واداري,فان مطالب الجمعية الوطنية للمديرين منطقية الى حد ما,ومطلبها الرئيس المتمثل في خلق الاطار لهذه الفئة,يجعل المدير يعمل في جو مريح ويجعله مستعدا للمحاسبة كما هو الشان في الادارات الاخرى,ولاجل هذا كله دعت الجمعية الى برنامج نضالي شامل من وقفات احتجاجية امام الوزارة الوصية والاكاديميات الجهوية وحتى النيابات الاقليمية,لتوصل صوت المديرين الى المسؤولين ,وكان شعار المديرين الذين التفوا حول جمعيتهم الاطار هو/نكون او لا نكون/بل كان اغلبهم مستعدا للعقاب الذي تبين ان الوزارة تلوح به الا وهو الاعفاء,خاصة وان فئة المديرين تحس الغبن وتنظر الى الاخرين ياخذون الكثير مقابل القليل,وهم ياخذون القليل مقابل الكثير,

كما ان اغلبية المديرين احسوا الكرامة من خلال نضالهم المشروع,واصبح صوتهم مسموعا يضرب له الف حساب,لكن الخاتمة كانت مخزية,وكان بطلها اعضاء المكتب الوطني,الذين تحولوا الى نعامة بعد الاستئساد.

ومما داس على كرامة المديرين,وارجعهم الى الحضيض,وجعلهم محط الشماتة والسخرية,هو تعليق البرنامج النضالي في الوقت الذي كشرت الوزارة عن انيابها,واعتمدت اسلوب التهديد والوعيد بارسال لجان التفتيش,والاستفسارات المجانية,فلو كان تعليق البرنامج قبل ذلك لما ظن الاخرون اننا نعام.

ولينظر ابطال تعليق النضال الى الفئات الاخرى كيف تصل الى حقوقها بالنضال المستمر بلا خوف ولا ندم ,وهاهي نقابة المفتشين تعطينا مثلا اروع في النضال المستميت,فقد قررت مؤخرا في بيان لها مقاطعة توقيع محاضر الخروج,وهي تطالب دوما بتحسين اوضاع المفتشين,فتلقى الاستجابة اجلا او عاجلا,لانها تمثل القوة والرجولة,اما جمعيتنا الموقرة تستاسد وتنقلب الى نعامة امام التهديد,وكان المديرين ان اعفوا من مهامهم سيتركون الادارات المكيفة,والجاه السامق.

الا تنظر الجمعية الى معاناة المديرين اليومية,والرئاسة المزعومة,فالمدير على الخاتم والمراسلات رئيس ولكن في الواقع حارس وساع للبريد والويل له ان طبق القانون,وتكالب عليه المتقاعسون,لان اللجان ستضحي به ككبش فداء وتنعته بالاستبدادي المنغلق.

هنيئا للاخوة المفتشين بنقابتهم العاتية,اما حال المدير الان لا يحسد عليه,ولن اكون مخطئا ان قلت ان كل مدير فيه ذرة من الكرامة والكبرياء,ينتظر التقاعد على احر من الجمر ليناى بنفسه عن هذه المذلة