العوامل المسببة لنظرة المجتمع السلبية لرجل التعليم
عندما قرأت للاستاذ محمد المقدم,مقاله الذي تناول الاعتداءات التي تطال نساء ورجال التعليم,وشاهدت الفيديو للاستاذة وهي تحكي ما وقع من اجرام في حقها,تذكرت مقالا كتبته في السابق على نفس الموقع,وادعو فيه رجال التعليم على اختلاف مهامهم ومناصبهم الى التلاحم والتازر من اجل تغيير النظرة السلبية التي اصبح المجتمع ينظر بها الى رجل التعليم,واذكر جيدا انني قلت اننا نساهم في هذه النظرة السلبية تجاهنا بعدة ممارسات نقوم بها نحن دون ان ننتبه الى انها تزيد من احتقارنا ونحن النبلاء,وتستصغر من شأننا ونحن الشرفاء.
ومن هذه الممارسات ذكرت اننا لا نغضب ونحن نستمع بسذاجة الى التنكيت الساخر في حقنا,بل نضحك الى حد القهقهة مما يزيد من طمع الاخرين في نسج النكت الساخرة قد تكون اكثر سخرية وقد تمس نبلنا وشرفنا.
ومما يزيد من انحطاط قدرنا,حين اصبحنا نناقش اوضاعنا المادية,ونضرب الاخماس والاسداس,ونعد السنوات على الاصابع كما يفعل الاطفال الصغار,في شأن الترقية,وهذا في حد ذاته ليس عيبا,لكنه يصبح عيبا لا يغتفر حين يتم امام من هب ودب.
وأذكر جيدا أن من اهم سيمات رجل التعليم في زمن مضى وليس بالبعيد,سمة الايثار ,فقد كان الاستاذ يتنازل لاخته الاستاذة,ويغير الفرعية وهو يعلم انه سيعاني,رغبة منه في ترك اخته في مكان اكثر اما نا,ولا أظن ذلك موجودا في وقتنا الحالي,ولو كان لما وقع ما وقع للاستاذة موضوع المقال.
كما أن بعض الممارسات التي يقوم بها بعض نساء ورجال التعليم تجاه الاطفال,زادت من تبخيس رسالتنا في المجتمع,وتحول نبلها الى احتقار,ولو اني لا اعمم لان التعليم لا زال برجالاته الاوفياء,ولكم النموذج والعبرة فيما فعلته احدى الاستاذات بمتعلميها مؤخرا,عرفه القاصي والداني,والمتعلم والامي,فعل شنيع يستحيي الانسان من ذكره,لكنه يجهز على كرامة رجل التعليم,لان المجتمع لا يرحم وقد يعمم الفعلة على الكل بما فيهم النبلاء والشرفاء.
كنت أظن ايضا ان رجال التعليم كالجسد الواحد,لكن هذا الظن بعيد كل البعد عن الحقيقة,وما هو الا سراب خادع,جسده الاعلام بأحرف بارزة,فهذه قصة مدير يعتدي على استاذ او العكس,وتلك قصة تحرش سافر,وهكذا دواليك.
لقد تعلمنا من أسلافنا الاخاء والمودة,والغيرة الجامحة على انبل الرسالات,وكنا ننظر اليهم يجالسون بعضهم البعض,ويناقشون هموم العمل,ويتبادلون التجارب,وما سمعت احدا منهم ينادي زميله بدون كلمة ّسيّ وأظن ان كلمة ّسي »تردت مع هؤلاء.
لازال الخيرون في حقل التعليم,وفي المقابل لازال بينهم من يتطفل على مهنة الشرف,وهم قلة لا محالة,ومن هذا المنبر اضم صوتي للاستاذ محمد المقدم,للنظر في الاعتداء الشنيع-الذي تعرضت له الاستاذة- من كل من يهمه الامر متمنيا لها الشفاء العاجل لتعود الى عملها في امان وبكل اطمئنان
5 Comments
Salam
Le sérieux géste négatif des enségnants, c’est lorsqu’ils se sont devenus des commerçants
السلام عليكم
اهم عامل سلبي هو التجارة بالساعات الاضافية
من بين العوامل نظرة الأستاذ إلى مهنته على أنها حرفة للكسب والتكسب، إن الإنسان يعكس قيمته بقيمة اهتمامته و يعكس قيمته بأفعاله، فالذي ينتج تربويا وينخرط في عمله التربوي برؤية تربوية وعلمية لممارسته الصفية و وتساميه عن الخوض في ما يقلل من شأنه كتربوي هو الجدير بأن يكون أستاذا، وإذا كان منظور الرسمي للتربية على انه تخزين معارف فاقدة لبعدها التربوي وتحصيل خارطة مدرسية بنجاح مرتفع فإن الأستاذ هو أول نواة لمقاومة هذا الحيف وهذه المقاربة العددية لا لانويعة للتعليم، فهو الذي يفرض مقاربته التربوية من خلال وعيه أولا بأنه مربي قبل أن يكون ملقنا للحرف، وأنه أمام رسالة تربوية لا رسالية تخزينية للمعارف تكسبية للدرهم.
تحياتي للموضوع الذي أثار هذا الرد.
يا اخي لماذا نتستر على اوساخنا وعيوبنا…بل قل الشرفاء والنبلاء من المدرسين هم من اصبحوا قلة وقلة نعم. أعرف مدرسين لم يعملوا ولو اسبوع كامل في الموسم الدراسي. واشهد بهذا امام الله. يا حسرتاه على التعليم…………………………..
لو وضعت امامك صورة المدرس من خلال التثريع لبطل عجبك
لماذا لا تنشر التعليقات التي تغني النقاش؟ سؤال للمشرف على الموقع.